جنينة وغفيرها نايم..!

ولعي بالأمثال الشعبية جعلني أتوقف عند المثل أعلاه، زميلنا الظريف الحبوب حسين (التوم) بقسم الإعلانات قذف الى مسامعي بهذا المثل حين كان يحكي لي عن تجربة مريرة له مع أحد معارفه المستهبلين الزلنطحية، قال كان هذا الزلنطحي يستعطفني لأنقده بعض المال كسلفية مستردة، وكنت أتعاطف معه وأنقده ما يطلب، ولكنه للأسف عندما يحين أجل السداد لا يفعل بل للغرابة، يطلب سلفية أخرى، وكأنه لم يستلف مني من قبل، وبنبرة حادة وغاضبة ختم حسين حكايته قائلاً (ياخي دا فاكر نفسو بستهبلني وبدقسني قايلني أنا جنينة وغفيرها نايم).. إذا كنت عزيزي القارئ من الذين لم يطرق أسماعهم هذا المثل غير المطروق كثيراً، فإنك لا محالة واجده في مثليه اللذين يطابقانه موافقة شن لطبقة، ذينك هما «مولد وسيدو غايب» و«وكالة من غير بوّاب» يدخلها من يشاء ويخرج منها متى شاء، مثل الحفل الحفيل الذي يختلط فيه الحابل بالنابل، فلا تدري من هم أهل العروس ومن هم جماعة العريس، ومن الضيوف..!
وهكذا تستوي الجنينة التي نام عنها حارسها وتركها نهباً للغاشي والماشي والسابلة والمتسولة، بالمولد الذي غاب عنه صاحبه والوكالة المفتوحة على مصراعيها، والحفل المائج الذي يعج بالهجيج، وهكذا أيضاً تستوي عندنا السياسة بالاقتصاد بالرياضة، فإذا ساء أداؤنا السياسي، تدهور حالنا الاقتصادي وأصبحنا في الرياضة من أهل المطيشة والملطشة، إذ كيف تصح الرياضة مع علل السياسة وأمراض الاقتصاد، وعلى ذكر العلل والأمراض الناجمة عن الجوطة والاختلالات وغياب الخطط والرؤى، تقول إحدى النكات إن أحد المساخيط اختلطت عليه الرؤية فلم يفرز دار الرياضة من مستشفى الدايات المجاور للدار، وعندما قرأ لافتة إعلانية معلقة على الجدار؛ تعلن عن «التطعيم ضد الجدري» ضحك وقال: «بالله ناس دار الرياضة ديل بجيبوا الفرق العجيبة دي من وين»..؟!! وقد صدق، فسياستنا واقتصادنا ورياضتنا كلها مصابة بالجدري وتحتاج الى تطعيم.

[email][email protected][/email]