وفي بنك السودان أيضاً

قبل سريان شائعة إعفاء محافظ بنك السودان بساعات دفعت بمقالي الراتب للنشر، ولكن سحبته بعد أن نما إلى علمي أن قراراً صدر قضى بإعفاء محافظ بنك السودان، وها أنذا أعود للمقال بعد نفي شائعة “الإعفاء” التي في نظري وجدت أن كل الظروف مهيأة لها تماماً… وهذا هو نص المقال:

الظروف الاستثنائية تحتاج إلى شخص استثنائي لتطويعها والخروج من مطباتها وتخطي منعرجاتها ومتاريسها وتعقيداتها، فالسفينة التي تُبحر وسط الرياح والأعاصير وتتقاذفها الأمواج العاتية تحتاج إلى رُبّان ماهر دون شكٍّ ليعبر بها إلى شاطيء الأمان.

وظروف السودان الاقتصادية الاستثنائية الحالية تحتاج إدارات اقتصادية استثنائية، لا أفندية نظريات “العرض والطلب” فهذه حتى غير المتخصصين يعرفونها، فأصحاب هذه النظرية نحتاجهم في الظروف العادية، لا الاستثنائية التي تُحتم النظر والتفكير خارج الصندوق… إدارة اقتصاد السودان اليوم تحتاج إلى كفاءات استثنائية، تُفكر بشكل مختلف جداً وخارج صندوق النظريات الاقتصادية المألوفة… نحتاج إلى كفاءة نادرة لقيادة الوزارات والمؤسسات الاقتصادية، ولقيادة الإدارة الاقتصادية ككل للخروج من عنق الزجاجة… وبالأخص نحتاج إلى كفاءة نادرة لقيادة بنك السودان نظراً لأهميته وخطورة المسؤولية التي يضطلع بها في زمن الفوضى المالية…

والحق أني مهدت بهذه المُقدمة لأقول إن إدارة بنك السودان الحالية تحتاج إلى إعادة نظر ليس تقليلاً من كفاءة محافظ البنك الحالي، ولكن أقولها بكل صراحة إن الظروف الاستثنائية الحالية التي يشهدها الوضع الاقتصادي الآن بحاجة إلى كفاءة نادرة، وخبرات تراكمية وقيادة استثنائية لبنك السودان تُمكنه من الهيمنة على كل المصارف والتحكم في السياسات النقدية.. وفي رأيي أن الإدارة الحالية لبنك السودان غير مؤهلة بما يكفي للخروج من الأزمات الراهنة، ولعل التضارب الحاصل الآن في إصدار القرارات والتراجع عنها، و”الربكة” الحادثة الآن كلها مؤشرات تعكس بصورة أو بأخرى ضعف إدارة بنك السودان، وهل من دليل على ضعف إدارة البنك المركزي أكثر من المخالفات المالية التي ترتكبها كثير من المصارف في وقتنا الراهن… وهل من دليل على ضعف هذه الإدارة أكثر مما حدث من شح في السيولة ومنع أصحاب الودائع من سحب بعض أموالهم، وما حدث من تضارب في الأقوال والتصريحات في هذا الأمر…

أما ثالثة الأثافي فتكمن في تخبط سياسات البنك تجاه التعامل مع الذهب… وفي تقديري أن بنك السودان الذي ينشط الآن في مكافحة تهريب الذهب هو نفسه الذي شجع المنتجين في الفترة السابقة على التهريب بما يفرضه من سعر زهيد يقل بكثير عن السعر العالمي، وفي رأيي أي إدارة اقتصادية لا تعي أهمية تشجيع وتحفيز المنتج المحلي فهي في نظري فاشلة تستوجب إعادة النظر فيها… أختم مقالي وأقول في تقديري أن المعالجة تُحتم أيضاً إعادة النظر في محافظ بنك السودان لتتسق المعالجات مع بعضها وليشد بعضها بعضاً… اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة

تعليق واحد

  1. والله انا في راي لو مسك محافظة بنك السودان المركزي
    دكتور محمد خير الزبير والله الازمة البعاني منها بنك السودان والحالة الاقتصادية الراهنة كانت اتحلت فهاذا الرجل يمتاز بالنزاهة
    والامانة في العمل نتمنا اين يعيدوه الي منصبه ففي جعبته الكثير
    لخدمة هاذه البلد اذكر قبل طرح الموازنة الحالية عدة اشخاص اقتصاديين قدموا موازنتهم اختيرت الموازنة حقت دكتور محمد خير الزبير ولاكن لا اعلم ما الذي حدث ارجوا من فخامة الرئيس عمر حسن احمد البشير اعادة النظر في هاذا الرجل المقام

  2. اري انه من باب اولي اعادة النظر في اعادة فطاحلة الجهاز المصرفي والكفاءات النادره التي احيلت الي الصالح العام بدون وجه حق حتي ولو من باب مستشارين

  3. المشكلة ليست بمحافظ البنك المركزي او وزيرالمالية . الكارثة هو السيد الرئيس الذي يراس الاقتصادين ويامرهم بتنفيذ توجيهاتة الهو في الغالب امنية ومتعارضة تماما مع التوجهات السليمة لدي المختصون . فلا اعتقد بان السيد ادم اسميس نفس يستطيع انقاذ الاقتصاد السوداني

  4. والله انا في راي لو مسك محافظة بنك السودان المركزي
    دكتور محمد خير الزبير والله الازمة البعاني منها بنك السودان والحالة الاقتصادية الراهنة كانت اتحلت فهاذا الرجل يمتاز بالنزاهة
    والامانة في العمل نتمنا اين يعيدوه الي منصبه ففي جعبته الكثير
    لخدمة هاذه البلد اذكر قبل طرح الموازنة الحالية عدة اشخاص اقتصاديين قدموا موازنتهم اختيرت الموازنة حقت دكتور محمد خير الزبير ولاكن لا اعلم ما الذي حدث ارجوا من فخامة الرئيس عمر حسن احمد البشير اعادة النظر في هاذا الرجل المقام

  5. اري انه من باب اولي اعادة النظر في اعادة فطاحلة الجهاز المصرفي والكفاءات النادره التي احيلت الي الصالح العام بدون وجه حق حتي ولو من باب مستشارين

  6. المشكلة ليست بمحافظ البنك المركزي او وزيرالمالية . الكارثة هو السيد الرئيس الذي يراس الاقتصادين ويامرهم بتنفيذ توجيهاتة الهو في الغالب امنية ومتعارضة تماما مع التوجهات السليمة لدي المختصون . فلا اعتقد بان السيد ادم اسميس نفس يستطيع انقاذ الاقتصاد السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..