الدين والدولة في السودان : تفكيك الأسطورة وتأسيس البديل الحضاري

زهير عثمان حمد
في مشهد يُشبه تصدعًا حضاريًا أكثر منه مجرد سقوط سياسي، انهار المشروع الإسلاموي في السودان، لا لأنه فشل في تقديم الخدمات أو ضبط الأمن، بل لأنه قام منذ بدايته على خيانة الواقع السوداني نفسه. فمنذ الاستقلال، حاولت النخب الإسلاموية، بتجلياتها المختلفة، فرض تصورٍ أحادي لهوية البلاد، يقوم على مركزية العروبة وتديين السياسة، ورفض كل أشكال التعدد التاريخي والثقافي والعرقي والديني التي تشكل نسيج السودان الحقيقي.
فشلت هذه النخب لا لأنها لم تحكم جيدًا، بل لأنها لم تفهم السودان. قامت برؤية مشوشة استوردت رموزها من صحراء الحجاز وتاريخ الخلافة، وظنت أنها تملك “رسالة سماوية” تفرضها على شعب تعددي ممتد من نوبة الشمال إلى أفارقة الغرب وجنوبيات الأديان والمعتقدات. كان الإسلام بالنسبة لها مشروع سلطة، لا مشروع أخلاق. وكانت العروبة أداة تمييز، لا وعاء ثقافي جامع.
يقول المفكر السوداني أبو القاسم حاج حمد، أحد أوضح الأصوات في نقد هذا التيار، إن مأزق الإسلام السياسي لا يكمن فقط في أدواته، بل في بنية وعيه، الذي حوّل الدين إلى أيديولوجيا مغلقة، تنزع للسيطرة بدل الحوار، وتستخدم العقيدة لفرض الوصاية لا لبناء الدولة. في كتابه السودان: المأزق التاريخي وآفاق المستقبل، يشير إلى أن ما سُمّي “التمكين” لم يكن إلا تمكينًا للاستعلاء العربي على حساب بقية المكونات السودانية، باسم الإسلام.
هذا النهج أدى إلى انفجار الواقع. انفصل الجنوب في واحدة من أبشع تجليات الإخفاق الوطني، واشتعلت نيران الحروب في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. لم تكن هذه مجرد أحداث عنف، بل ردًّا على مشروع لم يرَ في التنوع سوى تهديد، ولم يعرف كيف يبني وطنًا من تعدد، فاختار القهر بدل التعايش.
إن تجربة الإسلاميين في الحكم كشفت عجزهم البنيوي عن تصور الدولة كمكان للكل. فبدل بناء دولة مدنية، أقاموا دولة أيديولوجية، لا تسع إلا من “ينتمي”، عرقيًا وعقائديًا، للمركز النيلي المهيمن. وهو ما انتقده حاج حمد، ودعا بدلاً منه إلى “الدولة الحضارية”، التي تقوم على المواطنة المتساوية، والتعدد الحضاري، والوعي المتحرر من سلطة التاريخ الكاذب.
في مقابل أطروحات مثل “الخطاب والحجاب” لأدونيس، التي فسّرت التخلف العربي بردّه إلى بنى الاستبداد الديني والقبلي، طرح حاج حمد قراءة أكثر التصاقًا بواقع السودان. دعا إلى تجاوز الثنائية القاتلة بين الاستلاب للغرب والاستعلاء على شعوب الهامش، وقال بوضوح إن العروبة ليست قدر السودان، وإن الإسلام السياسي ليس قدرًا إلهيًا، بل خيارًا تاريخيًا يمكن نقده ومراجعته وتجاوزه.
من هنا، تمثل ثورة ديسمبر 2018م تتويجًا لمسار طويل من المقاومة. فهي، وإن حملت شعارات معيشية، إلا أنها كانت في عمقها ثورة على مشروع الهيمنة الأحادية، وتمردًا على استلاب وعي السودانيين لحساب هوية مفروضة عليهم من “المركز”.
إن سقوط المشروع الإسلاموي لا ينبغي أن يكون استبداله بوصاية جديدة، بل يجب أن يكون لحظة تأسيس لمشروع بديل، سوداني الجذور، يعترف بتنوع أهله، وينحاز للمواطنة لا للانتماء الضيق، ويعيد تعريف العلاقة بين الدين والدولة خارج منطق الاستغلال. فكما قال حاج حمد : لا خلاص للسودان إلا بالخروج من أسر الأيديولوجيا، ومن عبودية المركزية العربية، ومن اختزال الهوية في الدين أو العرق.
اليوم، أمام السودان فرصة تاريخية لكتابة نص جديد، لا يقتبس من خارطة الخلافة أو من قواميس العروبة السياسية، بل ينطلق من تراب السودان وتاريخه العميق المتشابك، ليبني دولة تعرف أبنائها لا حسب أنسابهم، بل وفق حقوقهم وأحلامهم المشتركة.
المراجع:
أبوالقاسم حاج حمد، جدلية الأصل والفرع: الفكر السوداني بين الوحدة والتعدد، دار الأمين، 2001م.
أبوالقاسم حاج حمد، السودان: المأزق التاريخي وآفاق المستقبل، مركز الدراسات النقدية، 1996م.
أبوالقاسم حاج حمد، العالمية الإسلامية الثانية: جدلية الغيب والإنسان والطبيعة، المؤسسة العربية، 2002م.
عبد الله علي إبراهيم، الثقافة والديمقراطية في السودان، دار عزة، 2000م.
أدونيس، الخطاب والحجاب، دار الساقي، 2002م.
و كيف ستقنع 90% من شعوب السودان التي تسيطر عليها الخرافة الدينية الاعرابية بأن تأسيس نظام علماني لا يعمل على إرجاع الخلافة الإسلامية و من ثم استاذية العالم سيوردهم التهلكة و لن يضمن لهم جنان الرحمن حيث افتضاض الابكار نحت ظلال الأشجار على ضفاف الأنهار و عزف الاونار برعاية القهار ؟!!!
للاسف امثال “تجرتا” لا يمثلون السودان ولا كاتب المقال يعبر عن المجتمع السوداني المسلم، بل هم ادعيار ثقافة يحملونها ويرردون مقولاتها من غير ان يدركوا ماوراء تلك المقولات فمثلهم كمثل الحمار يحمل اسفارا ،ومن ثم يقرا “نجارتا” لك ما تسود به الصفحات ،ولم يخضع مقالة الكاتب للتحليل ويضعها تحت المجهر للتقويم،ومن ثم لا غرابة في تقليد الكاتب ويزعم بان ى الشعب السوداني واقع تحت سيطرة الخرافة الدينية الاعرابية،ولو سالته ما المراد يالخرافة التي ينسبها للدين لما تبين له مضمونها،ولا شك في انه والاتب الذي يقلده لا يعرف عن الاسلام الا اسمه ولم يقرأ للاسلام اي كاتب معتبر ،,وليعلم كاتب المقال ان الدين الاسلامي الذي نسب اليه الخرافة هو الذي هدى الشعوب في محتلف الازمنة والامكنة الى الحياة المستقيمة وبصرهم بالطريق القويم، واحرج الناس في محتلف انحاء المعمورة من ظلمات الجهل الى نور المعرفة ،وحمل من التعاليم والقيم ما يفخر به كل مسلم بل كل انسان،وفتح المجال للتعارف بين الناس ،ولم يدع المسلمون في يوم من الايام الى السيطرة على الناس واكراههم على انباع تعاليمه ،بل رفع شعار لا اكره في الدين قد تبين الرشد من الغي,،وجهر عمر رضي الله عنه بمقولته التي سارت بها الركبان ” متى استعبدتهم الناس وقد ولدتهم هم امهاتهم احرارا”. فدين هه تعليمه وهذا نهجه ياتي بعض الجهلة وينسبه الى نشر الخرافة ، ويدعو الى،مركزية العروبة وتديين السياسة،وتجاهل عن عمد دعوة الاسلام الى المساواة بين الامم والشعوب ،” ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عن الله اتقاكم ،ويقول رسوله الكريم ” كلكم لادم وآدم من تراب،وانه لا فضل لعربي على اعجمي ولا لاحمر على اسود الا بالتقوى ،” وبد هذه ياتي جاهل يزعم ان الاسلام يدعو الى التمايز الثقافي والعرقي والديني . الا قاتل الله الجهل وعمى البصيرة والضلال بعد الهدى .
للاسف فان كاتب المقال لا يعبر عن المجتمع السوداني وهويته العربية الاسلامية، بل هو تعبير عن اذيال الثقافة الغربية ودعاة التنوبر الذين يحملون افكار الغرب ويرددون مقولاته من غير ان يدركوا ماوراء تلك المقولات من مكائد واهداف ، ،والمعلقين من امثال من سمي نفسه “نجارتا”،من النوع الذي يلتهم كل ما تسود به الصفحات ،من افكار ساذجة وعبارات ركيكة،ولا يخضع قراءته كمقالة الكاتب للتحليل ،ويضعها تحت المجهر للتقويم،ومن ثم لا غرابة في تقليده للكاتب، وزعمه بان الشعب السوداني واقع تحت سيطرة الخرافة الدينية الاعرابية، ولن يقتنع بنظام علماني لا يعمل على إرجاع الخلافة الإسلامية، و من ثم استاذية العالم .،ويسخر بعبارات سمجه وبلغة هابطة من ما وعد به الله المسلمبن من جنان وحور عين ؟. !!! ولو سئل عن المراد بالخرافة التي ينسبها للدين الاسلامي، لما استطاع تعريفها او بيان مضمونها،ولا شك في انه والكاتب الذي يقلده، لا يعرف عن الاسلام الا اسمه، ولم يطلع على ما جاء به الاسلام من قيم ومعارف وانماط سلوك لهداية الانسان.
اما كاتب المقال فيبدا مقاله بالهجوم على مشروع الانقاذ ويذهب الى انه انهار،لا لانه فشل في انجازاته المادية، بل لأنه قام منذ بدايته على خيانة الواقع السوداني نفسه،فهو يقوم على مركزية العروبة وتديين السياسة، ورفض كل أشكال التعدد التاريخي والثقافي والعرقي والديني التي تشكل نسيج السودان الحقيقي .فالانقاذ فشلت لانها لم تفهم السودان،وقدمت رؤية مشوشة استوردت رموزها من صحراء الحجاز وتاريخ الخلافة، وظنت أنها تملك “رسالة سماوية” تفرضها على شعب تعددي ممتد من نوبة الشمال إلى أفارقة الغرب وجنوبيات الأديان والمعتقدات.فهو يهاجم الاسس التي ادعت الانقاذ انها اقامت مشروعها الحضاري عليها،مركزية العروبة ،والرؤية التي استوردتها من صحراء الحجاز وتاريخ الخلافة،والرسالة السماوية التي تنتمي اليها،فالهجوم هنا على الاسلام وتجربته لا على فشل التجربة الانقاذية.وخلص الكاتب الى الدعو الى تجاوز الثناية القاتلة بين الاستلاب للغرب والاستعلاء على شعوب الهامش،واصطف بصراحة مع مقولة الكاتب السوداني أبو القاسم حاج حمد بأن العروبة ليست قدر السودان، وإن الإسلام السياسي ليس قدرًا إلهيًا، بل خيارًا تاريخيًا يمكن نقده ومراجعته وتجاوزه..
ومن المعلوم ان الدين الاسلامي الذي نسب اليه الكاتب والمعلق الخرافة ،هو الذي هدى الشعوب خلال التاريخ وفي مختلف الازمنة والامكنة الى الحياة المستقيمة وبصرهم بالطريق القويم، واخرج الناس في محتلف انحاء المعمورة من ظلمات الجهل الى نور المعرفة والعلم،وحمل من التعاليم والقيم ما يفخر به كل مسلم بل كل انسان،وفتح المجال للتعارف بين الناس ،ولم يدع المسلمون في يوم من الايام الى السيطرة على الناس واكراههم على اتباع تعاليمه ،بل رفع شعار لا اكره في الدين قد تبين الرشد من الغي,،وجهر عمر رضي الله عنه بمقولته التي سارت بها الركبان :” متى استعبدتهم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا”. فدين هذه تعاليمه وهذا نهجه ياتي بعض الجهلة وينسبه الى نشر الخرافة ، وانه يدعو الى مركزية العروبة وتديين السياسة،وهذا تجاهل عن عمد لدعوة الاسلام الى المساواة بين الامم والشعوب ،” ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عن الله اتقاكم “،واغفال لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ” كلكم لادم وآدم من تراب،وانه لا فضل لعربي على اعجمي ولا لاحمر على اسود الا بالتقوى ،” ومن الجهل الفاضج القول بان الاسلام يدعو الى التمايز الثقافي والعرقي والديني . الا قاتل الله الجهل وعمى البصيرة والضلال بعد الهدى .
وهكذا فإن القول بأن الثقافة العربية والحضارة العربية ،هي السبب في الواقع المأساوي الذي تعيشه الشعوب السودانية،قول مجاف لواقع الأحداث وحقائق التاريخ. بل كان الإسلام،ولا يزال، بقيمه وتعاليمه وحضارته عامل وحدة وتآلف بين مختلف مكونات المجتمعات الانسانية ومن بينها المجتمعات السودانية، كما تشهد بذلك الممالك الإسلامية التي ظهرت خلال التاريخ السوداني، كمملكة الفونج، والممالك الإسلامية في دارفور وغيرها من مناطق السودان،.في حين أن تخلف السودان وما يسوده الآن من تفكك وتخلف، ليس بسبب الثقافة والحضارة الإسلامية، بل بسبب تفشي القبلية وسيادة العنصرية ،وافتقار الناس للشعور بالوحدة الإنسانية، التي غابت حينما ضعف الإيمان في النفوس ،وبعد الناس عن القيم الإسلامية.و عليه فلا سبيل الى نهضة تلك الشعوب، وجمع كلمة تلك المجتمعات الا بالرجوع الى القيم الإسلامية ،التي تقرر ضرورة التعايش بين الشعوب والأمم ،والإعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي بين الناس ،وتشجيع تنمية اللغات والثقافات للجماعات العرقية المتعددة، واحترامها. وسيكون ذلك عاملاً رئيسياً في تحقيق سلام دائم، وضمانة وحيدة أن لا تستغل جماعة عرقية أو ثقافية منفردة الدين واللغة ،كي تعطي ميزة لوضعها الإجتماعي والإقتصادي،كما هو حادث الآن.”والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون”.
د. احمد الجلي،، كيف لاحد من البشر ينال الدكتوراة وهو::
يصدق ان بشرا صعد للسماء ببغلة وجلس مع كائن ليصير نبيا
يصدق في القرن العشرين ان دينه يحلل استرقاق البشر
يصدق ان دينه يجيز زواج الاطفال
يجيز القتل والقتال في عصر لا يوجد به مضاد حيوي او مخدر
يجيز قتل النساء رميا بالحجارة
يقطع الايدي والارجل دون مراعاة ما بعد القطع والبتر
ومئات الالاف من الشواهد بان هذا الدين مجرد كابوس في عقل انسان مريض بالسلطة واستحواذ النساء