الرباعية بين الفشل والانحياز

الكورباج

عبدالرحيم محمد سليمان

لا تستند الرباعية الدولية الى ميثاق دولي رسمي ملزم غير استنادها على نفوذها السياسي والاقتصادي وادعاء قدرتها على التاثير على الاطراف … وكما هو معروف تتكون الرباعية الدولية من امريكا وبريطانيا والامارات وهى دول اشد عداوة للشعب السوداني الى جانب الشقيقة السعودية التى تبزل قصار جهدها لتصحيح مسار الرباعية وتوجيهها نحو تحقيق الاهداف المعلنة.

وفى مايو 2023م تم التوقيع على اعلان مبادئ بين الجيش والمليشيا برعاية هذه الرباعية، تضمن وقف مؤقت لاطلاق النار والسماح بمرور المساعدات الانسانية، وعدم استهداف البنية التحتية والمدنيين وانسحاب المليشيا من المستشفيات والمرافق المدنية، وفى اليوم الثاني من التوقيع استغلت المليشيا فرصة التزام الجيش بوقف اطلاق النار وقامت باحتلال مستشفى الامل فى كوبر ومستشفى الشعب ومستشفى سوبا الجامعي واستخدمتهم كمواقع عسكرية!! فكان رد الرباعية على هذه الخروقات الصارخة بيان شكلي لايتجاوز حدود القلق والادانة وغض الطرف عمدا باعتبار ان اكتساب المواقع الجديدة يجعل المليشيا فى مرتبة متساوية مع الجيش في الشرعية!!!

ان غياب الرد الواضح والحازم من الرباعية على مثل هذه الانتهاكات يثير الشكوك حول حيادها ومصداقيتها، ويضع علامات استفهام حول اهدافها الحقيقية من رعاية هذا المسار، لاسيما فى ظل استبعاد الحكومة السودانية وعدم اشراكها فى الحوارات والمفاوضات السرية التي تجريها هذه الايام.

لقد اثبتت الرباعية بالدليل القاطع، انها عاجزة عن فرض قراراتها، ولا تملك اليات تنفيذية ولا حتى ارادة سياسية حقيقية للضغط على المليشيا، التي بلغ بها الغرور والتجبر درجة رفضها الصريح للقرار الصادر عن مجلس الامن الدولي الذى يطلب منها السماح بمرور المساعدات الانسانية الى مدينة الفاشر، بل واعتبرته غير ملزم لها.

وازاء هذا الواقع ليس امام الحكومة الانتقالية سوى ان تقطع علاقاتها بالرباعية حتى لا تصدع رأسها بفشلها وانحيازها وان تضع نصب اعينها ان المجد للبندقية، ما دامت هذه البندقية هي التى استطاعت اجبار المليشيا على اخلاء منازل المواطنين والانسحاب من المستشفيات والمرافق المدنية بعد ان عجزت كل القرارات والوساطات والاتفاقيات عن تحقيق ذلك.

[email protected]