مقالات سياسية

حول تحفظ السودان على قرار الجامعة العربية الخاص بسد النهضة

جعفر عبد المطلب

تحفظ السودان علي الزج بسد النهضة في جدول اعمال الجامعة العربية فيه حكمة نري وجوهها كما يلي :
اولا : اتمني ان يكون قرارا وطنيا حرا ومستقلا مبنيا علي مصلحة السودان العليا ومعبرا عن السيادة الوطنية للمرة الاولي – تلاحظون انه يمثل صفعة في وجه دول المحور – الله يستر !

ثانيا : هذه قضية فنية بحتة ما يزال الجدل حولها محتدما بين الدول الثلاث وليس من المصلحة تدخل اي طرف في مسارها الذي لم ينته بعد لاسيما عندما يكون هذا الطرف هي جامعة الدول العربية !

ثالثا : لا ينبغي تحويل قضية سد النهضة “الفنية ” الي قضية “سياسية” يتعاطها السياسيون في الجامعة العربية وهم لا يعرفون ما يحيط بها من مشاكل وملابسات وحيثات ذات طبيعة فنية تخصصية .

ثالثا : ليس من الحكمة إثارة هذه القضية الحساسة في اروقة الجامعة العربية والوقوف مع طرف ضد الطرف الآخر . بغرض تحويل القضية الي مواجهة سياسية وشيكة بين الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي لايحمد عقباها ،لاسيما والمجتمع الدولي يسعي لاهثا لإحتواء بؤر الخلاف ونزع فتيل المواجهات في هذا الاقليم المضطرب أصلا ، وليس مستعدا لخلق المزيد من التوترات والازمات !

رابعا : هل كانت الجامعة العربية ستقبل ان تستعين اثيوبيا بالإتحاد الافريقي وتطلب منه إدراج سد النهضة وهو موضوع فني بحت ضمن جدول اعماله لينقاشه سياسيا من قبل اعضاء الإتحاد ؟

خامسا : الموضوع ليس له علاقة بجلدية ( عربي / افريقي) المتداولة بشراهة في وسائل التواصل الإجتماعي، تداولا فجا وسطحيا من قبل الكثيرين وفيهم مثقفون ينادون بخروج السودان من الجامعة العربية كانما الجامعة العربية مقهي يدخله رواده متي ما أرادوا ويخرجون منه عندما ياتون وطرهم من القهوة !
إذا كانوا هؤلاء المنادون بخروج السودان من الجامعة العربية مبررهم رد فعل تدخل دول المحور في شان الثورة السودانية ،فكان ينبغي ان تمتلك حكومة الثورة قرارها الوطني وتردع كل من يتدخل في شان السودان الداخلي ، دون المنادة بخروج السودان من الجامعة العربية وهذه دعوة فيها عنصرية مهما كانت دوافعها . نحن السودانيون امه تختلط فيها وتتمازج عناصر العروبة والمستعربة والزنوجة والافريقانية والنوبية وغيرها من الاعراق والإثنيات لتخلق هويتنا “السودانوية ” وبهذه الهوية الجامعة نكون عضوا في الجامعة العربية وفي الإتحاد الافريقي وفي منظمة الإيقاد وفي غيرها من المنظمات الأممية .

جعفر عبد المطلب

‫2 تعليقات

  1. للأسف الجامعة العربية مقرها مصر .. ومصر وأثيوبيا صاحبتا خلاف في مسألة ملء السد لذلك اذا ادخل هذا الجدل إلى أروقة الجامعة العربية سينظر إليه الجميع بأنه توظيف مصر لوضعها الإستراتيجي من حيث وضع يدها على القرار العربي .. واذا حدث ذلك قد يصنع لوبيات أخرى تتعشم في مصالح لها في سد النهضة إسرائيلية افريقية أمريكية وقد يعجل بخطف الدور الاستراتيحي لمصر في وسطها الإقليمي .. لا زلنا منظر أدور الجامعة العربية ومصر في ليبيا بنظرة الريبة حيث تعمقت الجراح الليبية بعد وضعها على منضدة التشريح العربية غير المعقمة من النوايا الملتوية.

  2. استاذنا الجليل جعفر….لك مني الف سلام
    دخول السودان الجامعة العربية جاء بقرار من النخبة السياسية عند استقلال السودان بدون استشارة الشعب السوداني الذي كان شيئا اساسيا لان عروبة السودان ليست كباقي الدول العربية فيها شد وجذب من مكونات الشعب نفسه, فالاستفتاء باستشارة الشعب في الأمر كان أمرا حسنا ان اتخذ وقتها…… فلماذا لا يجري الآن حتى يقف هذا الجدل الذي استمر كثيرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..