مقالات وآراء

حوار حميدتي

لقاء حميدتي على شاشة قناة سودانية ٢٤ كان عنوانه الأبرز ان ثمة مشاكل بين أجنحة الحكومة، وخاصة بين عسكر المجلس السيادي وبعض مكونات قوى الحرية و التغيير.

نعلم أن أحزابا من قوى الحرية و التغيير رفضت جملة وتفصيلا الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية التي وقعها نيابة عنها الأستاذ أحمد ربيع ، حزب من هذه الأحزاب كان ممثله حاضرا ورفض التوقيع ، وخرج في مؤتمر صحفي لينتقد هذا التوقيع باعتباره اتفاقا مع اللجنة الأمنية لنظام البشير ، ومازال هذا الحزب عند ذات الموقف يدعو الجماهير عند كل منعطف الى ثورة تصحيحية تعيد الامور جميعها إلى نقطة ١١ أبريل وإخراج الجيش من المعادلة او إدخال عناصر بعينها من الجيش في الحكم وإقصاء حميدتي والبرهان وكباشي والبقية ، ورغم ان المشهد السياسي تخطى هذه الدعوات غير الواقعية الا ان البعض مازال يقف محنطا في محطتها.

شكوى حميدتي من إبعاد قسري يتم لهم من قبل بعض المكونات ، مما جعلهم يساعدون من ( تحت الترابيزة ) ، هو قول ان قصد به الدعم السريع فهو مفهوم ، ولكن ان قصد به المكون العسكري في مجلس السيادة يكون غير مفهوما البتة ، فالدعم السريع لا يحق له بكل تأكيد ان يقوم مقام وزارة المالية او وزارة التجارة وإن أراد المساعدة فيما يخص هذه الوزارات فعليه التوجه إليها مباشرة وليس التوجه للجماهير نيابة عنها ، اما عساكر المجلس السيادي فهم جزء من الدولة ويقع عليهم عبء ( شيل الشيلة ) مع مجلس الوزراء ، الموقع السيادي ليس تشريفي وأصحابه لا يقومون بأعباء صورية ، وإنما يقومون بعمل رسمي ضخم ، والسلام الذي يرعاه المجلس السيادي لوحده أعظم قضايا الفترة الانتقالية .

ميثاق شرف حماية الفترة الانتقالية الذي دعا له حميدتي هو دعوة متجددة أطلقها كثيرون وعلى رأسهم حزب الأمة القومي ، وهي دعوة مهمة جدا سوف تظهر نوايا الكثيرين ، خاصة إذا علمنا أن ميثاق الدفاع عن الديمقراطية الذي وقعته الأحزاب السياسية والقوات المسلحة في ميدان الأهلية في ١٨ نوفمبر ١٩٨٥ عقب ثورة ابريل وقعه الجميع ماعدا حزب الجبهة الإسلامية بقيادة الترابي ، والذي مضى في غيه حتى انقلب على الديمقراطية في يونيو ١٩٨٩ ، لذلك مهم جدا ان يتبنى تجمع المهنيين مبادرة توقيع ميثاق شرف حماية الفترة الانتقالية ويدعو للتوقيع عليه جميع الأحزاب السياسية والحركات والقوات المسلحة .

ويبقى تعهد حميدتي خلال لقاء سودانية ٢٤ بالدفاع عن الفترة الانتقالية ضد أي انقلاب رسالة مهمة وذات معاني مختلفة في بريد المجموعتين المتصارعتين في الساحة ، رسالة تطمين في بريد الحكومة الانتقالية وانصارها ، ورسالة تحذير في بريد من يعملون ليل نهار للاطاحة بالحكومة الانتقالية وإسقاطها .

يوسف السندي
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. تكتب كلام يا شيخنا وترد عليهو بى نفسك لكن انت ما واعي بى كده لأنك جاري ورا إسقاطات حزبية وتبعية حيران لحزب الأمة . كان مفروض تسأل نفسك عن جدوى “الوثيقة” اللي دعا ليها الصادق هسع . اللي كانت زمان ، استفدنا منها شنو ؟ هل قاومت الإنقلاب في 1989؟ وما هي جدواها ؟ قل لنا ماذا فعل حزب الأمة اللي وقع على الوثيقة دي كحزب . هل خرج الأنصار في يوم الجمعة بعد الإنقلاب مثلا في مظاهرات رفض ؟ كم من حزب الأمة تم إعتقالهم بعد الإنقلاب ؟ ما معظم المعتقلين والمفصولين كانوا من الحزب الشيوعي اللي ما داير تجيب سيرتوا فوق . وثانيا انتقادك للحزب بإعتبارو كان حاضر الإجتماعات ومرق منها يعارض دا نقد فطير ونقد حزبي فقط وما بهمنا في شئ كان مفروض تركز على ماهية إنتقادو للوثيقة هل هو صاح او غلط اما هو يطلع او يقعد ما بهم في مجريات أمور ومصالح البلد والمواطن العملية .

  2. أيها المدافعون عن الدعم السريع فهمونا ما هو هذا الدعم السريع؟ هل هو فصيل عسكرى تابع للجيش أم هو شركه لها نشاطها التجارى الذى يعمل ككل الشركات وحسب القانون وهل تخضع نشاطاته لمتابعه من الجهات المعنيه , وبأى حق يحتكر منطقة جبل عامر ويتاجر بالذهب مباشرة مع الخارج بعيدا عن سلطة البنك المركزى؟ ولا ده ما صاح؟ , وإذا كان ده صاح , معناها أننا محكوميين بعصابه أصبح حجمها وتسليحها يسمح لها بإستباحة كل شيء. هذا الوضع غير مقبول وإذا أريد له أن يتغير فعلى الدعم السريع أن ينقسم لجناحين: جناح عسكرى ليضم إلى الجيش في إطار إعادة الهيكله, وجناح أخر منفصل باسم أخر يقنن وضعه التجارى وانشطته الأخرى دون تميز على بقية الشركات السودانيه. مش ثورتنا من أجل العداله؟ ولا انتوا ما معانا؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..