مقالات وآراء
ها هو شبح التمكين يعود ليصطاد في بيئته “الكرونية” ليحيل حياتنا نارا

كلنا نعرف إن الإرث ثقيل وثقيل جدا ، وداء التمكين الذي حل ببلادنا خلال الثلاثون عاما السابقة ، ضرب بجذوره كل جسد الوطن وأضابه بالشلل .
أينما حللتكم يا سادتي الكرام ، ووطأت قدماكم عتبة أي مؤسسة مدنية ، عسكرية ، امنية ، مصارف شركات ، مشاريع ، جامعات ، مدارس مستشفيات ، بل كل مبنى او صرح او ارض زراعية او يباب كانت تملكها موسسات الدولة اينما كانت في مساحة الوطن الممتد وصلوا اليها وأمتلكوها “وعشعشوا” فيها وسخروها لمصلحة ومنفعة جماعتهم ومشروعهم الحضاري الذي “صقط حجرنا” و”كدانا ورمانا ” كالعصف المأكول” على قارعة الطرق .
تلك هي الحقيقة المرة الدامية التي ذاق طعمها العلقم صغيرنا و كبيرنا، تصيبنا الحسرة و نتألم أشد الألم عند إجترار ذكراها، وتفهمون ذلك يا اعضاء قوى الحرية والتغيير ، ويا وزراء حكومة الثورة والفترة الانتقالية، ويا ساستنا الجدد تعلمون علم اليقين ان ثورة الشعب الغاضب بعد ان اعلنت وتوجت انتصارها ، واودعت رؤوسهم وشياطينهم غياهب زنازين سجن كوبر بأيدي حراسهم وقادتهم العسكريين السابقين ، رمقتكم بنظرة لتحفظ وجوهكم ، قبل ان تلتفت وتسلمكم ككفاءات وطنية يعول عليها ، مفاتيح الثورة الشعبية ، ومقاليد الحكم ، وتجلسكم على كراسيكم الوزارية الحالية ، وتوزع لكم المهام و تهمس لكم في السر على اذانكم بوصية شعبها المقدسة ، وتشد على ازركم ، وتدس على راحة اياديكم وثائقها وأهدافها و بعض تمائم انتزعت من اجساد شهدائها ، وتوصيكم بالوطن والمواطن في هذا المفترق الخطير والظروف الصعبة والرؤية القاتمة في ليالي كالحة السواد ، ان تسرعوا في ازالة واقتلاع تمكينهم ، ومحاكمة مجرميهم ومفسديهم ، والقصاص لأرواح شهدائها ، حتى تتحرر بلادنا من كيدهم ومكرهم ، ويستنشق شعبنا هواء الحرية النقي الخالي من سموم الطائفية والحزبية المقيتة ، ويحصد ثمار ثورته عدلا ورخاء .
وها هي الأيام والشهور تجري وتمضي بثقل على شعبي ، والعدو الذي كان يغط في نومه ، يرفع من رأسه ويعمل في الخفاء بكل أدواته الاعلامية وكتائبه النائمة بعد ان أحس ضعفا وفرقة وتشتت فيكم ، يحاربكم بمكر ، والوضع الأقتصادي تهبط مؤشراته ويتأزم للأسوا ، والمعاناة تزداد ، وداء “كرونا” اللعين يطل من بعيد و يلاحقنا هو الآخر ليفتك بنا ، قبل ان تتحرر ارضنا ومؤسساتنا وأرواحنا وأجسادنا من عدونا ومن داء التمكين ، الذي تحول كالاسلاك الشائكة المسننة ، يلتف حول اقدامنا العارية يدميها ، وأنتم ولجانكم التي شكلتموها ما زلتم تراوحون ذهابا وإيابا ، بين مكاتبكم وثكنات العسكر الذين يستعرضون بقوتهم وامكانياتهم منكفئون على شركات جهازي الاستخبارات والشرطة وشركات الاتصالات وجبال الذهب وغيرها مما يخفون لايبالون بما تقولون او تقررون ، تنشغلون عن لب معاناتنا بالوافد الجديد وبمحاربة داء الكرونا المستجد ، والحال بمواطنيكم يسوء ويتعسر ، غير مستوعبين ان داء الكيزان المتمكنين وأسلحتهم ومواردهم وثرواتهم اكبر خطرا وأشد فتكا من هذا الفيروس ، الضعيف الذي ما زال يبحث له عن خلية وحاضنة يتغذى عليها ويتكاثر فيها ، وها هو التمكين الذي استعصى عليكم نزعه يتكاثر ويصطاد في بيئته “الكرونية” ويشعل حرائق حقول القمح ، ومراكز السلع المخفضة للمواطن البسيط ، ويزيد من اشتعال نيران الازمات بالوطن ليئن المواطن ويجأر بالشكوى فيكون مطية لهم وينقلب عليكم وعلى الثورة وانتم رغم المد الشعبي الذي يصطف خلفكم ، تقفون عاجزين عن التوحد وإستلهام العبر وكسر انف وغطرسة الاعداء ، واستصدار فرمانات شعبية وقرارات فورية تجتثه من جذوره ، وتحاكم طغاته ومجرميه وفاسديه.
عودوا بذاكرتكم لبداية حكمهم لتعرفوا كم كانوا قساة على شعبهم ومواطنيهم عندما اقروا تطبيق قوانين الصالح العام التعسفية وتمكين جماعتهم ،.لم يترددوا او يسوفوا الزمن أو يتأخروا في التنفيذ ، لانهم كانوا يستوعبون ويفهمون جيدا انهم ان ساءت الظروف المعيشية والاقتصادية بالبلاد بعد مجيئهم وتقلدهم الحكم ولم يبسطوا سيطرتهم وتمكينهم على كل المؤسسات الحكومية والعسكرية والامنية والشركات العامة والخاصة لن يستطيعوا الصمود في وجه الشعب واحزاب المعارضه.
فلماذا تتأخرون في تصفيتهم وازالة تمكينهم ومحاكمتهم والقصاص لشهداء الثورة وتحقيق اهداف الثورة رغم وقوف الشعب الثائر خلفكم ؟!!
برير القريش
البلاد بخير والحمدلله