قنواتنا الفاضيائية !!

قنواتنا الفاضيائية !!
سيد محمود الحاج
[email][email protected][/email]
بُغاث الطير أكثرها فراخاً وام ّ الصقر مقلاة نزور… ألا ينطبق بيت الشعر هذا على قنواتنا الفضائية التي تعددت وتكاثرت وتعددت برامجها و مع ذلك لاتقدم مجتمعة من حيث الجودة والنوعية ما كانت تقدمه قناتنا التلفزيونية اليتيمة من برامج هادفة ومواضيع مفيدة رغم ضعف الإمكانيات ورغم أنها كانت تعمل لساعات محدودة جداً وبعدد من العاملين أكثر محدودية .. فقد كانت الكفاءة وحدها هي المعيار لإختيار الشخص المناسب للعمل في مثل هذه الأجهزة وكان الكيف لا الكم هو محور الإهتمام فلا عجب ان كانت البرامج التي تقدم حينها لا تزال راسخة في الأذهان وكذا مقدموها من مذيعين وإعلاميين من مثل برامج تحت الأضواء وسهرة الأربعاء لحمدي بولاد وسهرة الخميس لعفاف صفوت وفرسان في الميدان وحمدي بدرالدين ومسابقة المدارس الذي كان يقدمه الأستاذ عوض أحمد وبرامج أمسيات وجولة الكاميرا لمتوكل كمال وصور شعبية ومقدمه الرائع الطيب محمد الطيب ودنيا دبنقا للأستاذ محمد سليمان وبرامج لقطات لفريد عبدالوهاب بالإضافة إلى البرامج التثقيفية والعلمية مثل برامج الكون ذلك المجهول وبانوراما وبرامج أدب وفكر وبرامج العالم على الهواء الذي يعرض الأحداث المثيرة والغريبة في العالم وبرامج عالم الإقتصاد وبرامج أضواء على سياسة السودان الخارجية وهو برامج سياسي يلقي الضوء على علاقات السودان بدول العالم المختلفة وكل ما يستجد في هذا الشأن أيام ان كانت الشفافية هي طابع سياساتنا وعلاقاتنا مع الآخرين وكان الشعب يبقى مطلعاً على كل مايدور في الوطن فلا مؤامرات ولا أمور مشبوهة تُطبخ في الخفاء لا يعلم عن أمرها حتى وزير الخارجية نفسه كما هو الحال اليوم فعلاقاتنا مع كل دول العالم كانت علاقات طيبة ومتوازنة فلا عداء ولا إستعداء ولا حظر ولا مقاطعة ولم نقترب يوماً من قائمة سوداء !! .. كانت قناتنا تحرص كل الحرص على تقديم الجيد و المفيد الذي يجعل للوقت الذي يستغرقه المشاهد في متابعة تلك البرامج قيمة وثمناً فيحرص دوماً على ألا يفوته شيء من ذلك .
أما اليوم فإن المشاهد بات يهرب من تلك القنوات المثيرة للملل والتي باتت كأنها معارض أزياء وبوتيكات للثياب والكريمات وأدوات المكياج ونقشات الحناء ومذيعات كأنهن عرائس المولد يسرفن في إستخدام كلمة (أكيد) كإسرافهن في هذا التبرّج ومذيعين بات إهتماهم ب (الجل) والكريمات المفتحة للبشرة أكثر من إهتمامهم بقواعد اللغة والنطق الصحيح فلا يفرقون بين غين وقاف ولا بين سين وثاء ولابين ذال وزين فيتبين لك بوضوح تام أن الكفاءة لم تعد هي المعيار المعمول به في إختيار المذيعين ومقدمي البرامج بل هنالك إعتبارات خاصة جدا ً يؤخذ بها من قبل صاحب القناة او الجهة التي تديرها ! .
ورغم تعدد هذه القنوات إلا أنها تبدو و كأنها نسخة مكررة لأصل واحد فيندر ان تجد فيها من البرامج ما يشد إنتباهك او يجبرك على متابعته وجميعها كأنها مفرخة للغناء والشعر والمديح فيخال لك أن السواد الأعظم من الشباب بات ما بين مغني ٍ ومادح وشاعر وأن لكل قناة عربة بوكس تدور في الأحياء عليها شخص يحمل مكبر صوت يدعو كل من يريد أن يصبح مغنيا او مادحا او شاعراً ليلحق به تماما كبكاسي شراء الخردة او الجراكين الفارغة او بكاسي بيع السمك او غير ذلك … اما البرامج فجميعها برامج موجهة لخدمة النظام وشركاته ومؤسساته تنحصر في إستضافات شركات إتصالات او شركات تقسيط او شركات بناء او نقل إحتفالات يتراقص فيها أركان النظام او حفل إستقبال للموالين والأصدقاء من رجال الأعمال والأخيرة هذه تكاد تمثل سابقة في مجال الإعلام تفردت بها قنواتنا دون سواها إضافة إلى إحتفالات الطرق الصوفية المتعددة وغيرها من المناسبات التي ليس فيها ما يجعلها ان تكون مادة صالحة للعرض . وبإختصار فإن نسبة ما يمكن ان يجتذب المشاهد من مجمل ما تقدمه هذه القنوات لا تتجاوز 3 إلى 5% على أكثر تقدير وما تبقّى فهو خواء او هباء .. سمّه ما شئت !! وبإختصار أكثر فهي قنوات طاردة والفائدة الوحيدة التي يمكن أن تجنيها تتمثل في أنها تجعلك تبحث في الفضاء الواسع فتعثر على كنوز تتمنى لو أنها كانت في فضاء وطنك ! .
ماذا تنتظر اخى سيد من هذه القنوات فهى جميعا دون استثناء مملوكة للنظام.الفضائية المسماة قومية انت تعرف وانا اعرف والجميع يعرف انها تدار بالريموت كنترول من قبل المؤتمر الوطنى .النيل الازرق الابنة الولودة سفاحا من القومى وابوها كان الشيخ صالح حيث زنا بالقومى وانتج هذه المومس . قناة الخرطوم هى قناة عبد الرحمن الخضر من زوجته الاولى ولاية الخرطومالتى بدأ معاشرتها بعد الوفاة السريرية لزوجها السابق المتعافى . الشروق نسبوها لجمال الوالى خوفا من الفضيحة مثلها مثل جريدة السودانى . ام درمان الابنة بالتبنى لحسين خوجلى الخارج من رحم المؤتمر الوطنى فاذا ابوها الحقيقى هو المؤتمر الوطنى والد قناة الخرطوم فبالتالى هى شقيقة قناة الخرطوم فبربكم قناة عمرها سنة لها ارشيف يرجع تاريخه لعشرات السنوات قناة ام درمان تبث اغانى للمرحوم خوجلى عثمان الذى غنى قبل ان تولد قناة ام درمانفاذا اغنى خوجلى عثمان هذا على سبيل المثال هى ملك لتلفزيون السودان فكيف خرجت واستقرت بقناة ام درمان ان لم تكن هنالك علاقة بينهما
قناة زول المملوكة لافراد بينهم وبين المؤتمر الوطنى ما صنع الحداد سطى عليها المؤتمر الوطنى ذات عسرة ودفع من مال الشعب لشريكهم فى الفجيرة ثم مضى بعد ان اخرسها بالتعاون مع القنصلية الامنجية حيث ان لا صوت بالنسبة لهم يجب ان يسمع الا صوت مواليهم
اللهم ارنا قدرتك فيهم فقد شوهوا حتى الابداع بالامس استمعت لرائعة زكى عبد الكريمحلات بلدى فهو حينما اتى الى مساحتهامليون ميل قال ( مساحتها كم ميل ) وحزف منها ايضا مقطع( فى الجنوب )
شكرا اخى سيد