الأسد والتِّكة

إجراءات الحكومة التي اتخذتها في مواجهة ترويض الدولار وإرجاعه إلى أوضاعه الطبيعية، عن طريق تجفيف السيولة وسحبها من المصارف ذكرتني الطرفة التي تقول: (أنو في رجل قوي مُفتل العضلات كان قد دخل في عراك مع “الأسد” وكان ماسك إضنين الأسد بصورة قوية عشان كدى الأسد وقف محتار ما قادر يتصرف أي تصرف مع الراجل، وفي اللحظة ديك “تِّكتو” إتقطعت والراجل كان متشمر تب ، ولقى نفسو في مأزق لو فكّ إضنين الأسد وربط التكة الأسد بياكلو، بقى محتار لا قادر يفك الأسد ولا قادر يربط التِّكة).. الحكومة الآن بسحب السيولة من البنوك فعلت نفس الشيء مسكت “الدولار” من “إضنينو” عشان ما ياكل الجنيه، والآن لا هي قادرة تربط التكة ولا هي قادرة تفك الأسد .. فلو أن الحكومة “فكت” السيولة التي هي بمثابة أذنيْ الأسد فإن الدولار الذي هو بمثابة الأسد سيهيج مجدداً ويبتلع الجنيه …
لذلك فقد سبق أن كتبت من قبل وقلت أن سحب السيولة من المصارف ليس هو العلاج الناجع بل هو مجرد تخدير وتسكين للأزمة التي ستنفجر مجدداً ويخرج من جوفها المارد الدولار ويفلت من عقاله ولا أحد يستطيع لجمه بعد ذلك… كما أن هذه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة سيبين عوارها في مواضع أخرى مثل الاستيراد والتصدير، ومثلما توقعنا من قبل فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب … فلنقرأ سوياً تصريحات نائب رئيس الغرفة التجارية من خلال هذا الخبر:
“كشف أمين السياسات الإستراتيجية باتحاد أصحاب العمل نائب رئيس الغرفة التجارية سمير أحمد قاسم عن اهتزاز ثقة التجار وأصحاب العمل في البنوك بسبب سحب السيولة من المصارف .
مشيراً إلى عزوف بعض التجارعن توريد حصيلتهم النقدية للمصارف، وأقر بعزوف المستوردين عن الاستيراد والمصدرين عن التصدير، مشيراً الى وجود انكماش بالأسواق بسبب السياسات والإجراءات الأخيرة، وقطع بأن خطورة ذلك تكمن في ظهور اقتصاد الندرة وشح السلع بالأسواق وبالتالي ارتفاع الأسعار” … سؤال هل ستفك الحكومة إضنين الأسد أم ستربط التكة… أم هل ستظل ماسكة الأسد وأبو التكة على الأرض… اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة