
كلام الناس
* لم أندهش عندما حياني مقرر اللجنة العليا لنفير نهضة شمال كردفان بشير محمد علي كرسي قائلاً : أهلاً أستاذ أبوالعزائم فقد ظننت أنه شاهدني في حضرة شيخي العالم الجليل سيف محمد احمد ابوالعزائم شيخ الطريقة العزمية – عليه رحمة الله – لكنه بدأ يحدثني عن شقيقي الأكبر الدكتور محمد ابوالعائم مدني وكيل وزارة الثروة الحيوانية الاسبق – عليه رحة الله – وعن عمله في الأبيض وعن بعض اثاره التي مازالت باقية هناك.
* كان ذلك قبل أن ندخل في قاعة الاجتماعات بدار النفط بالخرطوم للحضور والمشاركة في الملتقى الاعلامي الذي نظمته اللجنة العليا لنفير نهضة شمال كردفان تحت عنوان (النهضة – الطموح والتحدي)،كان هذا هو المدخل الذي أعاد لي ذكريات طيبة في كردفان الكبرى،أم خيراًجوة وبرة، ذكريات الرحلة المهنية الأولى عندما كنت باحثاً اجتماعياً بمصلحة السجون ،والتي كان مقرراً لها أربعة أشهر لكنها امتدت إلى ستة أشهر، وكما ذكرت في الملتقى : إذا لم يتم استدعاءنا للعودة للخرطوم لما عدت الى هذه (الطاحونة البشرية)التي أصبحت على ايامنا هذه (مفرمة بشرية) نتيجة لسطوة الحياة المادية والجفاف الإنساني.
* لن أحدثكم عن هذه الرحلة التي طفنا فيها عل كل ربوع كردفان الكبرى،بعد وصولنا الى الابيض بالقطار، فقد خصصت لنا عربة “كومر”حملتنا بقيادة سائقها الامباشي انذاك عبد المنعم الى أم روابة ومنها الى بارا والرهد وام كريدم والمزروب ثم عبرنا الى بابنوسة والنهود قبل ان نصل الى الدلنج وكادقلي ثم الى رشاد الجميلة.
* أتاح لي عملي الصحفي إضافة لنشاتي في عطبره وبورتسودان زيارة كل انحاء السودان التليد قبل إجراء الإستفتاء على مصير جنوب السودان الذي تسبب في تقسيم السودان إلى دولتين.
أذكر من المدن التي زرتها جوبا ومريدي وملكال في جنوب السودان وكسلا والقضارف وسواكن وطوكروأركويت في شرق الشودان كما عملت في دارفور الكبرى في غرب السودان لمدة عامين وزرت كريمة ودنقلا وشندي وبربر والدامر في شمال السودان ومدني الجزيرة في وسط السودان ..لكن تظل زيارتي الميدانية ل “كرفان الغره ام خيراً جوه وبره” عالقة في ذاكرتى لأنها أول زيارة ميدانية مهنية لي إبان عملي كباحث إجتماعي في مصلحة السجون ..
نورالدين مدني
[email protected]
أستاذنا نور الدين، لك التحية …أه يا كردفان وكما قال شاعرها الصيدح فضيلي جماع .. أه من هواك ومنى..هدهدينى إننى طفل جاء لهذه الدنيا كي يغنى.. كردفان تأسر اى قلب وتظل فيه ساكنا لا يغادر لجمالها وطيبة أهلها فمن ينسى جروبى في عهد أب قبة فحل الديوم كما يحلو لساكنى الأبيض وصفها.. من ينسى أحياء ..الناظر..الرديف وفي بارا الركابية وتخوم ود بندة ودار حمر وصقع الجمل ..وعرج بسلارا وكلوقي وهيبان ورشاد ثم أم كريدم وجريجخ وام بادر وكجمر ..ثم أم روابة والفيض عبد الله وغرب ألى الميرم والمجلد ولقاوة.. والله ديار كلها تتسابق إلى القلب. كان المرحوم عبد الحيوان يوزع مجلة الصين الجديدة مجانا وساله أحد القادمين من البادية إن كان هناك حلاوة الطحينية في مكتبته فزجره بخفة روح لا ياج ( نحنا نربى العقول لا البطون أمشى لدكان اليمانى تجد ما تريد) يوم كان بالسودان يمانية وهنود وقبط ويهود وشوام ولا يعبا بهم أحد وهم أيضا كذلك طبعا قبل غزو وهجوم المغول والتتار والهكسوس وكل بغاث الطير المتاسلمين على السودان فجر الثلاثين من يونيو المشؤوم .. ثق سيعود لتلك الواحة جمالها وللبستان البهيج ألقه وتفيض حلقات الذكر وستنهض كمبونى وتعود بابنوسة وأبو زبد محطات للقطارات ولقاءات الأحبة والعشاق وستصدع إيقاعات المردوم والكرنق…سلام على كردفان تظللها سحائب الغمام من قدير ودا مبير
نحييك استاذ نور الدين لكتابة هذه الذكريات الجميلة عن مدن السودان وخاصة كردفان هذه الارض الطيبة التي انجبت الشعراء والشاعرات الافذاذ والفنانيين والادباء كردفان هي العملاق عبد القادر سالم والعندليب عبد الرحمن عبد الله وشاعرالاكتوبريات محمد المكي ابراهيم والشاعر الالمعي فضيلي جماع والشاعر الفذ والمسرحي الحلاج والشاعر النبيل عثمان بخاري في حي القبة العريقة. لازلت اتذكر مدرسة الابيض الاميرية وساحتها الرملية الذهبية واتذكرليالي الشتاء وسوق اللبن الدافيء بقرب من سوق ابي الجهل واتذكر ظل النيمة الشامخة جوار وزارة الصحة بولاية شمال كردفان واتذكر احاديث السياسة والثقافة والفن وسيرة الفنان الراحل المقيم عبد العزيز العميري الزول له قيمة لدي الشعب السوداني ان ذكريات كردفان تمثل لوحة زاهية حلوة