د. محمد جلال هاشم والاستاذ عبدالواحد محمد نور ود.حسن عبيد وقائع وصور ندوة منتدى عبداللطيف كمرات

عبدالوهاب همت
استضاف منتدى عبداللطيف كمرات في مدينة كارديف وبالتعاون مع دار شفق للطباعة والنشر مساء أمس السبت8 أكتوبر وفي مبنى التاريخ والفنون الندوة التي شارك فيها كل من الدكتور محمد جلال هاشم الباحث في الشأن النوبي والاكاديمي المعروف والدكتور حسن عبيد والاستاذ عبدالواحد محمد أحمد النور رئيس حركة جيش تحرير السودان.
افتتح الندوة بالحديث الدكتور حسن عبيد رئيس المنتدى والذي حيا ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة والدروس التي قدمتها للشعب السوداني الذي يعد عدته لقيام أكتوبر أخرى, وتضامناً مع نقابة الاطباء السودانيين في وقفتها الجسورة في سبيل تطوير الخدمات الصحية للمواطنين وتوفير بيئة عمل صالحة للاطباء في المرافق التي يعملون بها وتحدث عن حال المستشفيات والتي انعدمت فيها كل معينات الاغاثة للمريض, وقدم لمحة عن الوضع الصحي منذ أيام المستعمر وحتى الان وقارن مابينهما وقال ان هذا الاضراب المعلن الان هو اضراب سياسي وليس اضراب أطباء ودعى البقية للانضمام اليهم وتعرض لتجربة عمله في جنوب السودانفي أوائل السبعينيات وأنه كان لديهم فائض في الادوية وان الحكومة كانت تلتزم بتوفير الدواء قبل مدة من الزمن لتوزعه على المرافق الطبية , وأضاف أن المستشفيات العسكرية حالها أفضل كثيراً عن المستشفيات التابعه لوزارة الصحة.
أعقبه بالحديث الاستاذ عبدالواحد محمد نور رئيس حركة جيش تحرير السودان والذي حيا ذكرى ثورة 21 أكتوبر وشهدائها وان أكتوبراً أخرى قادمة طال الزمن أم قصر وطالب الشعب للاستعداد
وعن اضراب الاطباء السودانيين والذي دخل يومه الثالث قال الاستاذ عبدالواحد محمد نور ان نقابة الاطباء السودانيين ومنذ تكوينها ظلت و مع بقية النقابات رأساً للرمح في كل ا والثورات والاضرابات التي أطاحت بعروش الديكتاتوريات لانها جزء مهم وعزيز من شعب السودان ومنظماته , حيث ظل غالب الاطباء وعلى الدوام عيناً ساهرة في سبيل راحة المواطن المغلوب على أمره , ورغم التنكيل والتشريد والملاحقة بل وحتى التعذيب
الا أن ذلك لم يجعلهم يستكينوا أو يتزعزعوا لذلك ناصبتهم الانقاذ العداء ويكفى تحرك الاطباء الشرفاء في قلب الخرطوم واعلانهم لأكثر من اضراب وهم يواجهون سلطة شرسة متعطشة للدماء ومع ذلك كونوا لجنتهم المركزية واختاروا قيادتها التي تنازل النظام يومياً , والان حان الوقت لتتحرك بقية النقابات تضامناً مع نقابة الاطباء لأن الحقوق تنتزع ولاتمنح.
التدهور المريع في الخدمات داخل المستشفيات أصبح أمراً لايخفى على أحد واذا تقدم الاطباء لانتزاع حقوق المواطنين وتوفير المناخ الملائم للاطباء للعمل فعلى النساء والشباب والطلاب في كل منظماتهم ونقاباتهم أن يشرعوا في الالتحاق بركب الثورة بكفاً بكف معهم وعدم التردد أو الخوف من الشائعات التي يطلقها النظام وأعوانه للنيل من مثل هذه التحركات.
وتناول بشكل مفصل الهجمات التي تعرض لها الابرياء العزل في جبل مرة حيث تعرضوا للقصف بالسلاح الكيماوي والذي فتك بالاف الابرياء من اطفال ونساء وعجزة وان هذا النظام باستخدامه لهذا السلام المحرم دولياً اصبح يمارس كل شئ في سبيل البقاء في السلطة والتشبث بالكرسي, وذكر لو شاهدتم مأساوية الوطن في تلك المناطق والامراض التي انتشرت بين الاهالي الابرياء والاطفال والحالات التي ستظهر لاحقاً وان ذلك يحدث في ظل صمت دولي يثير الدهشة , وان الذين يقودون المقاومة قدموا أرواحهم في سبيل حرية الوطن والمواطن وختم حديثه بالقول ان وحدة المعارضة الجادة هي السبيل للخلاص والا فاننا سنتحول الى شعب مشرد يضرب في بقاع العالم وبالتالي تنتهي الدولة السودانية ذات التاريخ التليد.
وكان آخر المتحدثين الدكتور محمد جلال هاشم الاكاديمي والباحث النوبي المعروف والذي قدم الشكر لمنتدى عبداللطيف كمرات وترحم على الفقيد والذي يحمل المنتدى اسمه وان الراحل كان قد تحدث معه كثيراً في مايتعلق بموضوع السدود وخطورتها و تحدث عن ثورة اكتوبر ومدلولاتها وزأين نحن منها الان وقال انه يشعر بأسى وحزن عميقين لمايحدث الان في دارفور والطريقة البشعة والقتل المروع للمدنيين العزل والذي أبادتهم حكومة المؤتمر الوطني مستخدمة السلاح الكيماوي والذي حول قرى كثيرة الى مجرد رماد وتطرق للمواقف الباسل للاطباء السودانيين ووقفتهم المشرفة في اضرابهم الاخير وأكد ان هدف الحكومة الاخير هو تصفية المستشفيات الحكومية وتحويلها الى قطاع خاص وبالتالي المزيد من الصعوبات للمواطن المسكين.
وعن موضوع السدود مسار الندوة وكتابه الاخير(رسالة كجبار من أجل السودان لامن أجل قرية.. قضايا السدود في شمال السودان) تحدث وباستفاضة عن السدود موضحاً انه لايختلف حول موضوع بناء السدود وان هذه مسائل فنية يجب ان توكل الى بيوتات ذات خبرة ودراية في هذا المجال حيث أنه لاتوجد سياسة واضحة ولاتتم تسمية مشاريع وهذا من الاخطاء الكبرى وهناك 43 سداً يتم الحديث عنها بدون وجود مشاريع وان ادارة تنفيذ السدود هي اداة للنصب والاحتيال ودليلي على ما أقول أن واحداً ممن أوكلت له هذه الادارة وكان على رأسها هو طالب هندسة فصل من عامه الدراسي الاول, وذكر ان مصادرة لهذا الكتاب هي صحف النظام وطرح مجموعة من الاسئله حول لماذا تبنى السدود هل للتنمية أم لاشياء احترازية. وعن بناء السدود قال انها تحرم السودان من التوسع الزراعي وأنه بعد حوالي 30 عاماً سنشهد عصر العطش وحتى الذي يتحدثون الان عن ان السدود توفر طاقة كهربائيه عزى ذلك الحديث بأنه غير مفيد وتطرق الى أن وحدة بناء السودان لا تتعرض للمساءلة من أحد , وأضاف ان هذه الخطط هدفها اخلاء تلك المناطق كما حدث في دارفور حيث تم استبعاد السكان الاصليين وجئ بعناصر أجنبية أخرى لتحل محلها وتعرض لتجربة سكان منطقة المناصير والذين صعدوا الى قمم الجبال وظلوا بها لمدة 6 أشهر وظلوا طوال هذه الفترة لايأكلون شيئاً سوى الاسماك. وأكد الدكتور محمد جلال الى أن مناطقاً كثيرة في السودان مهددة بالزوال حال انهيار لسد النهضة الاثيوبي وان ذلك الفيضان سيكون ارتفاعه 26 متراً وقبل بناء هذا السد فقد أثبتت التجارب العلمية التي اخصعت لها التربة في المنطقة انها لاتصلح لبناء السد لانها تربة غير مستقرة وطبقاتها السفلى لاتحتمل التخزين للمياة فيما لايزيد على 10 مليار متر مكعب وتطرق الى ان وزير الري الاسبق الدكتور كمال علي محمد كان قد اعترض على بناء سد النهضة وواجه الرئيس الاثيوبي بذلك والذي أقر بكتابة تعهد من الجانب الاثيوبي ليتم تعويض المتضررين من السودانيين حال حدوث انهيار , لكن الرئيس عمر البشير وبكل أسف وافق على بناء سد النهضة ولم يقدم أي عتراضات , ولو تذكر الناس ماحدث للمناصير في العام 2008 عندما غرقت قراهم في ثلاثة أيام فقط وكان اسامه عبدالله وزير السدود كان قد توعد سكان تلك المنطقه في أنه سوف يغرقهم كالفئران.
ومضي ليقول لايمكن ان تتحدث الى شخص جاهل بالقيمة الحضارية للاثار اذا قلت له ان بناء هذه الاثار سيطمر المنطقه ويزيلها من الوجود وفي هذه الحاله فلنحدث هذا الشخص وأمثاله عن الخسائر الاقتصادية التي تحدث جراء ذلك. وفي ختام حديثه طالب السودانيين بضرورة مقاومة بناء هذه السدود مهما كلف الامر.
هذا الكتاب في غاية الاهمية وهو يورد حقائق وارقام مهمة للغاية تفضح دعاوي نباح وعويل من يقفون وراء تدمير السودان للاغتناء من ذلك, تم طباعة الكتاب عن طريق دار شفق للنشر والانتاج الاعلامي . القائمون على أمر المنتدى يتوجهون بالشكر الجزيل للاستاذ نزار عتيق .