الأثيوبيون يخاطرون بأرواحهم بحثا عن لقمة العيش

أسماء عبد الفتاح

قال موقع ايثيوميديا إن البلدة الحدودية بين أثيوبيا والسودان والتي تسمى المتمة أصحبت هادئة وكأن الطريق أغلق ولا يتواجد شخص في هذا المكان إلا المهاجرين غير الشرعيين، وتمثل تلك المنطقة الحدودية منطقة هامة جداً ليست لإثيوبيا فحسب بل لكل الدول المجاورة لها، فهي تعتبر واحدة من عدد قليل من المدن في مختلف أنحاء المنطقة التي تعتبر بمثابة مغذيات للتجارة المزدهرة للمهاجرين من إثيوبيا وإريتريا والصومال والسودان ويأمل كثيرون أن يشقوا طريقهم إلى أوروبا من تلك المنطقة.

وأصبحت الحكومة الاثيوبية أكثر يقظة منذ مقتل 30 مسيحيا إثيوبيا مؤخراً على يد داعش الإرهابية في ليبيا منذ بضعة أشهر، وتدعي الحكومة أنها اعتقلت 200 شخص من المهربين في جميع أنحاء البلاد، وتقول الشرطة إن هناك حوالي 28 منهم من المتمة، وتأثير الحملة واضح في هذه المدينة، حتى انخفض عدد المهاجرين غير الشرعيين بشكل ملحوظ، وأصبح من المؤسف أن يختار الناس أن يعرضوا حياتهم للخطر في محاولة للخروج من بلدهم والعمل في ظروف غير إنسانية بالخارج.

غيتاتشيو ميراه، مهاجر طموح بالغ من العمر 30 عاما يعمل بالسكك الحديدية الإثيوبية، وافق على التحدث مع الصحفيين ولكن فقط خارج المتمة، لأنه كان يخشى من الشرطة، وقال انه قام بثلاث محاولات فاشلة لعبور الحدود إلى السودان، ويحاول الآن مرة أخرى.

وأضاف ميراه والده قد عاش ومات مع والدته في فقر مدقع في قرية ريفية في منطقة أمهر، موضحا أنه حاول إيجاد فرصة مناسبة في إثيوبيا وعمل في عدة مهن، ولكنه ببساطة لا يستطيع الحصول على ما يكفي من المال لتغيير حياته أو أسرته، وقال إنه يحاول الهروب لليبيا في محاولة لكسب المال حتى يرسل المال لعائلته، وحاول التسلل ثلاث مرات من قبل، ولكن الشرطة السودانية قامت باعتقاله واعادته إلى إثيوبيا في كل مرة، وقال إنه لم يكن لديه ما يكفي من المال في جيبه لرشوة الشرطة، حتى هذا الوقت، وأضاف أنه يخطط لدخول السودان كعامل يومي في مزرعة وكسب نحو 150 دولار ?بما فيه الكفاية لرشوة? ثم محاولة التسلل إلى الغابة للوصول إلى العاصمة الخرطوم ، وختم حديثة ?أنا تعبت من العمل في إثيوبيا?، وأنا أعلم بالمخاطر التي يعيشونه من هم في ليبيا، وخاصة بعد تهديدات داعش ولكنني أريد المخاطرة بكل شيء وأجرب حظي?.

والجدير بالذكر أن معدلات البطالة انخفضت في إثيوبيا بشكل ملحوظ بنسبة 44 في المائة في عام 2000 إلى أكثر من 30 في المئة بعد عقد من الزمن، وفقا لتقرير للبنك الدولي في يناير ومع ذلك، لا تزال البلاد واحدة من أفقر دول العالم وتحكمها حكومة استبدادية، وهناك أكثر من 96% من السكان في المناطق الريفية في البلاد لا يزال يجاهدون بالكاد لكسب لقمة العيش، وفقا لمؤشر الفقر جامعة أكسفورد.

البديل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..