القطن المحور وراثيا.. تكرار الفشل

تقرير: رابعة أبو حنة
ما زالت الجهات الحكومية تصر على التبشير بضرورة زراعة القطن المحور وراثيا، وتستورد تقاويه؛ بغرض بيعها للمزارعين- رغم أنف المزارعين- الذين تكبدوا خسائر فادحة حيث تراكمت الديون على المزارعين الصغار؛ بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج خاصة التقاوى حيث يبلغ سعر كيلوغرام البذرة 67 دولاراً بينما يحتاج الفدان إلى 8 كيلوغرامات، أي 536 دولارا للفدان الواحد بالمقارنة مع كلفة التقاوى العادية التي لا تتعدى الدولار الواحد هذا “بالإضافة إلى أنه مع مرور الزمن وتوسع التجربة في مناطق الزراعة المطرية الهامشية قلت إنتاجية القطن المحور، وارتفعت فاتورة المبيدات لمكافحة آفات جديدة لم تكن منظورة، وظهور مقاومة للديدان اللوز ضد سموم القطن المحور الذي صمم أساسا لمكافحتها، ونجد أن خبراء حذروا من “مخاطر التحوير، وتوقعوا ظهور نباتات غازية جديدة تؤثر على المحصولات المزروعة، ونمو حشائش يصعب مكافحتها، واختفاء سلالات تركيبة وراثية محلية، والتي تعدّ موارد وراثية مهمة، وظهور سلالات جديدة مقاومة وأكثر شراسة من الآفات العادية”؛ هذا أدى إلى “تحطم الاقتصاد الزراعي المحلي تماماً في بضع سنين مع خسائر كبيرة لصغار المزارعين الهامشيين”؛ مما دفع لجنة الزراعة في البرلمان إلى إصدار تقرير في أغسطس 2012 بعنوان “آفاق وتأثيرات زراعة المحاصيل المحورة وراثياً”، الذي أوصى “بالوقف الفوري لكل التجارب الحقلية للمحاصيل الزراعية المحورة وراثياً”.
بروفيسور أزهري عبد العظيم حمادة المدير السابق لهيئة البحوث الزراعية قال لـ (التيار) أمس: في السابق كان اعتراضنا ليس على زراعة القطن المحور، لكن كان الاعتراض على عدم وجود قانون يحكم المواد المحورة وراثياً، هنالك إشارة فقط في قانون 2001؛ لذلك اعترضنا على عمل أية تجارب بدون قانون، كنا نتحدث عن مخاطره، والمتعافي يتحدث عن نجاح التجربة في أمريكا والصين، هذه بيئات مختلفة، متأكدون تماماً من أن الإنتاجية تكون عالية جدا، والقطن المحور فيه مادة تقتل حشرة دودة اللوز ،هنالك تجارب فاشلة جدا للقطن في الهند وباكستان وأفريقيا الوسطى، وتساءل أزهري عن بذرة اللوز أين اختفت؟، وطالب رئيس جمعية حماية المستهلك بالإجابة عن هذا السؤال، منبها إلى أن البذرة لا يمكن أن تصلح لإخراج زيت منها؛ لأنها محورة وراثيا، وإذا فعلت الدولة ذلك فهي مسؤولة عن ما يترتب عن ذلك.
أما الباحث بهيئة البحوث الزراعية دكتور الطاهر إبراهيم فأكد خلال حديثه (للتيار) أن أي محصول محور وراثيا تكون هنالك مشكلة في زراعته، وإنتاجه؛ لذلك من الضروري جدا عمل دراسات وافية، وتقييم كامل للمخاطر التي تنجم عنه، وذلك حسب ما هو موجود في قانون السلامة الحيوي، وبعد الاطمئنان على عدم وجود مخاطر على البيئة، وصحة الإنسان، يمكن زراعته، منبها إلى أن خطورته تتمثل في تهديده للتنوع الوراثي الطبيعي لنباتات ومحاصيل موجودة منذ الخلق، ولا بد من المحافظة عليها، وذلك لتأقلمها مع البيئة المحلية، التي يؤدي إطلاقها إلى تدهور في التنوع الطبيعي؛ مما يؤدي إلى قتل الحشرات والطيور، إضافة إلى خطورته، التي تكمن في قتله لدودة اللوزة، مما يؤدي إلى خلق سلالات جديدة أكثر شراسة وتصيب باقي الأقطان الأخرى التي كانت تكافح بالرش سابقاً.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..