السكر ..والعجلة

أفق بعيد

فيصل محمد صالح
[email protected]

السكر ..والعجلة

عندما يعيد الناس، وبالذات المسؤولون، استخدام حيل قديمة، أو يتحدثون عن فكرة قديمة مستهلكة وكأنهم اكتشفوها حديثا، أو يحاولون تجريب حلول مجربة وفاشلة لمشاكل مستمرة، يوصفون بأنهم يحاولون إعادة اختراع العجلة، التي تم اختراعها قبل عقود طويلة، ثم تجاوزها الناس لما هو أحدث منها. هذا الوصف يبدو وكأنه قد صنع خصيصا، مع بنسون آند هيدجز، للسودان، فما من بلد تعيد اختراع العجلة واكتشاف النار وكروية الأرض كل كم سنة، أكثر منا، وليس من بلد يجرب المجرب ويعيد اختبار الفشل ، ويعين الفاشل في إدارة مصنع صغير، مديرا لأكبر مشروع صناعي، أكثر من بلادنا هذه.
الأزمات الاقصادية تلاحقنا منذ زمن بعيد، وأسبابها معروفة، وبالتالي حلولها، وأولها الندرة، نحن نعيش باستمرار في أزمات اقتصاد الندرة، لأن استهلاكنا في كل السلع أكثر من انتاجنا، إن وجد، ولأن احتياجاتنا أكبر من دخلنا، ولأننا نملك نظاما اقتصاديا مشوها لا نظير له. يزرع المزارع الطماطم في أرضه الطيبة الخضراء الخصبة، وفي نهاية الموسم يكتشف أن الأرخص له أن يشتري طماطم مستورد من بلاد لا تعرف الزراعة، ننتج السكر ونبيعه بأسعار عالية، ثم نكتشف أن الأرخص والأوفر هو إعادة استيراد سكرنا نفسه من دول الجوار بأسعار أقل بكثير من سعر السوق.
نعيش في أزمات تموينية متلاحقة منذ السبعينات، تختلف الحكومات والقيادات، ولا تختلف التبريرات ولا سبل المعالجة…الفاشلة. يظهر المسؤول في التليفزيون ليقول إن المنتج من السلع كاف للاستهلاك، وليست هناك أزمة، ولكن هناك أزمة أخلاق لدى التجار الذين أخفوا السكر، ثم نكتشف فجأة ان الحكومة استوردت صفقات من السكر بملايين الدولارات وأن الباخرة ترسو، أو على وشك الرسو بميناء بورتسودان. لو كان المنتج والمخزون كافيا، إذن لم نستورد السكر بملايين الدولارات؟
ثم تختتم التصريحات بالإشارة لتولي جهاز الأمن الاقتصادي مهمة توزيع السكر، وهذه هي عملية إعادة اكتشاف العجلة كما جاءت في الكتب. يبيع ويوزع جهاز الأمن السكر للتجار والجمهور، ويتولى توزيع النقد الأجنبي على المسافرين، فهل هذا جهاز أمن أم جمعية تعاونية؟
تفشل الأجهزة المختلفة في المهام الموكلة إليها، ولا يحب مسؤولونا مواجهة سؤال الفشل، فيعالجون المشكلة بمشكلة أخرى، لظنهم أنها مؤجلة. من المؤكد أن هناك تدنيا في إنتاج السكر، وهناك جهات مسؤولة يجب محاسبتها على ذلك، وعلى تقديمهم معلومات غير صحيحة للمسؤولين وللجمهور. وهناك مشكلة كبيرة في التوزيع وفي الجهات الوسيطة بما يتسبب في ارتفاع سعر السكر بشكل غير مبرر، وفي بعض المرات يكثر السماسرة والوسطاء فلا يصل السكر للجمهور بالسعر العادي ولا المرتفع.
ثم هناك مشاكل في التخطيط والإعداد لاستقبال شهر رمضان الذي يعرف القاصي والداني أن استهلاك السكر يزيد فيه بنسب كبيرة، لكن كالعادة تنتبه حكومتنا للشهر الفضيل بعد مضي أسبوع من قدومه، وتبدأ في الربكة والقرارات العشوائية.
وفروا السكر بقدر كاف قبل رمضان، وابعدوا الجهات الوسيطة والمستفيدة من الأزمة، سينساب السكر لمستهلكيه بلا جهد كبير ولا تنظير من المسؤولين المقصرين.

تعليق واحد

  1. ( وفروا السكر بقدر كاف قبل رمضان، وابعدوا الجهات الوسيطة والمستفيدة من الأزمة، سينساب السكر لمستهلكيه بلا جهد كبير ولا تنظير من المسؤولين المقصرين ) . قالت ميري إنطوانت شبيه قولك ولكن مع الفارق !! فهي من أهل القصور ولا صلة لها بالمواطن وما يليه خارج أسوار القصر ، أما أنت يا فيصل فمن أهل الصحافة ومن المفترض أنك من المطلعين علي كل ما يرد فيها ، فنحن من غير أهل الصحافة ولسنا ممن يقطن في السودان الآن ، ولكننا علمنا بواسطة الصحافة كمية السكر المنتج الآن وهو في حدود 850 ألف طن وهي الطاقة القصوي لكل المصانع ، وحجم الإستهلاك مليون و150 ألف طن ، ويتم سد العجز بالإستيراد وهو مايحدث بإستمرار ، فالمطلوب هو زيادة الطاقة الإنتاجية وهو ما يجري الآن وسوف يدخل مصنع سابينا في نوفمبر المقبل بطاقة 250 ألف طن ويلحقه مصنع النيل الأزرق في 2013 إن شاء الله ، أما موضوع زيادة السعر وإختفاء السلع فهو بفعل الجشع والطمع الغير مبرر ، لذلك رسالتك الصحفية هي متابعة الأمر وتسليط الضوء والمطالبة بسن قوانين رادعة لمحاربة الجشع وليس رمي المسؤلية فقط علي الحكومة لكسب سياسي خاص .

  2. وما تنسوا الموية يا جماعة، ما في حاجة بتعكر دمي غير عدم الموية واظن كل الناس دمهم معكر بسبب عدم الموية وهي نفس الاسباب من الله خلقنا في الدنيا وما لاقين ليها حل الى يومنا هذا…

    الموية الموية يا جماعة، الموية ام طين زاتها قطعت تاني، وبقى ما عندنا لا موية بطين ولا من غير طين، ما عاوزين دعم اجتماعي عاوزين موية بطين أو من غير طين حسب الموجود…………………… موية لله يا محسنين، يا السعودية يا الكويت ويا شيخ خليفة يا الامارات عاوزين موية رسلوا لينا موية بسرعة للعطشي في الخرطوم …………… الموية ام طين او من غير طين بس المهم موية بس

  3. أين هذا الوزير الذي يضحك شديد والشعب السوداني في مغصة
    ألا تدرون هذا الباسم دائما حرامي البترول
    أين هي عبوات السكر التي دائما يتحدث بها صباح مساء
    لماذا لا يستقيل هذا الصنف من الوزراء أم انهم لايشعرون بأن الشعب السوداني
    قد بات يكرة اليوم الذي يظهرون فيه
    مابال هؤلاء الوزراء لايستحون كذابون منافقون لايقدمون سوى الكلام الغث
    ما بالهم لايعتقدون ان السياسة نصب وإحتيال على شعب كريم
    لماذا لايذهبون غير مأسوف عليهم من الجاز إلى المهدي إلى دباب الخارجية ودباب الشباب والرياضة يبدو أن الرئيس يحب هؤلاء لأنهم مثله ويتكلمون بمثل أسلوبه
    نعم مثال نافغ ولحس الكوع وآخرهم المحامي الفاشل
    في كل دول العالم لانري أبدا مثل هذه الثقافة ( ثقافة أولاد الشوارع والكاوبويات
    وكأننا مع رامبو سوداني ولماذا هذه العنتريات والجبن أمام حتى دول الجوار ناهيك عن الدول الكبرى
    بحق هذا الشهر الذي عشنا في أوله محاكمة مبارك نسألك اللهم في أوسطه وفي
    آخرة أن تعجل بهذا النظام الفاسد إنك سميع مجيب

  4. المكرم صاحب ( الافق البعيد)

    ( تولي جهاز الأمن اتوزيع السكر )

    ارتفاع سعر السكر ومرات يكثر السماسرة والوسطاء

    هناك مشاكل في التخطيط والإعداد

    وفروا السكر بقدر كاف قبل رمضان

    دا ملخص المقال ..

    ليه الحساسيه المفرطه أن يقوم جهاز من أجهزة الدوله بتوفير (سلعه) هامه

    وضروريه للمواطن فى رمضان .. المهم أن يشترى المواطن كيلو السكر فى بوادى صعيد ( الدندر ب350ج ) وبوفره واضحه والسبب تدخل الجهاز بضبط .وتوزيع

    . كان الواجب ان تقدم الشكر والتقدير لرجالات الجهاز لا الطعن والغمز واللمز ..

    المهم ياصديقى ان نشرب حلومر مطعم بالسكر ..

    ونيابة عن مواطن الدندر نتقدم بالشكر لسعادة : محمد جلال ورجالاته الكرام

    وكل رمضان والجميع بخير ..

    الدندر سنار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..