الباشكاتب …بتتعلم من الايام !!!!

*بلاشك إن العلاقة مابين “الباشكاتب ” وجمهوره (علاقة خاصة جداً )لاتحتمل تدخل اين كان ،ولايستطيع احد ان يعكر صفوها حتي ود الامين ذات نفسه ،وماحدث ليلة الجمعة الماضية بمسرح نادي الضباط الذي اعتاد علي إحتضان حفلات “الباشكاتب” سلوك لايحتمل ان يوصف بـــ(التعالي او العجرفة او الافتراء)من فنان عشقه جمهوره حد الوله والاشتهاء وبادله ذات العشق ، ولايحتمل ان يقارن بغيره من السلوك فمحمد الامين ليس كغيره “شاء من شاء وأبا من ابا” .
*نعم سلوك “ود اللمين” لجمهوره ليس بجديد (فعدد من حفلاته لم تكتمل وبعضها توقف في منتصفه بذات السبب)وهو اسلوب اعتاد عليه جمهوره الخاص هذا وتقبله ليس لان (ود اللمين) فنان اسطوري معصوم من الخطأ او الذلل ، ولكن هذا التقبل اتي بحكم العلاقة الاصيلة التي تربط هذا الجمهور بفنانه الذي ظل يقتطع من عمره ومرضه كي يقدم له في كل لقاء جماهيري جديد موسيقاه ، وكذا تعلق ود الامين بجمهوره هذا الذي لم يجتهد في ارهاقه بمضاعفة “تذكرة حفله” اسوة بغيره من الفنانين تقديراً منه لظرف هذا الجمهور،وود الامين حين توقف عن ترديد اغنية “زاد الشجون” وربع يديه وقال للجمهور: (يا أما تغنوا أو أغني أنا) ، واستدرك بعدها معتذراً لجمهوره بأن هناك اغنيات يصلح ان يرددها معه الجمهور واغنيات لايجدي معها سوي الاستماع (والجمهور كان واعيا لذلك وتقبل الامر برضا وسعة صدر وأكمل الحفل وعاد الي منزله مشحون بالطرب الاصيل )واستدراك (الباشكاتب) لهذا الموقف والاعتذار عنه لأنه كان علي وعي تام بالمعركة التي ستدار من خلف الكواليس وعبر “السوشل ميديا” من ذات الاقلام “الشامته”التي لم يعرها بحوار او تصريح صحفي حتي يكتب في سيرتها الصحفية ذلك ،تلك الاقلام هي ذاتها التي صنعت “الجمهور الوهمي “الذي نسج من الخيال ابان تدشين لمهرجان “محمد الامين” للغناء للوطن وحاولت بشتي الطرق ان تنال من نجومية “عاشق العود” تارة بمنعه لرموز فنية من الغناء في المهرجان وتارة بإحتكاره الغناء حتي انتهي المهرجان برضا واستحسان جمهوره وتلك الاقلام “الشامتة ” ايضاً.
*يظل محمد الامين رقماً فارقاً في تاريخ الغناء السوداني والعربي ومدرسة متفردة في الموسيقي والتلحين، وتظل اعماله الخالدة منهجاً يهتدي به كل من طلب الارتقاء في سلم الفن الاصيل ،ويظل اغتياله عصياً علي (متسكعي الصفحات الفنية )من الاقلام التي ولدت بليل ومشاغبي “السوشل ميديا”الذين لم يفتح الله عليهم بحضور حفله والاستمتاع بغنائه وأدائه المتفرد ،ويكفي الباشكاتب انه شكل عبر اعماله وجدان اجيال وغرس فيهم عشق الوطن والحبيبة وقدم لوطنه عصارة ابداعه .
ومضة اخيرة :
يمضي ود الامين في مشروعه الفني بثبات دون ان يلتفت لجوقة الهتيفة وأنصاف الموهوبين .

د. صبوح بشير
[email][email protected][/email]