مقالات وآراء سياسية

المدّعون الانتساب إلى النبي يعقوب

عبدالله الشقليني

سمعنا الكثير منذ التقى البرهان بنتنياهو في أوغندا، وكثيرون بدأوا يتحدثون عن إسرائيل، كأنها الطفل الضعيف، متناسين أنها الغاصب الصهيوني، وأنها تدعي لنفسها أنها الدولة اليهودية. وهي الدولة الوحيدة العنصرية في العالم: عبدالغني بريش فيوف و الصادق أبومنتصر و د. زاهد زيد ود. يوسف الطيب محمد توم و عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف) و الفاضل إحيمر و زهير السراج و ايليا أرومي كوكوو يوسف الطيب محمد توم وأمل الكردفاني  وموسى بشرى محمود علي وبيان  الجمهوريين وغيرهم كثيرون مع التطبيع.

لن نتحدث عن أغراض البرهان الخاصة. فإسرائيل تنفذ يوميا مصادرة الأراضي المحتلة وتقتل الفلسطينيين، في إرهاب مشهود بتلفزة العالم، واضحة لكل المدافعين عن حقوق الإنسان.

(2)

إسرائيل

يعقوب أو ياكوف (بالعبرية: עֲקֹב) معناه ” ماسك كعب القدم” ويُعرف أيضاً بإسرائيل أي “مصارع الله” حسب القصة الواردة في سفر التكوين 32 عندما صارع يعقوب الإله دون أن يدري.وهو أيضا اسم عَلمٍ مذكر عبري، أصله “يشرائيل” أي يجاهد مع الله، أو يصارع الله.هؤلاء السفارديم والاشكناز، واليهود الشرقيين، وبيتا إسرائيل، وبيني إسرائيل، واليهود القرائية، والعديد من المجموعات الأخرى، يعتقدون أنهم من سلالة يعقوب، وهم إسرائيليون. فهل ذلك اعتقاد أم هي الحقيقة ؟. لا يمكن أن يكون تاريخ الأديان هو التاريخ الحقيقي، لأنه تلون بالاعتقاد، ودخل كهوفه وظللته خيمة المحبة، وتبعتها أدوات التعظيم والتضخيم، وهذا الاعتقاد لا يقبل النقد أو التحليل، وهو مدخل سهل للقصص والأساطير، التي تسيطر على العقول الباطنة. هؤلاء يعتقدون في الصحة التاريخية المطلقة ولا يقبلون إلا امتلاك الحقيقة المطلقة، وهي حلم كل الأديان، وهذا الحلم رغم تضخمه فهو يخاصم العلم والمعرفة. إن الصهاينة يمتلكون الإعلام ومؤسسات المال، وسخروهما ليعملا لمصالحهم.

*

قال شارون : إننا أحياناً نساعد الله .

كان «الصحافي الأكثر قرباً من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شارون أوريدان، أصدر كتاباً اسمه (أسرار شارون) عام 2007، وتحدث عن كيف تحلل شارون من التزامه أمام الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في واشنطن، وعندما طالبه جورج بوش الابن بأن يترك موت ياسر عرفات لله عز وجل، قال له شارون( إننا أحياناً يجب أن نساعد الله)، بتعبير شارون في ذلك الوقت، وقال إنه في تلك اللحظة شعر شارون أنه تحرر من عبء ثقيل».

(3)

لمن يعبدون يختارون عبادتهم ما يشاءون، فالناس سواسية حسب منطوق المادة الاولى من حقوق الإنسان 1948:جميع الناس متساوون في أصل الكرامة الإنسانية والمسؤولية دون تمييز بينهم بسبب العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو المعتقد الديني أو الانتماء السياسي أو الوضع الاجتماعي أو غير ذلك من الاعتبارات. ويسعى هؤلاء جميعا لممارسة ديانتهم وفق معتقداتهم، ولكن لنا كل الحق في نقدها وتحليلها وكشف التناقض بينها وبين العلم، دون أن يكون لنا حق في منعهم ممارستها ولا الدعوة لهجرها فهم أحرار فيما يختارون ولا يحق لهم فرض قوانين دياناتهم على أحد. ونحن لا نقبل نظراتهم للتاريخ، لأنها لا تقودنا إلى الحقيقة. ولكنها معتقدات دينية فحسب.

(4)

ضابط الموساد ” دافيد بن عزئيل “يؤرخ في  كتابه ( مهمة الموساد في جنوب السودان) عن تدريب الانفصاليين وتوجيههم وتسليحهم، منذ ستينيات القرن الماضي، وصولاً إلى«استقلالهم» عن السودان  في عام 2011، الأمر الذي يعدّ «إنجازاً إسرائيلياً ونجاحاً خاصاً للموساد».

*

سعى مبارك الفاضل ومن قبله تراجي التي كونت جمعية للصداقة بين السودان وإسرائيل، وخاب أملهما. نورد اليوم  تاريخ الدولة الإسرائيلية ووقوفها على الدوام ضد السودان بهدف تفتيته. وقد نجحت في بعض مساعيها وتنتظر آخر المطاف.

*

قال  ليفي دختر عام 2009  وعندها كان وزير الامن  الإسرائيلي:في بداية محاضرته سأل  الوزير الإسرائيلي نفسه  سؤالا، لا بد أنه   كان يدور  في  خلد الكثيرين  من مستمعي محاضرته وهو  لماذا التدخل الإسرائيلي في جنوب السودان فيالماضي، والتدخل  في دارفور في الوقت  الحاضر، رغم  أن قدرة السودان  على التأثير  على الاوضاع  في اسرائيل معدوم ومعدومة  كذلك   قدرته   على  المشاركة   الفعالة  في  قضية  فلسطين؟

ويجيب الوزير الإسرائيلي على سؤاله بصراحة  ووقاحة  أكثر ويقول  بالحرف:

(اسرائيل  سبق أن حددت و بلورت سياساتها واستراتيجياتها تجاه العالم العربي بصورة تتجاوز المدى الحالي والمدى المنظور.ورأى  الاستراتيجيون الاسرائيليون  وقتها أن السودان

، بموارده  الطبيعية الكبيرة، ومساحته الواسعة، وعدد  سكانه الكبير، اذا ترك  لحاله،  فسوف يصبح  أهم من مصر والسعودية والعراق.)

*

قال الوزير  الإسرائيلي إن تلك  البؤر أوجدت  في   إثيوبيا   ويوغندا وكينيا  وزائير، وأشرف عليها  قادة اسرائيل  المتعاقبون، من  بن غوريون  وليفي شكول  وجولدا مائير  ومناحم بيغن واسحاق  شامير  واسحاق  رابين وأريل  شارون. وذكر الوزير أن  اقامة  تلكالمرتكزات  والبؤر   في الدول   المذكورة والمجاورة للسودان، حتّمه  بعد   السودان الجغرافي عن اسرائيل. ويرى الوزير  الإسرائيلي أن  المخطط قد نجح في  إعاقة قدرة السودان على اقامة دولة  سودانية،   قادرة  على  تبوء موقع  الصدارة  في المنطقتين العربية والافريقية.

فالوزير  يقول بالفم المليان (أن تدخلنا  في دارفور وتصعيد الاوضاع فيها كان  حتميا. فنحن  نضع نصب اعيننا دائما  خلق سودان  ضعيف ومجزأ.)،ويعني ذلك أن دعم إسرائيل للدارفوريين يخلو من التعاطف الإنساني. لأنهم لو كانوا كذلك لتغيرت نظرتهم للفلسطينيين.

(5)

عملية عنتيبي

كان هدف المهمة إنقاذ رهائن وقد قامت بها قوات إسرائيلية في مطار عنتيبيبأوغندا في 4 من يوليو 1976. قبل ذلك بأسبوع، في 27 يونيو، تم خطف طائرة الخطوط الجوية الفرنسية من قبل منظمة مقاومة فلسطينية، مع 248 راكبا إلى  جانب مجموعة من الفلسطينيين والألمان ومؤيديهم ونقلوا جوا إلى عتيبي قرب كمبالا عاصمة أوغندا، بعد وقت قصير من الهبوط، وأطلق سراح جميع الركاب من غير اليهود. جرت العملية في الليل، حيث نقلت طائرات النقل الإسرائيلية أكثر من 100 من الكوماندوس لمسافة (4000 كم) معهم الدبابات والأسلحة إلى أوغندا لعملية الإنقاذ، حيث بعث الموساد طاقمه إلى بحيرة فيكتوريا في قارب لمسح منطقة المطار، وتم انقاذ 103 رهينة.وتكلف الجيش الأوغندي عدد من القتلى والطائرات الحربية قتيلا، كما قتل جميع الخاطفين الفلسطينيين ومناصريهمعبرت الطائرات الأجواء السودانية ذهابا وإيابا دون إذن، وقضى الموساد ثلاثة أيام قبلها في التخطيط . وكان للعملية مستشفى مؤقت في مطار نيروبي. واستقبل مناحيم بيجن الكوماندوس في مطار بنغورين في التاسعة مساء.

ونحن نسأل لم دمرت إسرائيل طائرات اليوغنديين؟

(6)

عملية موسى

لم تكن فكرة تهجير “الفلاشا” إلى إسرائيل وليدة اللحظة، بل تم التمهيد لها منذ سبعينيات القرن الماضي -بحسب دراسة منشورة بمكتبة الكونجرس الأمريكي- وكان الاتفاق السري الذي عقده “موشي ديان” وزير الخارجية الإسرائيلي عام 1977 مع حكومة إثيوبيا، نظير إمداد أديس أبابا بالسلاح، أولى محاولات تل أبيب لتهجير يهود إثيوبيا.الوكالة اليهودية دشنت على إثر هذا الاتفاق حملة واسعة لجمع التبرعات من يهود العالم الأثرياء؛ لتمويل عمليات تهجير”الفلاشا”؛ لـ”بناء الوطن في أرض الميعاد”-بحسب المعتقد الصهيوني-إلا أن الرئيس الإثيوبي لم يتحمس للأمر في حينها، ولم تيأس إسرائيل كذلك من تنفيذ مطلبها.ونصب “مناحم بيجن” رئيس الوزراء الإسرائيلي فخا للرئيس الإثيوبي “مانجستو هيلا مريام”، خلال زيارته الولايات المتحدة لطلب السلاح، بدفعه اللوبي الصهيوني رفض طلب “مانجستو” رئيس أثيوبيا في الكونجرس الأمريكي، مع إظهار بعض الناصحين له الاستعانة بالنفوذ الإسرائيلي لتحقيق هدفه.

“مانجستو” لم يتردد في تنفيذ النصيحة، واتصل بـ”بيجن”، ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على إمداده بالسلاح نظير الموافقة على تهجير “الفلاشا” إلى إسرائيل، ورغم حاجة “مانجستو” للسلاح اللازم لمواجهة الصراع على حدود بلاده مع الصومال، إلا أنه لم يوافق على الطلب الإسرائيلي، حتى لا تظهر إثيوبيا أمام العالم أنها تطرد مواطنيها.

*

ضاقت تل أبيب ذرعا برفض “مانجستو” المستمر لعمليات التهجير، ودفعها ذلك إلى البحث عن وسيلة أخرى لتهجير “الفلاشا”، لتجد ضالتها خارج الحدود الإثيوبية، وتحديدا في السودان.

العملية التي تمت عام (1984) وهناك آراء ترى أن ذلك حدث بمساعدة الرئيس السوداني السابق جعفر النميري، و بمساعدة قيادة الأمن السوداني،وكان أعضاء من الموساد قد قاموا بزيارة سياحية القرية أركويت السياحية قبل ذلك. و هاجر الكثير من يهود الفلاشا إلى إسرائيل عبر جسر جوى من إقليم التيجراي بشمال إثيوبيا عبر دولة أوربية، ثم إلى تل أبيب.

(7)

لمن يريدون التطبيع مع إسرائيل، فهم يعلمون أنها الدولة العنصرية الوحيدة في العالم، ولكنهم يمنّون أنفسهم والبلاد بأنها ستستفيد من التطبيع اقتصاديا، بتشييد أكبر مطار في السودان وسكة حديد متطورة، ولكنهم سيُفاجئون بأن إسرائيل لم تدفع فلسا في تاريخها لغير اليهود، وأن المخرج الوحيد لاقتصاد السودان سيكون بالاعتماد على اقتصاد الدولة مع رفع الصادرات وخفض الواردات واللعب برشاقةعلى توازنات الاقتصاد الحقيقي بعد الإحصاء وتأمين الحدود.

وعن السودان نقول مثلما  قال الشاعر الراحل الدكتور حسن عباس صبحي:

 

يا جرح دنياي الذي لا يندملْ

 

عبدالله الشقليني

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. اولا ياعزيزى الفاضل نحن ما دايرين شيكل واحد من أسرائيل ولا دايرين تدفع لينا حاجة لاننا لسنا محتاجين لها فى هذه الناحية ، نحن نريد نبعد عداوة إسرائيل عنا او بصورة أدق نريد أن نخفف وطأة ضغطها على السودان عبر تقاريرها او موسادها او عبر تأثيرها على الغرب خاصة أمريكا مما يتيح للسودان أن تنفس وينتج ويبنى نفسه من موارده وكذلك تتوقف حرب الإستنزاف من بعض الحركات المسلحة والتى تمارسها أسرأئيل ضد السودان بالوكالة عن طريق الدعم اللوجستى ، الإعلامى ، المأوى فى دول حليف لها ، دعم الحركات دبلوماسيا وفتح ابواب الدعم المادى العالمى لتلك الحركات . هذا من ناحية ومن ناحية ثانية التعاون والتعامل مع إسرأئيل يحقق لها مصالح اهمها الأستثمار والتبادل التجارى إضافة الى حث الشركات العملاقة الامريكية والتى يسيطر عليها اليهود للدخول فى السوق السودانى مما يعزز الاقتصادى السودانى ويحقق بحق وحقيقة أن السودان سلة غذاء العالم ، ومعروف عن اليهود قدرتهم على الإنتاج والتطور وهذا ليس حديث اليوم بل أن الصحابة عندما فتحوا خيبر شبعوا من تمرها حتى قالت عائشة رضي الله عنها معقبة على فتح خيبر: (الآن نشبع من التمر) وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (ما شبعنا حتى فتحنا خيبر). حيث أن فتح خيبر عاد على المسلمين بالخير الكثير وعزز إمكانياتهم الاقتصادية بدخل سنوي دائم ، وهذا يدل على براعة اليهود فى الزراعة والصناعة والتجارة فلماذا نحرم شئ احله الله لنا وهو التعامل والعمل والتجارة معهم.

  2. والله ما رأينا من اسرائيل اي شيء سيء حتي نعاديها، كل القصة وما فيها ان العرب جروا السودان معهم في قضية اصلآ لا تخصنا بقريب او بعيد، ادخلونا في عداوات تخصهم مع اسرائيل وما لنا فيها دخل، وبعد ان تورطوا هم شر توريط في علاقة خاسرة بدأوا يتراجعون دولة وراء الاخري، واول من بدأ الهرولة نحو علاقة طيبة مع اليهود هم “اصحاب االقضية”!!، كان ياسر عرفات هو اول من قابل اسحاق رابين بالاحضان والقبلات في “اوسلو” عام ١٩٩٣ وسط ذهول كل العرب الذين هتفوا من قبل “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”!!، ياسرعرفات هو من وقع وثيقة اعتراف بدولة اسرائيل عام ١٩٩٣ ـ متناسيآ عن عمد “اللاءات الثلاثة”!!…ما عادت قضية فلسطين (ان كانت هناك اصلآ قضية) تهم السودانيين بعد ان تكشفت حقائق غريبة ومخيفة عن علاقة السلطة الفلسطينية باسرائيل، والدعم المالي الذي تقدمه حكومة اسرائيل للسلطة الفلسطينية كل عام ، والسماح لعشرات الآلاف من المزراعين الفلسطينيين بالعمل داخل المستوطنات الاسرائيلية…

  3. كانت هناك علاقة بين السودانيين واليهود قبل ظهور النزاع العربي-الاسراىيلي، وقبل ظهور دولة اسرائيل عام ١٩٤٨، جاء في موقع “ويكيبيديا” :(كان هُناك استيطان يهودي صغير في عام 1885 في السودان بمجموع ثمانيّ أُسر عندما استولى قائد الثوريّين محمد أحمد المهدي على السودان وإجلاء القادة العثمانيون المصريون. وبلغ عددهم قبيل إنشاء دولة إسرائيل ما بين الثمانمائة والألف موزعين ما بين الخرطوم، والخرطوم بحري، وأمدرمان، وود مدني، وبورتسودان، ومروي. وفي عام استقلال السودان في 1956 بدأ عدد اليهود في النمو وبدأوا بمغادرة السُودان إلى إسرائيل في أعقاب العام 1957؛ وبحلول عام 1970 لم يبقى لليهود وجود في السودان. تعتبر عائلة “بن كوستي” من أولى العائلات اليهودية التي وصلت البلاد، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر، وشهدت السنوات التي أعقبت قيام الحكم الثنائي أكبر موجات هجرة يهودية إلى السودان. وعائلة “بن كوستي” من أوائل العائلات التي استوطنت في أمدرمان، وهو يهودي عثماني (1842- 1917) وُلِد بفلسطين، ويعود أصل والده الحاخام إلى إسبانيا.).(ويعود أصل 90% من أفراد هذه الجالية إلى اليهود “السفارديم” الذين ينحدرون من سلالات اليهود الذين طردوا من إسبانيا عام 1492 عقب سقوط غرناطة عاصمة الأندلس اتجهوا بعدها نحو المغرب وتونس (مدينة) والجزائر، ثم إلى مصر والسودان، بينما هاجر بعضهم إلى كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وتركيا، أما اليهود (الاشكنازي) ذوو الأصول الأوروبية فلم يجدوا مفراً سوى الاندماج في الأغلبية من اليهود (السفارديم)، والتطبع بعاداتهم وأساليب عباداتهم، وحدثت زيجات كثيرة بين الجانبين في كل من القاهرة وولاية الخرطوم. بالرغم من أن مُعظم اليهود الذين جاءوا إلى السودان من عائلات يهودية معروفة عاشت في مصر سنوات طويلة، لكنهم لم يكونوا يحملون أسماء تشير أو تدل على أصولهم اليهودية، كان هناك من يحمل اسم المغربي، والتونسي، والبغدادي، والأسبانيولي، وهي البلدان التي عاشوا فيها أو انحدروا منها، أما الذين عرفوا باسم الاسبانيولي فهم هؤلاء الذين انحدروا من سالونيك، وجزيرة رودس، وكورفو اليونانية ومن إزمير واسطنبول في تركيا، وكان بعضهم ما يزال يتحدث الأسبانية ويحتفظون بتلك اللغة رغم مرور حوالي أربعة قرون على خروجهم من إسبانيا، أما اليهود الأوروبيون فهم هؤلاء الذين وفدوا من إيطاليا وفرنسا فيتكلمون الفرنسية، لكن غالبيتهم قدموا من مصر ويتحدثون باللهجة العامية المصرية، ويمارسون عادات وتقاليد مجتمعهم الذي وُلِدوا وعاشوا فيه، ماعدا الشريحة العُليا التي عاشت حياة أوروبية. ويتحدث الجميع باللغة العربية لغة الأهالي في كل من مصر والسودان ويكتبونها، ومعظم يهود السودان كانوا يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة، حيث كانت هي اللغة الثانية لدى الإدارة، ولغة التعليم العالي والتجارة الدولية في السودان، بينما يتحدث بعضهم اللغة الفرنسية –لغة النخبة- التي كانت تدرس في المدارس الخاصة في مصر وشمال أفريقيا.).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..