امبيكي بين المعارضة والنظام

ملتقي طرق
عوض الله نواي
[email][email protected][/email]

نور الدين جرجرة يرد :
امبيكي بين المعارضة والنظام

المحرر: نور الدين جرجرة كاتب صحفي يراسل الصحيفة وهو قارئي جيد ومتابع لهذه المساحة ، لم يحتمل ان يجف مداد الحبر الذي كتبنا به عمود السبت ( دقت ساعة الحسم ) فآثر علي نفسه ان يرد علينا حتي يشفي قليله وجوفه المتعطش الي السلام ، وكل ما زاع صيت مفاوضات علق عليها امالاً عريضة ان تنتهي تلك الحرب اللعينة ، والي حديث الكاتب :
نور الدين جرجرة يكتب :
ثامبو امبيكي رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الحادي عشر (14 يونيو الي 21 سبتمبر 2008 ) بدأت علاقة الرجل بالملفات السودانية في فبرايل 2009 عندما شكل الإتحاد الأفريقي لجنة تحت رئاسته لدراسة الحرب الأهلية بإقليم دارفور وتقديم توصيات لحلها .
الرجل الآن عالق بين المعارضة والنظام لا يعلم ما يدور في أذهان المعارضة او النظام بعد التطورات الأخيرة ألتي حدثت في قضية السلام ، فبعد عقد الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لقاء تشاوري حول القضايا الاستراتيجية منذ الجمعة ضمت الحكومة السودانية إلى جانب الحركة الشعبية شمال ، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم ، حركة تحرير السودان برئاسة مني اركو مناوي فضلاً عن حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي وتقدمت الآلية الأفريقية بخارطة الطريق يوم الاثنين 21 مارس 2016 سرعان ما رفض قادة المعارضة التوقيع عليها بينما وقع رئيس وفد الحكومة السودانية منفرداً على الوثيقة مع رئيس الآلية الأفريقية ثامبو امبيكي.
لم ترفض المعارضة التوقيع على خارطة الطريق ألتي تقدم بها ثامبو امبيكي دون ذكر أسباب بل قالت أن الوساطة تنحاز لرؤية الحكومة ولا تستجيب لتطلعات السودانين المشروعة في محاولة لكسر إرادة أطراف المعارضة .
امبيكي الآن عالق هنا وهناك ويتساءل نفس الأسئلة المشروعة ألتي يسألها المواطن البسيط كلما تذكر مستقبله ، من يقنعنا بأن حماسكم وثورتكم ودفاعكم المستميت عن مبأدئكم هي من أجلنا ! وإلى متى يغسل المطر الحزين وجوهنا البائسة ؟ أما حان الوقت لدموعنا أن تجف ؟ ألم يحن الوقت بعد لدموع أطفالنا أن تجف ؟ ومتى تتوقف أصوات الرصاص ؟ إلى متى نشتم رائحة الدماء وجثث قتلانا تحت أحذية المارة وكيف نظل هكذا ومن واجبكم أن لا نكون كذلك !.
نفس الأسئلة نسالها لهؤلاء ، لماذا نحن عالقون هنا وهناك في كل مكان ؟ ألم تكن قضايا الفقر والجوع ووقف الحرب والاتجاه نحو التنمية والسلام هي أولى من أن يتمسك كل منكم برأيه ويرفض الأخر ؟ ، من قال بأن هكذا تبني الأوطان ؟ لآبد أن يتسامى الجميع من أجلنا جميعاً ، لم يكن امبيكي وحده عالق بينكم ، كثيرين مثله بل الشعب كله عالق بين المعارضة والنظام يبحث عن بقاياه في هذا الوطن ويبحث كذلك عن مستقبله بطريقة أمنه ، وأصبح كل مواطن يرفع اكفه الي السماء ينتظر المطر الجميل ليغسل كئآبة هذا الوطن الحزين.
لابد أن ينظر الجميع لمصلحة الشعب ألذي يعاني من الحرب ألتي تدور في اقاليم البلاد ، فالوطن واسع وكبير سوف يسعنا جميعاً إذا ارتضينا ذلك ، تناقضاتنا واختلافنا هو مصدر للتقدم والنماء يجب أن نبحث عن ما يجمعنا ونترك ما يفرقنا ، فالشعب السوداني يستحق كل أسباب الحضارة والتقدم ولن يحصل ذلك الا عندما نضع جميعاً مصلحة البلاد فوق كل شيء ، فتجارب الشعوب من حولنا كفيلة بأن تجعلنا نتجه إلى خيار السلام بدلاً من الحرب ، ومن هذه الدروس اصبحنا نستخلص العبر ونتسامى فوق الجراحات لنحقق السلام المنشود فالحرب لا تشبهنا.
نور الدين جرجرة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..