أمدرمان والحرب العالمية الثانية مختارات من كتاب امدرمانيات

أخذ السودان نصيبه من الحرب العالمية الثانية 1939ـ 1945 وبالتالي نالت أمدرمان جزءا” من ذلك النصيب ، بينما طال العذاب والاحتلال مدينة كسلا والتي أحتلها الايطاليون في بداية الحرب ، وانعكست ويلات الحرب علي ضيق في المعيشة وانعدام السلع المستوردة ، وتغيير نمط حياة الناس ، وظهورممارسات مستحدثة ، واول هذه التغيير كان حفر الخنادق أو الملاجئ تحسبا” للغارات الجوية ليحتمي بها السكان عند حدوث الغارات ، وكانت الملاجئ خنادق عميقة ينزل اليها من الجانبين وكانت توجد تلك الخنادق في السوق والأماكن العامة والمباني الحكومية وفي شارع الموردة الرئيسي أمام مدرسة الأحفاد ، وكانت هناك خنادق داخل حوش المدرسة ، واذكر أن جدي لوالدتي وكنت وثلاثة من أخوتي وأخواتي نسكن معه بغرض الدراسة لأن الوالد والوالدة كانا في الجنوب حيث عمل الوالد ضابطا” في الجيش وذلك قبل أن ينقل لميدان الحرب في الحبشة ثم في شمال أفريقيا ، فقد عمل جدي خندقا” معروشا” في الحوش الخارجي للمنزل ، وكان من الأجرآءآآت تغطية مصابيح العربات والدراجات بطلآء أزرف اللون ، واذكر أن خالي قد طلا مصباح دراجته بزهرة الغسيل ، وقد نبه المسؤولون علي الجميع بأطفآء الأنوار ليلا” عند سماع صفارة الأنذار وكانت صفارة الأنذارسرينة مثبتة علي صندوق عربة ( كومر ) وتدار يدويا” ولها زعيق داو ينبه الي قرب حدوث غارة جوية ، والغارة الوحيدة علي امدرمان كانت من طائرة طليانية واحدة وكانت نهارا” وكنا أطفالأ” أغرارا” أشقياء واعتليت أنا وأخي رأس البيت لنري الطائرة المغيرة ، وكانت طائرة بيضآء تلمع في أشعة الشمس وتطير علي أرتفاع عال ، والقي الطيار قنبلة واحدة أخترقت سقف حجرة الضابط في مدرسة الأحفاد واخترقت ارضية الحجرة ولم تنفجر ولحسن الحظ كانت المدرسة خالية نسبة لعطلة نهاية العام الدراسي ، وفي غضون دقائق شاهدنا طائرتين مقاتلتين من السلاح الجوي الملكي الأنجليزي بعلاماتها المميزة تسرع لمهاجمة الطائرة المغيرة .
ومدرسة الأحفاد هي مدرستي التي تلقيت الدراسة فيها من الروضة وحتي الثانوي وعملت بها مدرسا” عدة سنوات فبل أنضمامي لوزارة التربية والتعليم ، ومما يجدر ذكره أن الشيخ الجليل بابكر بدري ـ يرحمه ـ الله كما كان رائدا” لتعليم البنات في السودان فهو أيضا” رائد رياض الأطفال فقد كانت روضة الأحفاد أول روضة للأطفال في السودان وأن كانت للأطفال الذكور في ذلك الحين ، وأمر آخر هام أحسب أن الشيخ الجليل أبتدر به وهو المسرح المدرسي فقد كان مسرح الأحفاد باشراف الأستاذ الفنان منعدد المواهب سيد أحمد عبد الرحمن ( غاندي ) يقدم رواية راقية في يوم الابآء في كل عام وكان يشارك في التمثيل بعض المدرسين مع التلاميذ ، ونرجع بعد هذا الأستطراد الي الطائرة الأيطالية المغيرة والتي هربت بسرعة فائقة من حيث أتت ، ولعلها في هروبها ألقت القنبلة الثانية في العشش في الخرطوم فقتلت ثلاثة من العميان وحمارا” لكلتوم ست اللبن ، وكان الشعب كله منفعل بالحرب ويقف مع الحلفآء ضد الألمان والطليان خاصة أن الأخيرين أحتلوا مدينة كسلا السودانية ، وكانت أغاني البنات والتم تم تسجل للاحداث وتتفاعل معها فقد ظهرت بعد الغارة أغنيت تم تم أذكر من أبياتها ، … هترل ( هتلر ) يا النفتاش… وموسيليني يا الهراش
طيارتك كتلت تلانة عمايا وأيضا”حمار كلتوم ست اللبن
ومن مظاهر الحرب فرق الدفاع المدني من المتطوعين وكانت مهام هؤلاء هي حراسة المنشئات وانقاذ المصابين واخلاء الجرحي وكان لهم مركز للتجمع في كل حي وكان رئيس المتطوعين في حينا هو العم خضر زايد حكم كرة القدم المشهور حينذاك، وكان للمتطوعين زي خاص ولهم خوذة حديدية ويحمل كل منهم بندقية ، وكان التأهب علي مدار الساعة وجنود الجيش بلباسهم العسكري حاملين بنادقهم وذخيرتهم من الرصاص في أكياس صغيرة في حزام حول صدورهم ، ولقد حدثت حادثة هزت مشاعر المجتمع عندما قتل شاويش ( رقيب) من الجيش زوجته وأمها بمدفع رشاش ( برين )
وكماذكرت آنفا” أن السلع المستوردة أنعدمت وكانت تستورد من انجلترا ودول اوربا بسبب الغواصات الألمانية التي كانت تصطاد السفن التجارية والحربية لقوات الحلفآء في المحيطين ألأطلسي والهندي ، ولذلك شحت البضائع مما حدا بالحكومة الي تقنين المواد الغذائية واستحدثت مصلحة حكومية خاصة سميت مصلحة النموين ،وخصص لكل عائلة كرت تموين يبين عدد افراد الأسرة وخصص لكل فرد حصة من المواد الغذائية وكانت تشمل السكر والشاي والزيت والسمن والأرز والعدس شهريا” وهناك حصة كل ستة أشهر من القماش اقتصر علي الدمورية والشاش الابيض للعمم والبفتة وثياب الزراق وهي لباس غالبية نساء الفقراء وقد ظهرت انواع من الصبغة مختلفة الألوان في الأسواق لصبغة الدمورية ، فقد كان من المتعارف قبل الحرب أن من يلبسون ثياب الدمورية هم من فقدوا عزيزا” بالموت أو الحداد ( الحد ) للنساء ، وكانت أيضا” لباس الفقرآء لرخص ثمنها ، وجدير بالذكر أن أسعار مواد التموين كانت رخيصة ، ولا يخفي ولع السودانيين بالسكر الذي يكثرون منه في الشاي والشربات ولعل ذلك تعويض عن الفاكهة المحرومين منها ، وكان السكر يأتينا من مصر في عبوات الواحدة منها في شكل القمع ونزن حوالي كيلو أو أكثر وتسمي ( راس ) السكر ويجري تكسيره بيد الفندق أو بآلة حادة الي قطع صغيرة وكان الشاي يحلي بالسكر داخل البراد وكان يوجدهناك نوع آخر من السكر يدعي سكر المكنة وهو عبارة عن مكعبات صغيرة في علبة من الكرتون وهو أغلي ثمنا” من سكر الراس ولا زال هذا النوع يوحد في البقالات الكبيرة في السودان وفي السعودية وهو من انتاج مصنع سكر كنانة ، وأختفي سكر الراس وحل محله سكر في شكل ذرات ناعمة أو خشنة كذرات الرمل وسموه سكر ( البغيتة) ، ومرت فترة قبل ذلك أنعدم فيها السكر ، فلجأ الناس شرب الشاي بالتمر أو بتحليته بنوع من الحلاوة الواحدة نها أشبه بالبلية ,
وكان سكر البغيتة بطلا” لحكاية تراجيدية كوميدية ، فقد حملت أحدي الفتيات سفاحا” وافتضح أمرها فدافعت عن نفسها بقولها : ( حملتني البغيتة ) ، وتحقق أن الحمل تم بفعل بشر وليس بفعل جماد وبرئت البغيتة من أثم السفاح ? ! ومن تداعيات الحرب كان انعدام الأحذية وابتدعت الحاجة شباطة أو صنادل مصنوعة من أطارات ( كفرات ) العربات القديمة والواحد منهاأشبه ( بشقيانة ) نعل البدو وأطلقوا عليه اسم ( تموت تخلي ) ، وكان الفلاتة متخصصين في عمل تلك الصنادل ، كما صنعت شركة باتا أحذية من القماش ونعلها من الحبال المجدولة . كان للجيش السوداني منمثلا” في قوة دفاع السودان دورا” مؤثرا” في تلك الحرب فقد جندوا ضباطا” وتم تعيينهم في ما سمي براءة الحاكم العام تمييزا” لهم عن الضباط خريجي الكلية الحربية والذين يتم تعيينهم من قبل ملك مصر والسودان ، ومعلوم أن السودان حينئذ كان مستعمرا” من انجلترا ومصر ، وكونت الحكومة قوة عسكرية سميت قوة دفاع السودان ، وأبلت تلك القوة بلاءا” رائعا” في ميادين القتال بدءا” من تحرير كسلا من الطليان ودحرهم ثم تحرير اريتريا واثيوبيا ، وكان هناك ضباط سودانيون نالوا أرفع الأوسمة الحربية البريطانية ومنهم الضباط عبالله محمد مصطفي ومصطفي الكمالي اللذين حازوا علي ( الملتري كروس ) وهو ارفع نيشان حربي في الأمبراطورية البريطانية ، وحاز الضباط محمد علي حقوص وطلعت فريد وأبوزبد محمد دين واخرين لا تحضرني اسماءهم للاسف ، علي نياشين الخدمة الممتازة المشرفة في ميدان القتال وتجاوب الفن والغنآء مع الأداء البطولي لمقاتلينا فتغنت الفنانة عائشة الفلاتية بأغنية من كلماتها : يجو عايدين الفتحو كرن منصورين ـ يجو عايدين يا الله ظباطنا المهندسين ، وقد ذهب الفنانان الكاشف واحمد المصطفي للغنآء للجنود في الميدان .
ومن تداعيات الحرب الأخري ظهور طبقة من الطفيليين الذين أغتنوا من أنشطة غير أخلاقية وكونوا طبقة أثرياء الحرب ، وكانوا يسمون في بدايتهم بتجار البرشوت ، وهؤلاء كانوا يستغلون حاجة الفقرآء الي النقود فيشترون منهم حصصهم من المواد التموينية باثمان بخسة ثم يبيعونها في السوق السودآء بأثمان باهظة للقادرين والموسرين ، وآخرين من التجار ابتسم لهم الحظ ومن هؤلاء واحد بضاعته متواضعة كان يتاجر في الحبال والحطب في الموردة ورسا عليه توريد عناقريب للجيش ، وكان هذا العطاء فاتحة السعد عليه وتلته عطاءآت وعطاءآت حملته من قافلة الفقرآء الي صف الأثريآء .
وهكذا رب ضارة نافعة ، فالحرب كانت خرابا” ودمارا” وهلاكا” للبشر وكانت بردا” وسلاما” لآخرين !
هلال زاهر الساداتي 11 مايو 2016
[email][email protected][/email]
جزيت خيرا العم زاهر هذا الزمن الجميل وللنقاء والطهر والعفافلكن نحن اين من هولاء الطغمة الحاكمة التي تدعى الدين لاحول ولاقوة الا بالله
استاذي واخي الحبيب هلال لك التحية والاحترام . القنبلة التي وقعت في الاحفاد انفجرت عندما حاول جنود الجيش تحريكها واصابت المبني باضرار كبيرة . بعد الاصلاحات اخذ بابكر بدري الفاتورة للمفتش . وعندما الح بابكر بدري واستعجل الدفع قال له المفتش ودي فاتورتك لي موسوليني .الرباطابي قال للمفتش موسوليني قدا السقف انا عفيتوا . الحيطة كسرتوها انتو ادوني حق الحيطة . ضحك المفتش ودفع كل المبلغ . الطيارة قصدت الاداعة في البوستة .
المروحة بتاعة القنبله التي تنفصل عن القنبلة وقعت امام منزل بابكر بدري حي الشيخ دفع الله . كادت ان تقتل محمد بدري الواقف امام الباب . غاندي او سيد احمد عبد الرحمن من اهل توتي كان دفعة يوسف بدري والصديق المهدي وكان اول الدفعة كل الوقت . هو من توتي وزوج شقيقة صديقي شرف المعروف بحريقة . اثنان من الانجليز اغراهم احد التجار وتلاعبا بالتموين وحكم عليهما بالسجن .
بمناسبة البت التي حملت كانت هنالك اغنية تقول يا بنات بلاش قرضمة ودي ما البقيتة المدردمة . اغنية عشا الفلاتية منها طيارة جاتنا تحوم شايله القنابل كوم الله لي انا … جات تضرب الخرطوم ضربت حمار كلتوم ست اللبن الله لي انا … هتلر يا الالماني وموسليني يا التلياني انت ريال براني مابيسير هنا الله لي انا . سرور كذلك كان في المجموعة الاولي من الفنانين .
جزيت خيرا العم زاهر هذا الزمن الجميل وللنقاء والطهر والعفافلكن نحن اين من هولاء الطغمة الحاكمة التي تدعى الدين لاحول ولاقوة الا بالله
استاذي واخي الحبيب هلال لك التحية والاحترام . القنبلة التي وقعت في الاحفاد انفجرت عندما حاول جنود الجيش تحريكها واصابت المبني باضرار كبيرة . بعد الاصلاحات اخذ بابكر بدري الفاتورة للمفتش . وعندما الح بابكر بدري واستعجل الدفع قال له المفتش ودي فاتورتك لي موسوليني .الرباطابي قال للمفتش موسوليني قدا السقف انا عفيتوا . الحيطة كسرتوها انتو ادوني حق الحيطة . ضحك المفتش ودفع كل المبلغ . الطيارة قصدت الاداعة في البوستة .
المروحة بتاعة القنبله التي تنفصل عن القنبلة وقعت امام منزل بابكر بدري حي الشيخ دفع الله . كادت ان تقتل محمد بدري الواقف امام الباب . غاندي او سيد احمد عبد الرحمن من اهل توتي كان دفعة يوسف بدري والصديق المهدي وكان اول الدفعة كل الوقت . هو من توتي وزوج شقيقة صديقي شرف المعروف بحريقة . اثنان من الانجليز اغراهم احد التجار وتلاعبا بالتموين وحكم عليهما بالسجن .
بمناسبة البت التي حملت كانت هنالك اغنية تقول يا بنات بلاش قرضمة ودي ما البقيتة المدردمة . اغنية عشا الفلاتية منها طيارة جاتنا تحوم شايله القنابل كوم الله لي انا … جات تضرب الخرطوم ضربت حمار كلتوم ست اللبن الله لي انا … هتلر يا الالماني وموسليني يا التلياني انت ريال براني مابيسير هنا الله لي انا . سرور كذلك كان في المجموعة الاولي من الفنانين .
جزاك الله خيرا يا عم زاهر ويا شوقي بدري
يا ريت لو يتم التوثيق لهذه الذكريات وتدعم لو امكن باسماء ابطال السودان واحفادهم حتى الان حتى تكون مراجع للاجيال القادمه
عمنا زاهر متعك اللة بالصحة و العافية. ايام الحرب العالمية الثانية 1939ـ 1945 جدي لابي كان من المتعاونيين مع قوات الحلفاء و منها قوة دفاع السودان الجبهة الشرقية . كان تاجر ثرى بمقاييس ذلك الزمان . من القلائل العندهم لوري سفرى . لتموين الجيس بشيلو المواد التموينية من داخل السودان بودوها جهات كسلا كرن تسني .وهم راجعين بجيبو مغاهم من الحبشه البن الشاي التوم الاقمشه و غيرو . جدى و لوريهو دا السواقو عبد الحي كان مشهور . البنات بغنو فيهو . ما سمعت بالغنيه البتقول [ دو دو بي .اللوري قايم بي . من كسلا لي تسني . سواقو عبدالحي ]. كانو بسافرو تلاته جدى و اصغر اخوانو و السواق . في طرفه حصلت فى سفروم دا .ظهرت ليهم بضاعه جيده مضمونه المكسب بس قروشوم نقصت وما عاوزين يفوتوها . الدنيا ليل الاخوان ديل يتشوارو في الدباره. السواق راقد جنب اللوري. سمعهم قالو ما في طريقه نشتري بيهاالبضاعه دي الا نبيع العب دا لمن نجى راجعين نشتريهو تاني .خلاهم لمن نامو وقام فللي بكرعينو للحله قرب امدرمان. اللة يرحمو عمنا عبد الحى كان دايما يحكي الحكايه دى.
شكرا لأعمامنا الكرام أهل أمدر وللمعلقين الأعزاء..
إن كانت هناك بنت واحدة حملت سفاحا ..وهو كان حدث نادر وتظل الحادثة معلومة للناس .. وكانت الفتاة كثيرا ما تلقى من يستر عليها ..
أما في هذا الزمن الأغبر فالحمل السفاح .. حدث ولا حرج .. وأطفال المايقوما ,, بالهبل ،، هذا غير من تركوا للكلاب تأكلهم .. تبا لهذا الزمن المأفون ..
الذي صار فيه العيب والحرام والأخلاق السيئة والفساد سمة وميزة وفهلوة..
اللهم نجنا ,, وأكتب لنا السلامة من الظالمين وخذهم بذنوبهم أخذ عزيز مقتدر
إنهم لن يعجزونك يا قادر يا كريم ..