من اين سيبدأ ايلا

ولاية الجزيرة.. تسعة حكام مضوا وها هو د. محمد طاهر إيلا (يتم تعيينه) الذي جاء من ولاية البحر الأحمر لوسط السودان.. ولكن من أين سيبدأ إيلا مهامه؟ هل قرأ الرجل كتاب ولاية الجزيرة، ذلك الكتاب الذي يحتوي على آلاف الصفحات والملازم التي تشتت وهي لا تحمل أرقام ولا عناوين فقط هي ولاية الجزيرة عدد سكانها أكثر من أربعة مليون نسمة جاءوا من شتى بقاع السودان، تحتضن أكبر المشاريع الزراعية في السودان ذلك الذي انهار وهوى بفعل فاعل ولم يبق منه شيء غير تلك الذكرى وحديث الناس والحكومة المركزية التي تتمنى في خجل أن تعيده إلى ما كان عليه.. فهل للتمني وجهاً أم أنه كالذي يقرأ كتاب ويرى بعينه تلك الكلمات والجمل ولا يفهم المعنى ثم يطويه ويرميه.
هل سيبدأ إيلا بجمع صفحات ذلك الكتاب من محلية الكاملين وعيناه تنظران نحو الباقير وتلك المصانع التي توقفت وتعطلت بسبب الرسوم والجبايات الباهظة وخروج مشروع الجزيرة من العملية الإنتاجية ثم يرفع نظره تجاه مصانع جياد بحثاً عن حقوق ولاية الجزيرة في تلك المصانع التي شيدت على أرضها وحدودها ولم تجد من يسأل عن تبعيتها.. أم إنه سيفتح ملفات الأراضي بمحلية الكاملين التي دار حولها الكثير من الجدل، ثم يخطو خطوة نحو مدينة الحصاحيصا هذه المدينة التي ترقد على حفرة الموت وتتلوى كالثعبان الذي قطع رأسه.. مدينة تستنشق روائح بقاء المبيدات الحشرية والزراعية التي دفنت داخل أرضها ليقع نظره على تلك المساكن التي تمددت داخل محالج الحصاحيصا وسميت بمخطط النقر الإسكاني! كيف تم ذلك ومتى؟
د. إيلا طريق الخرطوم مدني.. قد لا تحس بصعوبته وتلك الحفر والمطبات لأنك تجلس على كرسي وثير وعربة ذات إطارات عريضة وهي تطوي الأرض طيا.. ولكن أنظر ماذا عن تلك القرى المتناثرة هنا وهناك.. لا توجد بها مراكز صحية مكتملة ولا مدارس يشار إليها بالبنان فقط مباني متهالكة تطلى كل عام حوائطها بالدهان والبوهية وترفع عليها قطعة من القماش مكتوب عليها إحدى الوثبات.. حكاية..
هل ستبدأ بالمستشفيات.. الكاملين.. أبو عشر الحصاحيصا وتتجه نحو عاصمة الولاية ودمدني مرحباً (ابتسم أنت بودمدني).. المدخل تقاطع الكريبة وكبري البوليس.. وماسأة مدينة ودمدني الجديدة.. سوقطرة وهذا الملف الغريب العجيب ذو الرائحة النتنة التي أزكمت الأنوف.. أقبض.. أضبط.. لا حديث.. أنت الآن بالقرب من السوق الشعبي.. أرض مواصلات الجزيرة آلاف الأمتار باصات قديمة وجديدة.. توقف ولو دقائق.. سؤال كيف؟ ولماذا؟ ولمن؟ ثم انطلق لا تستغرب ولكنك ستعرف.
شارع النيل محلية ودمدني الكبرى.. مستر أب كولن عام 1953م.. التهمتها النيران في 28/11/2011م واحتار القوم في كيف إخماد تلك النيران.. النيل على بعد 150 متر تقريباً وهنالك عدد أربعة مواقع للمياه (بلف) ولكنهم أغلقوا تلك.. إلتهمت النيران الطابق العلوي وكان السبب (أم سيسي) لعنة اللـه عليها وطوي الملف وأخيراً وبعد تفكير وبمشاركة مهندسين كان الزنك هو السقف وشوه المبنى بفعل أفكارهم وبطونهم وجيوبهم.
مرحباً بك أمانة الحكومة.. الاستقبال رايات.. تكبير تهليل.. كاميرات تصوير.. إعلام.. حكومة وصحافة.. إيلا وصل.. إيلا وصل.. إنهم هم نفس الشخوص.. نفس الجماعات.. نفس الجلاليب والعمم والسفاري.. الملتفون حول الحاكم تسعة حكام وأنت آخرهم.. آخر رجل وآخر رصاصة.. كل يحاول الوصول لكتف الوالي ويمد يده سلاماً.. ويحلف قسماً من بعد ذلك بأنه رأى الوالي بداخل مستشفى ودمدني متنكراً في ذي الحجاج ابن يوسف.. ليقوم بطرد مدير المستشفى والمدير الطبي ويقيل وزير الصحة وإنه كان مع الوالي بقصر الضيافة في حديث خاص وقهوة (جبنة) خاصة جداً.
ماذا أنت فاعل د. إيلا لا خيار أمامك غير الحوار مع كافة القيادات والمكتب القيادي بالمؤتمر الوطني الذي يتصارع حول البقاء أو الموت.. كل النفوس غير راضية كل يطعن الآخر من الخلف وأنت رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالولاية وإن كان ذلك لا يصب في صالح الولاية فهي نفس الحفرة التي سقط فيها الذين جاءوا من قبلك منتخبين أو مكلفين، فالمكتب القيادي يموج في الصراعات حيث خرج العديد منهم اتجاهاً نحو الخرطوم ولم يبق إلا الذين وجدوا أنهم إذا خرجوا خسروا.. فالبقاء أفضل استقبالاً للوالي القادم من الشرق.
والي الجزيرة.. من أين ستبدأ ومع من ستجلس.. اتحاد المزارعين الذي انتهت ولايته 2009م أو تحالف المزارعين أم الحراك.. أم.. أم.. فكيف لك أن تجمع هذه التيارات التي كل منها تمسك بطرف الحبل بقوة والمركب في وسط النهر، ومشروع الجزيرة قومي.. ووالي الجزيرة.. عضو في إدارة المشروع لا قرار له في كيفية إصلاح ما أفسده الآخرين فقط يسمع رأيه وقد لا يؤخذ به.
خمة نفس.. ولاية الجزيرة ثمانية عشر مدينة وعدد من القرى والمساكن العشوائية والكنابي أولهما عاصمة الولاية ودمدني.. الثقافة والرياضة والفن.. خرجت من كل شيء وضربتها المسكنة حيث ضاع الريف وهجر الكل الأرض صوباً تجاه المدن ومنهم من ضرب الخلاء بحثاً عن الذهب وآخرين فضلوا الغربة حيث جفت المستشفيات من المختصين والأطباء وخلت المراكز الصحية من الممرضين وماتت النساء في القرى لعدم وجود قابلات وانهارت البنية التحتية للمدارس الحكومية لا دورات مياه ولا مياه صالحة للشرب ولا إجلاس وكتاب مدرسي ومدرس وتفشت العطالة بسبب انهيار مشروع الجزيرة وغيره من المشاريع والمصانع المصاحبة فهل سيعيد د. إيلا لولاية الجزيرة مجدها وتشكيل حكومة متجانسة تخطط، ماذا تريد؟ وماذا ستفعل؟ أم أنه سيقرأ الكتابة من نهايته (بالمقلوب) سطراً سطراً لتنتهي الرواية بموت ولاية الجزيرة وإنسانها حيث أنه قرأ الرواية من الفصل الأخير.
خمة نفس.. ولاية الجزيرة ليست البحر الأحمر حيث لا موارد بها ولا أرصدة مالية ببنوكها غير تلك الجبايات والرسوم التي أثقلت كاهل المواطن لقد بيعت الأراضي والمربعات والتف اخطبوط الفساد حول عنقها.. فهل سيترك الوالي ما هو قومي للمركز ويتجه نحو البطانة ويبحث عن الحلول! لاستجلاب رأس المال من الداخل والخارج؟ أم أنه سيرفد خزينة الولاية بزيادة الضرائب والجبايات والرسوم والغرامات فالوقت يسرع والكل يسأل من أين سيبدأ إيلا؟ مشواره مع ولاية الجزيرة فإنها آخر رصاصة وآخر رجل، فقد ترتفع خمة النفس ويصعب علاجها بالداخل والخارج، ويدفن الجميع في حفرة يكتب عليها المسكوت عنه إلى الأبد.
عبد الوهاب السنجك
[email][email protected][/email]
ياالسنجك قبل ايلا كتبتو ولاية الجزيرة احسن ولاية وازهري وناسو هم المنقذين وطبلت للزبير من قبل ياخي خليك صادق
ان ما حدث من دمار شامل لولاية الجزيرة لايمكن اصلاحه بل من المستحيل جدا ? لن يفعل ايلا شيئاً جديداً لانه ببساطه لاتوجد امكانيات مادية للاصلاح ، الخراب يطوي كل الاماكن والبيوت حسبنا الله ونعم الوكيل
سوف يبدأ اللغف من بتري
ان ما حدث من دمار شامل لولاية الجزيرة لايمكن اصلاحه بل من المستحيل جدا ? لن يفعل ايلا شيئاً جديداً لانه ببساطه لاتوجد امكانيات مادية للاصلاح ، الخراب يطوي كل الاماكن والبيوت حسبنا الله ونعم الوكيل
سوف يبدأ اللغف من بتري