برمة ناصر عكس ثقافة متجزرة في العمل السياسي فلماذا الإستغراب ..

خليل محمد سليمان

قلناها من قبل .. في السياسة السودانية تشوف العجب العجاب ..

الحزب ، او السياسي السوداني من جيل النكبة يمكنه تبني نقيضين في نفس ذات الوقت ، برمة ناصر واحدة من مظاهر حقبة لا يفصلها عن “الكنكشة” إلا القبر ..

جيل اورثنا دولة منهارة حد التخمة ، فقر ، جهل ، جوع ، مرض ، فاقة ، لا يزالون يلهثون ليفسدوا علي جيل الشباب ، والثورة حياتهم ، وينقصون عليهم فرحتهم بالتغيير الذي دفعوا لأجله ارواح ، ودماء ، وآلام .

جيل عاطل عنده السياسة عمل ، ومصدراً للرزق ، لا للحصر اتحداكم ان تسموا لي مهنة واحدة امتهنها برمة ناصر بعد ان تقاعد من صفوف القوات المسلحة كضابط معاشي؟

يجب ان نضع حداً للحالة الابوية التي نتعامل بها في كل تفاصيل حياتنا ، فأفسدت ماضينا ، وحاضرنا ، وتطل لتتطفل علي مستقبل ابناءنا.

انا عن نفسي في السياسة، والامر العام لابس وش حديد ، ما عندي اب ، ولا خال ، ولا عم ، ولا اخ كبير، لا قداسة في السياسة ، لأن العاطفة الابوية ، والقداسة مفسدة في العمل السياسي.

عايز تشتغل سياسة ، وتتولى امر عام، هذا يعني انك تجردت من كل انواع القداسة ، و الابوية ، و”الحساب ولد زي ما بقولوا” .

قالوا ريئس الحزب يمثل نفسه ، طيب لما هو بمثل نفسو ما تقيلوهو ، ولا عايزين تقنعونا إنكم ديمقراطيين للدرجة المنتظرين فيها المؤتمر العام ، ولا توجد آلية للتعامل معه داخل الاطر في الحزب ، وسايبينو سداح مداح ، ومطلوب ان نكتفي ، ونصدق نفيكم المستمر في كل القضايا المهمة في مرحلة إستثنائية من تاريخنا ،  هذا إن دل يدل علي ان كل الاحزاب السودانية هي عبارة عن اوكار للشموليات، والديكتاتوريات ..

“لو مشا عزومة ، ولا حضر سماية ، ولا طهور اطلعوا قولوا يمثل نفسه” .

وجوده بين الإنقلابيين بصفته رئيساً لحزب الامة شاء من شاء ، وابى من ابى إن لم يُعزل ، او يُحاسب علي مخالفة لوائح الحزب يبقي اي نفي مضيعة للوقت ، وحديث غير  منتج ، لا قيمة له.

“دي المرة التانية يعملها منذ الإنقلاب ، والتبريرات الفطيرة اصبحت غير قابلة للتسويق ، لقد فقدت الصلاحية” .

فضلنا بين النفي ، والإثبات فالإنقلاب اصبح امراً واقعاً، والدماء سالت ، وإمتلأت السجون ، والمعتقلات ، والإغتصابات في رابعة النهار ..

ياخ منظركم بقى مقرف لدرجة الغثيان ..

برمة ناصر لم يكن إستثناءً، فالمنصورة مثلت في حكومة برنامجها كان واضح في مسألة التطبيع، فصرح الحزب، وهي اكدت انها ملتزمة بمواقف الحزب، وهي وزيرة خارجية نفس ذات الحكومة، ودا برضو ما بحصل إلا عندنا، والحمد لله، يعني تكون سياسي بدرجة موظف في الدولة.

نعم دا بيحصل لما تكون السياسة اكل عيش ، والحصص سيدة الموقف.

ياخ عليكم الله امشو اكلوا عيش بعيداً عن قضايا الشعب السوداني ، عشان خلاص اللعب بقي علي المكشوف ، ومفهوم للجميع ..

لا ننكر الدور الفاعل لشباب حزب الامة من ابناء الشعب السوداني “الغُبش” فهم رفقاء ، واصدقاء في الثورة والنضال ، التاريخ لا يرحمكم حيث الصمت علي هذا العبث ، والملهاة ، لا احداً يمكنه تجاوز دوركم في المستقبل ، ومسيرة البناء .. قولوا كلمتكم بعيداً عن الاسرة الكريمة هداكم الله ..

[email protected]