كاهل الحصان ..!!

:: ومن روائع الشيوخ ومواقفهم مع المتنطعين، جاء أحد البلهاء إلى الإمام أبوالفرج بن الجوزي، عليه رحمة الله، وكان هذا فقيهاً وبليغاً في الخطابة و الشعر، وشكى : ( يا شيخنا، لقد زنيت وحملت المرأة سفاحاً)، فأشفق الإمام على حال المولود المرتقب، و عاتب الرجل : ( هلا عزلت عنها حين وقعت بها لكي لاتحمل سفاحاً؟)، أي لماذا لم تستخدم عازلاً يجنبها الحمل؟..فرد الأبله بمنتهى الخشوع والإيمان : ( بلغني أن العزل مكروه )، فاستاء الإمام وصاح فيه غاضبا : ( قم عنا ياهذا، بلغك أن العزل مكروه ولم يبلغك أن الزنا حرام؟)

:: وقبل نصف عام تقريباً،عندما أجاز المجلس التشريعي بولاية نهر النيل ما أسماه بقانون الرفق بالحيوان، سألنا السادة النواب : وماذا عن الرفق بالمناصير؟.. فالأهل بالمناصير – منذ نصف عقد من يومنا – في العراء يفترشون ظلم السلطة المركزية، وتجاهل السلطة الولائية، وقد بح صوتهم من تكرار المطالبة بحقوقهم المشروعة بعد أن ضحوا بموطن أجدادهم في سبيل كهرباء السودان.. وكان على مجلس برلمان حكومة نهر النيل أن يرفق بالمناصير ويسترد لهم حقوقهم المنتهكة ك ( أولوية)، ثم يسن قانون الرفق بالحيوان ..ولذلك سألنا المجلس التشريعي، ولا نزال : (ياخ قوم لف، بلغك أن الرفق بالحيوان حلال، ولم يبلغك أن عدم الرفق بالمناصير حرام؟)..!!

:: واليوم أيضاً، كما فعل نواب مجلس تشريعي نهر النيل، أجاز برلمان السودان قانوناً آخر و ذو صلة بالحيوان أيضاً.. نواب البرلمان لم يسموا قانونهم بقانون الرفق بالحيوان، بل أسموه بقانون رفاه الحيوان ..أي فالأمر ليس مجرد رفق بالحيوان ، بل هو قانون ينظم ويلزم ويراقب ( رفاهية الحيوان).. وعلى سبيل مثال الرفاهية، يطالب النائب البرلماني الأمين دفع الله بعرض الخيول والحمير المستخدمة في عربات الكارو إلى ( كشف دوري)، ليُقرر الطبيب البيطري إن كانت حالتها الصحية تسمح ب ( جر الكارو)، أم لا ..وهذا الكشف الدوري للخيول والحمير بغرض الإطمئنان على صحتها – فعلاً- رفاهية يفتقدها الإنسان في بلادنا ما لم يدفع دم قلبه ثمناً لفواتير الكشف ..ولذلك، نطالب البرلمان بتطبيق قانون رفاه الحيوان على ( الناس أيضاً)..!!

:: و في النواب من أشفق على كاهل الحمير والخيول، وطالب بأن يفرض القانون الجديد غرامة على كل من يشحن عربة الكارو بما هي فوق طاقة (الحمير والخيول)..يا للرحمة، هؤلاء هم الذين صفقوا لوزير المالية يوم رفع الدعم عن الوقود، وهم يعلمون بأن رفع الدعم عن الوقود ما كان إلا رفعاً لكل أسعار السلع، ومع ذلك ( صفقوا)..وبهذا القانون – الذي ينص على عقاب من يحمل الحمير والخيول فوق طاقتها – يؤكد نواب البرلمان أن كاهل الخيول والحمير في بلادنا أهم من (كاهل المواطن)..ولذلك، نطالب نواب البرلمان بمساواة كاهل المواطن مع كاهل الخيول والحمير عبر هذا القانون..نوابنا يخشون الله كثيرا، يرهقون المواطن ويحرصون على رفاهية الحيوان..وليس في الأمر عجب..أهل العراق أيضا، بعد أن قتلوا الحسين بن علي رضي الله عنهما، توافدوا الى الحج ثم سألوا إبن عمر رضي الله عنهما عن راي الدين في (قتل البعوض) .. !!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اخونا الطاهر
    العزل المقصود ليس له علاقة باستخدام العازل .

    اما نوام البرلمان فالصور ابلغ من كل تعبير
    هم يعيشون فى كوكب غير كوكبنا

  2. الفكرة واضحة انك تستخرج تصريح لحمارك او حصانك بانه لائق صحياً لجر عربة بالشئ الفلاني و تصريح آخر لعربة الكارو يسمح لها بنقل البضائع بمبلغ آخر أيضاً ولا علاقة للرفق بالحيوان بل ضريبة جديدة تقع على رأس العربجية المساكين.

  3. لله درك ياستاذ – هذه ملاجظات توجع و تريح القلب المعنى
    لك التقدير كله

    على حمد ابراهيم

  4. كما علق احد الاخوة الصورة تغني عن الف مقال !!!!! اذا حاولنا التعبير عنها يمكننا القول الاخ ابو لحية فى الجهة اليمنى من الصورة دا لايعلم اذا كان هو فى برلمان ام فى سوق الناقة وسوف الناقة اولى به ( وياحليل برلمانا كان يصول ويجول فيه ناس الشريف حسين الهندي والمحجوب والسلمابي !!!!! اما الثلاثة تكملة العقد هؤلاء خارج الشبكة تماما ، واذا عادت الشبكة اثناء المداولات سوف يبصمون بالعشرة على اي قانون حتى اذا كان موضوعه الزام الشعب شرب الشاي بلبن الحمير (مع الاعتذار) اما الجماعة فى ادنى الصورة أحدهم يبكي بحرقة على دفن السودان حي والاخر حار بيه الدليل ويندب حظه الذي جاء به الى اسطبل الانقاذ .. والاخرى صاحبة الباروكة العينة جالسة مطمئنه فى ركن قصي من الصورة وهي سعيدة كونها سكنت الهرتوم واصبحت من عيون المجتمع بعدما كانت تعيش بين جبلين !!!!! يتحدثون عن قانون رفاه الحيوان ياللعجب العجاب وكانهم فى مدينة جنيفا او منهاتن ….. وهم يعلمون ان اغلب المواطنين لايجدون ضروريات الحياة .. اليس هذا من الخبل والهوس والدروشة …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..