مقالات وآراء سياسية

البُوشي والشفيع خضر وشمَّاعة الفشل!

جمال أحمد الحسن

تطرَّقنا في مقالٍ سابقٍ عن إبداعنا وإجادتنا التامة لإستحداث شمَّاعة لفشلنا المتراكم وخيباتنا المتلازمة، وضربنا مثالاً لذلك بنجاحنا اللا محدود في كيفية صناعة شخص وهمي في تاريخنا الاسلامي أسميناهُ عبد الله بن سبأ اليهودي وحمَّلناه كل سوءات الثورة الكُبرى التي قامت ضد الخليفة الراشد سيدنا عثمان بن عفان واقتلعت حاشيته الفاسدة من بني أُمية.. وبالمقابل (تفنَّنا) في إنتاج بطولات من العدم، وكل ذلك مدوَّن ومحفوظ في أضابير كُتب التاريخ عندما أنتج الراوِي سيف بن عُمر التميمي صحابياً عظيماً من روح العدَم وأسماهُ القعقاع بن عمرو التميمي.. ودبَّج الأحاديث الصِدِّيقية التي تمدحه وبالتالي قبيلته فكان لا يُهزم جيش فيه القعقاع بن عمرو، وكان يساوي ألف من الرجال!!!!

قبل عدة أشهُر وعبر مواقع التواصل الإجتماعي إنتشر تسجيلاً صوتياً للدكتور صلاح البندر، نسب نجاح ثورة ديسمبر المجيدة لليبرالية العالمية متمثلة في أساطين رجال أعمالها بالسودان وخارجه.. وزاد في ذلك بأنهم هُم من أتوا بإبنهم المُدلَّل د. عبد الله حمدوك رئيساً للوزراء وهُم من يُديرون المشهد السياسي بالطُول والعرض…

حينها واجهته كثير من الأقلام بإعتراضٍ خجُول وباساءاتٍ من هنا وهناك كعادة (دجاج حول حمدوك) من غير ردٍ مُقنع يدحض الفكرة أو ينفيها!!

إلى أن جاء أول أمس الثائر البُوشي (في لايِفٍ صارخ) ليؤكِّد ما قاله البندر ويزيد عليه بأن قوى الحرية والتغيير تتفرَّج الآن على المشهد لا حول لها ولا قوة مثلها كبقية الأحزاب التي آثرت الإبتعاد عن مشهد الفترة الإنتقالية… وزاد -بحلفٍ مغلظٍ- أن إدارة المشهد السياسي برمَّته الآن بيد حمدُوك (وحده لا شريك له) وهو الآخَر مُتحرِّك بكنترول الشفيع خضر وجماعته!!!

القارئ بين سطور الثائر بوشي يرى بما لا يدع مجال للغباش السياسي بأنه يُحاول وضع شماعة فشل حكومة (ق ح ت) على الشفيع خضر الذي لا يكاد يعرفه كثير من الناس لدرجة أن قدَّم من بين يدي حديثه نبذة تعريفية عنه!!!!!!

ولعل هذه الفقرة الخجُولة من بيان المجلس التنسيقي الأعلى لحزب الأُمة القومي المنشور اليوم الخميس 13 فبراير 2020م يُعضِّد ذلك…

إذ جاء في البيان (رأى الحزب أن الخطوتان الانفراديتان الأخيرتان من رئيسي مجلسي السيادة والوزراء تشكلان تهديداً للتماسك الوطني المنشود لإنجاح الفترة الانتقالية وقيامها بمهامها المخططة، فالقرارات المصيرية تحتاج لمشاركة الجميع والالتزام بالمواثيق).

خارج النص:

قالها مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وتقتضيها المرحلة الآنية الحرجة.. بأن لا حل لأزمات السودان المتفاقمة سوى (الوفاق الوطني الشامل) الذي يُفضي إلى إجماعٍ وطنيٍّ صادق لا يقصي أحدا، يُشارك فيه كل مكونات الشعب السوداني من أقصى اليسار إلى أدنَى اليمين مروراً بالوسط المُعتدل، بهذا الوفاق يُمكن لسفينة الفترة الإنتقالية أن ترسو على شواطئ أُولى عتبات التحول الديمقراطي المنشُود…

جمال أحمد الحسن

[email protected]

تعليق واحد

  1. ياخوي مافي ليكم طريقه تاني الكيزان خلاص في الباي باي تلف ودور عاوز تصل لكلام مولانا قال مولانا ما قال . حالتكم بقت صعبه . كعب الفطام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..