
عندما تنحي الرئيس المصري الراحل حسني مبارك عن السلطة في يوم ١١/ فبرايرعام ٢٠١١، وغادرها بصفة نهائية بعد ثلاثين عام متواصلة من حكم مصر، فرح وقتها علي عثمان ونافع وصديق مطرف غاية الفرح ، وتهللت اساريرهم وملأت قلوبهم البهجة، وارتسمت أمارات الفرح على وجوههم، فقد كان تنحني حسني مبارك بالنسبة لهم يعني اغلاق ملف “محاولة اغتيال مبارك عام ١٩٩٥” الي الابد، وان الشعب المصري الذي طرد مبارك من السلطة، لن يطالب السودان مرة اخري التحقيق حول موضوع محاولة اغتيال مبارك، والتي خطط لها علي عثمان، ونافع علي نافع، وصلاح قوش، ومطرف صديق.
منذ عام ٢٠١١- عام تنحي مبارك عن السلطة -، لم تقم اي جهة في مصر بفتح ملف محاولة الاغتيال، ودخلت المحاولة في طئ النسيان، ولم تقم اي جهة في السودان – حزبية كانت او اعلامية – باثارة موضوع الاغتيال بسبب التوجيهات والرقابة الصارمة التي فرضتها الأجهزة الأمنية حرصآ علي عدم خروج هذا الموضوع للعلن مرة اخري، واصبحت محاولة الاغتيال من المواضيع الصحفية التي لا يقبل القراء علي قرأتها حتي وان كان هناك ما هو جديد فيها!!
هدأت النفوس تمامآ عند من قاموا بمحاولة الاغتيال-(طه، نافع، قوش، مطرف)، واطمأنوا تمامآ انهم قد اصبحوا من بر الامان لن تطالهم في المستقبل اتهامات او تحقيقات، ولكن كما جاء في الامثال (تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن)، قام حسن الترابي في مقابلة اجراها معه مقدم برنامج (شاهد علي العصر) في يوم الاثنين ٤/ يوليو ٢٠١٦، بكشف أسماء المتورطين في محاولة اغتيال الرئيس المخلوع حسني مبارك يوم ٢٦/ يونيو ١٩٩٥ في أديس أبابا، وذكر الترابي في المقابلة التلفزيونية التي بثتها المحطة الفضائية “الجزيرة”، أنه علم بمحاولة اغتيال مبارك في نفس اليوم الذي أخفقت فيه ، حيث أخبره “بشكل مباشر” علي عثمان محمد طه نائب الأمين العام “للجبهة الإسلامية القومية” التي كان يتزعمها الترابي، عن تورطه في العملية بالمشاركة مع جهاز الأمن العام الذي كان برئاسة نافع علي نافع، و إن الترتيبات التي قام بها نائب الأمين العام للجبهة برفقة نافع أخفيت عنه وعن الرئيس السوداني، وإن اجتماعا خاصا عقد للنظر في المسألة، حضره الرئيس ومدير الأمن وآخرون واقترح خلاله علي عثمان محمد طه أن يتم التخلص من مصرييْن عادا إلي السودان بعد مشاركتهما في محاولة اغتيال مبارك.. غير أن الترابي -كما يقول في شهادته المسجلة- اعترض بشدة علي هذا الاقتراح، ليقرر المجتمعون في الأخير العدول عن فكرة القتل، وكشف أيضا أن تمويل العملية تم بمبلغ مالي أخذه علي عثمان محمد طه سرا من الجبهة الإسلامية القومية الذي يبلغ أكثر من مليون دولار.
الحوار الذي اجراه المذيع المصري احمد منصور مع الترابي لم يمر مرور الكرام عند ملايين الذين شاهدوه، فقد تجددت المطالبات في مصر بضرورة فتح التحقيقات مرة اخري حتي وان كان حسني خارج السلطة، اما في السودان فقد كان الوضع مختلف عن ذي قبل، حيث قامت الصحف المحلية لاول منذ وقوع الحادث بنشر الكثيرعن محاولة الاغتيال، وعن الترابي الذي فتح جراحات قديمة داخل الحزب الذي حكم البلاد، ولاول بعد صمت طويل سارع نافع بالدفاع عن نفسه ونفي اشتراكه في محاولة الاغتيال، وكذب بشدة رواية الترابي!!
بعد نجاح انتفاضة ديسمبر ٢٠١٩، وتغيير الاوضاع في السودان، تم فتح موضوع محاولة الاغتيال لاول مرة بصورة رسمية، فقد نشرت صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية، في يوم الخميس ٥/ ديسمبر ٢٠١٩، خبر جاء تحت عنوان:(السودان: معلومات عن فتح تحقيقات في محاولة اغتيال مبارك)، جاء في سياقه:(عاد ملف محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للتداول بعد نحو ربع قرن من حدوثها، بعد تأكيدات نقلتها صحف محلية سودانية، بأن منظمة «زيرو فساد»، دونت بلاغات ضد 3 من رموز نظام الرئيس المعزول عمر البشير المتهمين بالتخطيط للمحاولة. ونقلت صحيفة «الجريدة» المحلية، أول من أمس، أن «زيرو فساد» اتهمت 3 من قادة نظام الرئيس المعزول عمر البشير بالتورط في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أثناء حضوره للقمة الأفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا 1995.وبحسب الصحيفة، فإن «زيرو فساد» أبلغت النيابة بفتح تحقيق مع كل من وزير الخارجية وقتها علي عثمان محمد طه، ومدير جهاز الأمن نافع علي نافع، ومدير جهاز المخابرات السابق صلاح عبد الله الشهير بـ«قوش»، بتهم تخطيط وتنفيذ محاولة اغتيال مبارك. ونقلت الصحيفة عن رئيس المنظمة «نادر العبيد» أن الرجال الثلاثة النافذين في النظام المعزول، يواجهون مخالفات قانونية بموجب قانون مكافحة الإرهاب وتكوين منظمات إرهابية، إضافة إلى اتهامات أخرى تتعلق بالقتل العمد ضد مشاركين في العملية لإخفاء أثرها.).
– انتهي الخبر –
توفي الرئيس الراحل حسني، ودفن اليوم الاربعاء ٢٦/ ديسمبر الحالي، ومن مهازل القدر وسخرياته، انه توفي اليوم تاركآ خلفه الد اعدائه القدامي علي عثمان، ونافع علي نافع في سجن كوبر بدون اي تاكيدات بانهم سيقدمون للمحاكمة قريبآ!!، ترك مبارك خلفه صلاح قوش مطارد من قبل الانتربول الدولي بتهم الثراء الحرام ولا احد يعرف له مكان!!، ترك خلفه ايضآ مطرف صديق الذي طرد شر طرده من وزارة الخارجية التي نعم في ظلها كثيرآ، وتم اعتقاله بعد انقلاب ابريل ٢٠١٩، وزج في سجن كوبر مع بقية سجناء النظام السابق، مطرف مشهور بانه قيادي في الحركة الإسلامية، جمعته علاقات بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وهو أحد المسؤولين عن “بيوت الأشباح” لاعتقال وتعذيب المعارضين.
مات مبارك وارتاح من متاعب ومشاكل هذه الدنيا، مات وتركها للبشير وعلي عثمان ونافع، الذين يقاسون من ذل السجن نهارآ…ولدغات البعوض ليلآ!!
بكري الصائغ
الشيء بالشيء يذكر:
مقال من مكتبتي بصحيفة “الراكوبة”
نشر في يوم 05 – 07 – 2016 –
من داخل قبره: انتقم الترابي من علي عثمان ونافع!!
الرابط:
https://ara.alrakoba.net/news-action-show-id-239641.htm
أخوي الحبوب،
محمد،
١-
حياك الله، وجعل كل ايامكم افراح ومسرات، ومشكور علي الزيارة الكريمة، و”جل من لايخطئ” يا ابو حميد.
٢-
سالني احد القراء ان كان ملف “محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا” يعتبر في حكم المغلق نهائيآ، ولا عودة لفتحه مرة اخري، باعتبار ان صاحب الشكوي المجني عليه قد توفي، ولا احد من أهل الراحل/ مبارك قد طالب بالتحقيق في القضية؟!!
الشيء المعروف قانونيآ، ان مثل هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم، ولكن واقع الحال يؤكد انها قد اصبحت قضية غير ذي اهتمام من احد سواء في مصر التي سكتت عن حقها في التقاضي، او من الخرطوم التي لا تملك اي شهود عيان بعد اعدامهم بتوجيهات من علي عثمان – بحسب ما قاله الدكتور علي الحاج في صحيفة “الحياة” اللبنانية!!…المهم في الموضوع، ان ملايين الناس قد عرفت من هم: علي عثمان، نافع، قوش، مطرف!!
توفي الرئيس الراحل حسني، ودفن اليوم الاربعاء ٢٦/ ديسمبر الحالي!!!!!
الجديد عن الرئيس الراحل/ حسني مبارك،
ولم تنشره الصحف من قبل-
صحيفة مغربية:
مبارك سقط أسيرا عند القوات المغربية في الصحراء سنة 63 وأحضره الحسن الثاني لجمال عبد الناصر …
المصدر:- صحيفة “القدس العربي” – منذ 8 ساعات –
كشفت جريدة «هسبريس» الإلكترونية المغربية، أن الرئيس الراحل حسني المبارك، الذي شيع أول أمس، «تعرّض لأبشع أنواعِ الإهانة في صحراء المغرب خلال مهمّة سرّية قادته إلى «حرب الرّمال» سنة 1963». ووفق المصدر «تعود تفاصيل هذه الواقعة إلى سنة 1963، التي شهدت توتّراً في العلاقات المصرية المغربية، وهو ما دفعَ الزّعيم الجديد لمصر جمال عبد النّاصر، الذي أطاحَ بالملك فاروق عام 1952، إلى مساندة الجزائر في حربها ضدّ المغرب، (حرب الرّمال)».
وزاد: «بقيادة الكولونيل المغربي إدريس بن عمر، تمكنت القوّات المسلحة الملكية من تحقيق انتصار كبير على أرض المعركة، كما اقتربت قوات العقيد من تندوف التي توجد اليوم في الجهة الأخرى من الجزائر، ولم تكن تفصلها عنها سوى 26 كيلومترا. وأمام هذا الهجوم»الكاسح من القوات المغربية، طلب الرّئيس الجزائري آنذاك، أحمد بن بلة، مساعدة مصرية».
عد ذلك «تلقّى الرّئيس المصري جمال عبد النّاصر اتصالاً هاتفياً من الرّئاسة الجزائرية من أجل إرسال فرق عسكرية مصرية لصدّ هجوم القوات المسلحة المغربية بالقرب من الحدود. لم يرفض عبد النّاصر طلبَ بن بلة، خاصة أنّ الرّئيس المصري كان يصنف الأنظمة الملكية العربية كأنظمة رجعية « ويساند الحركات الثورية ضدها ويقف مع الأنظمة التي لها نفس ثوري».
وطبقاً للمصدر «أرسلت مصر قوّة عسكرية تقدّر بحوالى ألف جندي وضابط إلى الجزائر، بينهم الكولونيل الطّيار محمد حسني مبارك. وسطَ أجواء الحرب، صعدَ الطّيار مبارك و5 ضباط مصريين آخرين على متن طائرة الهليكوبتر التي كلفت باستطلاع الحدود الجزائرية – المغربية، ومنطقة القتال، وانطلقت في مهمّتها. تاهت الطّائرة التي كانت تقلّ ضباطاً مصريين وجزائريين في الأجواء، وهنا اختلفت الرّوايات التاريخية حول ما حدث بعد ذلك، إذ يقول البعض إنّ عاصفة رملية قادت الطّائرة إلى مصيرها المجهول في صحراء المغرب، فيما يقول آخرون إن قائد الطائرة ضل طريقه».
وزاد: «اضطرّت الطّائرة العسكرية للنّزول في أحد الحقول الزّراعية جنوب شرق المملكة بالقرب من مدينة أرفود، وبعد دقائق وجد الضّباط المصريون أنفسهم محاطين بأصحاب تلك الحقول. أصبح مبارك ومرافقوه أسرى في يد سكّان القرية، وبدا ببذلة الميدان العسكرية وعلى أكتافهِ رتبة كولونيل مصري، وبصحبته ضباط سامون برتبته نفسها «.
في خضمّ هذه التّطورات «طلبَ الجنرال أوفقير من ضبّاط مغاربة إحضار مبارك وزملائه المحاصرين في أرفود إلى قصر مراكش، وسريعا انتقل ضابط من المخابرات المغربية إلى موقع أسر الضباط المصريين، ليجدهم مكبلين بالحبال ومربوطين إلى جذوع النخيل؛ وفق ما نقلتهُ روايات تاريخية».
وأكدت «هسبريس»، «تحوّل الطّيار الحربي المصري إلى رهينة في يد ساكنة الجنوب الشّرقي. وبعد ذلك نُقل المصريون إلى مراكش، حيث معتقل دار المقري الشهير. وعندما علم الملك المغربي الحسن الثّاني بالواقعة ثارَ واعتبر ذلك دليلا واضحاً على تدخل مصر في الصراع بينه وبين الجزائر، ليقرر استدعاء سفير بلاده في القاهرة، ويطرد المعلمين المصريين من المغرب».
وتابع : «كانت مهمّة الطّيار المصري مقتصرة على معرفة متطلبات الجيش الجزائري من السلاح في حربه ضد المملكة المغربية، قبل أن تفشل المهمّة السّرية وتتصدّر أخبار أسر الكولونيل حسني مبارك وقواته وكالات الأنباء العالمية».
وذكرت الصحيفة أن « الكولونيل حسني مبارك عاد إلى هذه الواقعة التي لم تمح من ذاكرته بالقول لقد كانت أوّل مهمّة حقيقية بالنّسبة لي، بالغة الصّعوبة والتّعقيد، كلّفني بها الرّئيس جمال عبد النّاصر ولا يمكنني أن أرفض أوامره العسكرية».
انتهت الحرب وعادت العلاقات المغربية المصرية إلى سابق عهدها، واستدعى جمال عبد الناصر الحسن الثاني، بعد زيارته الرئيس الأمريكي جون كينيدي عام 1963. في مطار القاهرة الدولي، سلم الملك الراحل إكليل ورد لجمال عبد الناصر، وقال له حسب ما يرويه عبد الهادي بوطالب: “هديتي لك أكبر من إكليل، إنها هدية من لحم ودم”. وكان الرئيس المصري استغرب قدوم طائرتين، فإذا به يفاجأ بأن الطائرة الثانية تقل ثلاثة عسكريين مصريين برتبة عقيد، ضمنهم حسني مبارك الذي سيصبح رئيسا لمصر، بالإضافة إلى باقي الجنود.
مصر أمانة فى أعناقكم.. علاء مبارك ينشر وصية والده الأخيرة..
المصدر:- صحيفة “اليوم السابع” –
– الجمعة، 28 فبراير 2020 –
نشر علاء مبارك، نجل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، مقطع فيديو يتضمن أحدى كلمات والده الراحل عبر حسابه الشخصى بموقع تويتر، والتى وصفها الكثيرين بأنها وصية الرئيس الراحل. وبدأ الرئيس الراحل في مقطع الفيديو قائلاً: “لعل حديثي لحضارتكم اليوم، هو آخر ما أتحدث به لبني وطني، قبل أن ينتهي العمر، ويحين الآجل، وإواري في تراب مصر الطاهر، إنني وقد اقترب العمر من نهايته، أحمد الله مرتاح الضمير، إن قضيته مدافع عن مصر ومصالحا وأبنائها، حرباً وسلاماً”. وأضاف “وأننى بخبرة السنين، أقول لكل مصريا ومصرية، حافظوا على وحدة الوطن، وألتفو حول قيادته، انتبهوا لما يحدق بالوطن من أخطار، وما يحاك له من مخططات ومؤامرات، أن مصر أمانة في أعناقكم، فأحفظوها وأرعو عهدها واحملوا رايتها وأمضو بها إلى الأمام، حمي الله مصر وراعاها وأعلى رايتها وحموا شعبها الأبي الأصيل”.