مقالات سياسية

تماضر شيخ الدين تتصدى للعنف ضد المرأة السودانية..!!!

د منتصر نابلسي

“أعطيني مسرحاً أُعطك شعباً مثقفاً”،هي من العبارات الأشهرالتي قيلت بحق المسرح ، الذي يشكل وجدان الشعوب والأمم ، هذه العيارة اختلف حولها وفيها كثيرمن الباحثين على شخصية قائلها ولكن تميل الترجيحات إلى انها من أقوال أرسطو أو إفلاطون، وهي عبارة تنطق بلسان الحقيقــــة اذا كان المسرح هادفا وفاعلا يتناول قضايا مؤثرة.

لا أحسب ان هناك امرأة في العالم تعرضت للعنف بكل الوانه وأشكاله كما تعرضت له المرأة السودانية من انتهاكات تفوق الوصف وتتعدي الخيــال، وكانت وما زالت في الحرب الدائرة والتى فجعت الشعب الســـــوداني بكل اطيافه ، والحقيقة ماثلة أمامنا ولسان الحال يغني عن السؤال.

الممثلة القديرة والمخرجة والكاتبة السودانية تماضر شيخ الدين حاولت من خلال مسرحيتها التي عنوانها “ملحمة العنف” والتي استطاعت فيها ان ترسم وتجسد عبر المسرح صور من هذه الماساة الدامية التى لم تستثنى احد من الشعب السوداني، وكان للمرأة النصيب الاكبروالاوفر من هذه الفاجعة الكارثية التى وثقتها الوقائع ، ولن ينساها التاريخ الإنساني ولن تبارح تراجيديتها ولن ينساها ذهن وقلب الانسان السوداتي.

في هذه المسرحية تناولت تماضر شيخ الدين الصور التى كانت ضحيتها الكبرى المرأة ووصفت من خلالها الصراع الذي كانت المرأة الضحية الاكثر تأثرا ،وكيف تعرضت للانتهاكات الجسدية والنفسية وكيف مزقتها الحرب ومانتج منها ، وكيف دمر العنف عالمها البسيط وضيقت عليها الحرب الموجعة ولم تترك لها وفيها الا الآثار الدامية والجراحات الغائرة المميتة، وكيف فتت جوهرها الاغتصاب والقتل والنزوح ، وبين هذا وذاك سكنها الخوف الرهيب ، حين فقدت معنى الأمان وكيف صادر الصراع القائم انسانها وحطم قيمتها ، ودخلت بسبب هذه الصراعات نفق نهايته اما النزوح او القتل او الاغتصاب …..الخ

عبرت الكاتبة عن موقفها الشجاع وهي تدعو إلى حياة كريمة تليق بالمرأة السودانية فالكاتبة تحث المرأة السودانية أن لا تستسلم وان تقاوم ، بل تدعواالحادبين على أمانها إلى نصرتها والوقوف معها وتحريرها من عبودية العنف.

عرضت مسرحية ملحمة العنف على المسارح الامريكية ونالت الاستحسان الكبير من معظم الحضور، واعتقد ان المسرحية لمست في الوقت المناسب جوانب من الجراحات التى تمددت في حياة حواء السودانية المغلوبة على أمرها وهي تتوق إلى حرية صادقة وافاق جديدة تليق بتطلعاتها ومستقبل مشرق تستحقه حواء السودانية ، ولن يتاتى ذلك الا عبر الوعي والاستنارة بالمعرفة وعرض القضايا التى تؤرق مضجعها وتؤثر على حياتها على المحافل الدولية.

وان كان المسرح كائن يؤثر ويتاثر فاعتقد ان الأستاذة تماضر شيخ الدين لمست أوتار حساسة في هذه القضية بل اعتقد ان هذه المسرحية ثورة تعبر عن موقف ايجابي يشد من ازر المرأة السودانية، ويخفف عن معاناتها عبر تراكمات ورثتها المرأة السودانية من الماضي ولكن الحرب أظهرت الوجه القبيح الذي يستهدف المرأة ، فإن اذلالها تدمير لكل المجتمع السوداني.

مسرح الاستاذة تماضر شيخ الدين في الولايات المتحدة الامريكية نموذج سوداني مشرف يطمح الى افاق العالمية، وسيمنح القضايا السودانية مجالا واسعا لمعرفة ما يدور في مجتمعنا من خفايا ومعضلات تحتاج الى تضافر جهود ودراسة نقدية فاعلة تثمر نتائج وحلول ايجابية باذن الله.

[email protected]

تعليق واحد

  1. استاذ معلم لكن …. صح صدقت … التحية للفنانة تماضر ومزيدا من النجاحات في دروب الفن والمسرح وإذا جابكم الدرب لبراغ فالمسرح القومي هنا شي تاني فمرحبا … في براغ الذهبية …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..