مقالات وآراء

تسجيل في مرمى الوطن

بلا حدود – هنادي الصديق
وما زالت مفاوضات (جوبا) تجري بين أطراف (قوى إعلان الحرية والتغيير ) والحركات المسلحة بفصائلها المختلفة واجسامها المتكاثرة يوما بعد يوم، ليعلن لنا ممثل الحكومة عضو المجلس السيادي (محمد حسن التعايشي)، تعثر مفاوضات السلام وتعيين ولاة مدنيين قبل حسم قضية السلام.
وسبق لي أن أعلنت في وقت سابق عن الصعوبات التي تواجه الباحثين الحقيقيين عن السلام، وأن هناك أصحاب قضية حقيقية هم من ينبغي للحكومة الجلوس معهم والتفاوض باسمهم، بينما للبعض الاخر مشكلة وازمة حقيقية وجود سلام في السودان، واعني الباحثين والمنقبين عن مناصب وامتيازات عبر المحاصصات الرخيصة دون وضع اعتبار لضحايا الثورة من شباب قدم حياته فداء لسلام وعدالة دون النظر لما يناله منها من كرسي او مال او سلطان. فبينما يتفاوض المتفاوضون، تظهر على السطح عمليات كر وفر كبيرة من خلف الكواليس بين قيادات بعض الاحزاب للظفر باتفاقيات ثنائية بينها وبين بعض الفصائل والحركات المسلحة.

ما يحدث الآن يشير بجلاء إلى أن فرص إحلال السلام بالسودان باتت في كف عفريت، وستترتب عليه أمور أخرى ليست في صالح الثورة، خاصة في ظل تباطؤ المفاوضات بين الفقراء، فضغط بعض الحركات ممثلة في أركو مناوي ومالك عقار ومطالبهما بضرورة ان يكون لهما تمثيل كبير في مجلسي السيادة والوزراء، لا يختلف عن مطالبهما من قبل للمجلس العسكري قبيل تشكيل الحكومة الانتقالية، اذا ما وضعنا في الإعتبار شخصية مناوي المراوغة والتي تطرح نفسها مع اي حكومة بغض النظر عن نوعها وتشكيلها، وكذا الحال مع عقار، مع الوضع في الاعتبار ان حركة تحرير السودان بقيادة مناوي لا قوات لها داخل الاراضي السودانية لأن قواته متواجدة الان تحارب بليبيا بذات طريقة تواجد قوات الدعم السريع باليمن، وقس على ذلك. اما عقار فإصراره ايضا على تواجد الحركة بنسبة كبيرة في الحكومة الانتقالية، ليس له سوى معنى واحد هو ممارسة ذات العادات السابقة بالسلبطة لتقاسم السلطة والثروة مع اي حكومة، مع الوضع في الاعتبار أيضا ان عقار ليست لديه قوات على أرض الواقع مثله مثل رفيقه مناوي.

وهنا أشير لتصريح الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني عضو وفد التفاوض ابراهيم الشيخ بعد تقديمه لاستقالته من كافة مواقعه بالعمل العام، حيث أشار إلى أن وفدا سياسيا مقدرا من كتل (قحت) ذهب إلى جوبا للقاء الحركات المسلحه بمهمة محدده هي تذليل العقبات التي تعترض مسيرة السلام،وبدلا عن ذلك حرص كل حزب منهم على توقيع اتفاق منفرد مع كل حركة وخطب ودها، تلك هي آفة النخب الذين لن يفلحوا الا في سوق البلد نحو الفجيعة، واتفق معه تماما في مقولته العميقة بأن هذا السباق المحموم والتباري في عقد الاتفاقات الثنائية، هو الذي سيفتح الباب واسعا للتقسيم والتجزئة. ها نحن نمضي على ذات الطريق والنهج الذي اضعنا فيه الجنوب، لم ننس شيء ولم نتعلم من الدروس.

هذه الحركات كلها كانت متاحه في غير منبر جوبا الذي هو مكرس لتحقيق السلام فعلام التهافت على تسجيل الأهداف المبكرة في مرمى الوطن والتي سيكون لها ما بعدها، ولم تغلبون الذاتي على سلام يعم الوطن كله؟
هلا سعيتم للقاء الحركات لاغراض حزبية في غير هذا الوقت وانصرفتم تماما للمهمة المقدسه الي كلفتم بها.

ما يحدث لجوبا ينبغي أن يتم تدارسه بحسم داخل مكونات الحرية والتغيير بعين فاحصة وعقل مفتوح يزن الأمور بحكمة تخرج البلاد من الازمة التي تعيشها بدلا عن الانزلاق بها إلى لجج لا قبل لنا بها.
الجريدة

تعليق واحد

  1. مقال تسويقي للمؤتمر السودانى وقائده الهمام إبراهيم الشيخ شريك الكيزان في السيخ وأسواق ام درمان الكبرى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..