مقالات وآراء

ندوسو دوس

عندما قذف أيمن ماو في قلوبهم الرعب بمفردات أهزوجته المتفردة (أي كوز ندوسو دوس), هرول كبار قادة التظيم الاسلاموي الفاسد والمنحرف نحو الأذاعات والتفلزيونات يهددون ويتوعدون كل من تسول له نفسه الخروج لمواجهة جبروتهم وطغيانهم الباطش, وجميعنا يذكر ذلك اللقاء التلفزيوني الذي أطل فيه ذو الوجه الكالح علي ثعبان, و شبك اصابع يديه بعضها ببعض, و حملق في سقف الاستديو الجميل بعينيه المحمرتين حنقاً فنفث سموم حقده و كراهيته الدفينة تجاه مكونات الشعب السوداني, ومارس ساديته المعهودة التي جعلت منه عظاماً نخرة مكتسية بجلد كجلد الأفعى, مهدداً الثوار بأن من يحاول الخروج ستدهسه آلة وترسانة كتائب الظل.
لفظُ الشعوب السودانية لهذه الجماعة المنحرفة الفكر والسلوك لم يأت من فراغ, لقد سجلت هذه المنظومة الغاصبة و المغتصبة لسلطة الشعب الديمقراطية, أعلى درجات الظلم و القهر و البطش و امتهان كرامة الانسان السوداني, وارتكبت جرائم شنيعة بحق البسطاء من المواطنين و الطلاب و النساء و الأطفال و الشيوخ و كبارالسن, تحت سمع و بصر اجهزتها الأمنية و الشرطية و العدلية و القضائية, قتلوا طلاب جامعة الجزيرة و رموا بجثثهم في الترع و مجاري المياه, أرتكبوا مجزرة غاية في البشاعة بحق الطلاب المجندين بمعسكر العيلفون للخدمة الوطنية, اغتالوا الناشطين من طلاب جامعات الخرطوم و السودان و النيلين و رموا بهم في مكبات النفايات.
أطلق ضباطهم وجنودهم ومهووسوهم النار والرصاص الحي بصوب واتجاه صدور النساء, من امثال الشهيدة عوضية و أخريات كثر في وسط أحياء الخرطوم, فليس من شيم الرجال ان يصوب الرجل بندقيته تجاه صدر إمرأة مهيضة الجناح لا حول لها ولا قوة, ويأتي بعد ذلك ذات الشخص ليتبجح أمام الناس ويحدثهم عن قيم الرجولة و الكبرياء والشهامة و الاباء, متناسياً كل الفظائع و الجرائم التي ارتكبها بحق المتعففات والعفيفات من بنات الشعب السوداني الكريم, تلك الجرائم التي تم فضحها في دهاليز مساكن و ملاجيء اطفال المايقوما, ومن سخريات الأقدار ان أحد ابناء قادة هذا التنظيم الشاذ والذي كان مسيطراً على الدولة المدجنة والداجنة وقتذاك , كان يشرف على هذه المنظمة المختصة في شئون إيواء و رعاية الأطفال مجهولي النسب, لقد كان يستغل هؤلاء الأطفال بعد أن يشبوا عن الطوق في الأعمال القذرة الخادمة لدويلة المشروع الاخواني غير الشريف وغير الوطني.
في عهد هذه الجوقة الشيطانية عرف الجيران بغاء التوب السوداني الذي ماكان يرمز لشيء قبل تسلمهم السلطة سوى للعفة و الطهارة و النقاء, وازداد عدد المثليين في البنوك و الشركات العامة و الخاصة بعد التمكين (حادثة بنك الشمال الموثقة) , ومما يثير الحفيظة أنهم يقومون بجلد النساء بزعم أرتكابهن (فاحشة بيع الشاي) في الأماكن العامة من أجل توفير الحليب الأطفالهن, الحليب الذي لم تستطع أن تقوم بتوفيره حكومتهم ودولتهم الرسالية المزعومة والبائسة برغم تصديرها ملايين براميل النفط للسوق العالمية, وبرغم امتلاء جيوب النافذين منهم بملايين الدولارات من ايرادات هذه السلعة النفطية, لم نرهم يوماً قد أقاموا حداً على أحد من قوم سيدنا المعروف للقاصي و الداني بل كانوا يتنمرون حصراً على شقائق الرجال.
المؤسف والمبكي حد الفناء هو أن يكون هنالك شخص ينتمي اجتماعياً لهذه الطبقات المقهورة و المظلومة والمنتهكة الكرامة والعرض, في حالة دفاع دائم ومستميت عن تاريخ هذه العصابة المجرمة والمنحرفة والشاذة, وأن يكون باحثاً لها عن عذر فيما ارتكبته من فظائع وكبائر ترتعد لها أبدان الولدان وترتجف لها الفرائص, أنا لا أرى منطقاً ولا حقاً لأيٍ كائن من كان سواء من سكان دارفور أو من مواطني الخرطوم او اهالي كسلا في هذا التوقيت الدقيق لأن يقف مع صف الكيزان بمختلف مسمياتهم, مؤتمر وطني و شعبي و اصلاح و اخوان.
فكر الكيزان و الاخوان اورثنا التشتت و الانفصال و التباعد و التباغض و التناحر و الخصام, لم لا نجابهه بحسم و حسام باتر قاطع وضارب لجذع كل لبنة من لبنات مشاريعهم المسرطنة التي غرسوها في جسد هذه الأمة الطيبة, لقد استطعنا دحر زعيم حزب الأمة الانتهازي والطائفي والوصولي في دارفور, هل تغلبنا حيلة في استئصال بقايا بني كوز من داخل المؤسسات الحيوية؟.
سكان المدن المركزية الثلاثة هم من ضمن قائمة أكثر الناس ابتلاءً بداء الكيزان, ضربت نساؤهم عياناً بياناً وشردت كفاءاتهم و دمرت بنيتهم التحتية و خربت مدنهم و اصبحت احيائهم العريقة مسكناً للباعوض و الذباب, لماذ لا يتخذون من مبدأ الاستئصال وسيلة للخروج من وحل الهوس الديني وابتعاداً عن الدجل الكيزاني المقيت؟ أين ريادتهم الثقافية و الغنائية و الفلكلورية التي يحدثوننا عنها؟ فاليعلموا أنه لا مكان لمحطة وسطى بين الجنة و النار إلا بعد ان يستعيدوا محطات المواصلات الوسطى الثلاث (بحري والخرطوم وام درمان), حينما كان البص ابو رجيلة و التاكسي التعاوني يتنافسان في الحصول على تقديم أرقى الخدمات للمواطن الساعي للوصول إلى مكان عمله و متجره و مدرسته و جامعته.
أما في باب العمالة و الارتزاق فقد كانوا أول من استن هذه السنة السيئة, لم يصلوا بلاطاً سلطانياً وأميرياً وملكياً الا و لعقوا ارضه و نظفوها بالسنتهم حتى صارت شديدة البريق واللمعان, في عهدهم المظلم غزت اجواء السودان الطائرات الاسرائيلية و الامريكية واعتدت على اراضيه الجيوش المصرية و الحبشية و الارترية, وبعد كل هذا تسمع معتوهاً منهم يحدثك عن الشرف والوطنية و الذود عن حياض التراب, فقدت الأسر السودانية فلذات أكبادها في حرب لعينة سوقوها للناس على أنها مقدسة, و المضحك حد البكاء في شر هذه البلوة والبلية أنهم فصلوا الأرض التي ازهقوا بسببها هذه الأرواح العزيزة والمغرر بها وكأن شيئاً لم يكن, اسمع واعي عزيزي القاريء, هؤلاء لا يقيمون وزناً لدماء بنات وابناء الشعب السوداني.
من الأفضل لجماهير الشعوب السودانية أن تقتات صفق الاشجار لا أن تفتح الطريق أمام إخوان الشيطان لأن يكون لهم موطيء قدم في محلية من محليات ام طرقاً عراض, استئصلوا هذا الداء اللعين كما استئصلوكم عبر جرائم التمكين و التشريد و الارهاب والتصفيات الجسدية و المعنوية و الطرد من البلاد, لا تكونوا طيبين أكثر من الطيبة, هذه الجماعة المنحرفة اصبحت مبغوضة ومغضوب عليها في الاقليم, فصارت كالانسان الأجرب يفر الناس منه كلما حاول الاقتراب منهم, إن الرحمة لا تعرف طريقاً الى قلوبهم عندما يمتلكون أسباب السلطة, و المسكنة والبكاء والعويل من أجل حياة رغدة للمواطن هو ديدنهم عندما يفقدون الكرسي والصولجان.
هذا نصح و ارشاد الي من يهمهم الأمر مبذول من العبد الفقير الى ربه, الا هل بلغت اللهم فاشهد.

إسماعيل عبد الله
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. إن الرحمة لا تعرف طريقاً الى قلوبهم عندما يمتلكون أسباب السلطة
    ************************************************************
    لا فض فوك ايها النهرير… زي ما بقولو اخوانا المصريين جبت الديب من ديلو…فهذه ابرز صفة لديهم فإن الرحمة لا تعرف طريقاً الى قلوبهم عندما يمتلكون أسباب السلطة

  2. لك كل التحية والإحترام استاذ اسماعيل. مقالك من افضل المقالات التي قرأتها اوفيت وكفيت.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..