الطفولة المجنى عليها عمدا !!

فى معظم دول العالم بما فيها الثالث اصبح للطفولة الوزن والكينونة بل تعد معـــالجة القضايا المرتبطة بالاطفال ومستقبلهم ذات اولــــوية قـــصوى ومن الاهـــمية بمكان فالاعلام فى معظم هــــذه الدول يسلط الضوء بكل مصداقية وشفافية على ضرورة الاهتمام بالاطفال بل ترسم الخطـــط طويلة المدى لخلق اجيــــال تستطيـــع ان تبنى وتتقدم وتطور اوطانها.
انها الطفولة البريئة ايها الاعزاء التى يجب ان تزال من امامها العوائق وتخفف حدة الخلافات ويبنى لهم واقع امن غير مهشم ومدمر كما هو حالنا اليوم .
واقعنا اليوم يقول : اقتصاد متداعى وانانية متناهية من حكام ضعاف فى بلد تمزقها الحروب القبلية التى تحرق الاخضر واليابس الاف الاسر تشرد فى العراء ولايجدوا ملجأ الا المزيد من الخوف والتغريب والزعزعة والهوان .
تفقد هذه الاسر اهم ركيزة وهى الاحساس بالامان فكيف يكون واقع اطـفال تتجاذبهم الحروب ويقتلهم الاهمال وتشردهم المجاعات.
تتسلط الحكومة برعونتها وسياساتها الخـــرقاء فتصب الزيت فى النـــار اوكما هــــو ديدنها تفقد بسبب رعونتها اقوى الحلفاء واقرب الاصـــدقاء فيتضائل بسبب تهورها الوضـع الاقتصادى اكثر ويزداد الغلاء تفاقما فتســوق المـــواطن والـــوطن المسكين الى حضيــض الفشل متخبطا لايدرى الانسان السودانى من اين يبدأ وكيف والى متى يستطيع ان يصمد ويطعم اطفاله اويجد مايسد به رمقهم .
السوق يتمدد ويسحق تحت وطأته امكانيات الاسر الهزيلةالتى تشكـل الغالبية العظمى من الشعب السودانى فاين موقـــع اطفال تدفع بهم الاحوال المتدنية والواقع الاســود الى مستقبل مظـلم اكثر قتــامة وحلكة…
ان البندقية والمواجهات العسكرية لن تحسم يوما …قضيـــة لكن الواجب يملى علينا جميعا كشعب له قضية فى غاية الخطورة ان نكون او لا نكون.
قد بلغنا مرحلة مادون الصفر فعلينا بالتحرك الايجـابى لتغيير هذه الواقــــــع فالامر جلل والكــارثة الحقيقية اكبر من حجمها المنظور .
السودان داخل النفق الضيق الان وكلما توغل اكثر اصبح الخروج الى بر امان صعبا وقاسيا واول من يدفع الثمن الاطفال.
ان ما يترتب على الزيادات التى كملت الناقصة من ارتفــاع غيرمسبـــوق لكل السلع الاستهلاكية الضرورية يجعل الوضـــع المتفاقم اصلا لا يطاق وان ابسط ســعر لدواء واحد من الادوية الضرورية المخصصة للاطفال يكاد يعــادل رواتب عامل لمدة لا تقل عن ثلاثة ايام او اكثر…
اننى اعلم ان الحديث عن واقــــع الحال مر ولكن السكوت عنه سيكــــون اكثر مرارة والما خاصة و التداعيات الاخيرة للنكبات ترسم المستقبل المجهول وتضــع خارطــة الطريق المعقد للاجيال القادمة.
منتصر نابلسى [email][email protected][/email]