والحال هذه، فإنها لم تسقط بعد، إذ إن حكومتنا تغض الطرف عن (كوز من الوزن الثقيل) يقلق راحة المناضلين في ديوان الضرائب..!
هذا المسؤول يقبع داخل الديوان (كيّة في الثورة والثوار)، يقرر مصائر العاملين فيه كيف شاء .. قد يقول قائل إن مثل ذلك يمكن أن يتم دون علم قادة الثورة، دون علم وزرائها، ولكن .. ألا تعلم لجان المقاومة، ولجنة إزالة آثار التمكين، أن (كورونا الكيزان) تقبع في دواوين الدولة، وبتحديد أدق داخل كل الصحف!؟
دعكَ من الصحف.. قد يقول قائل إنها قطاع خاص يتبع لموالي البشير.. لكن ما قولكم في ما يمكن أن نسميه بمؤسسات الإعلام الرسمي، من مكاتب وزارات، إذاعات، وتلفزيونات؟
دعك من كل هذا .. هل يستطيع وزير الإعلام أو وكيله.. هل يستطيعان وصف شعورهما الدافق، إذا ما اضطرهما الواجب المهني، للعمل تحت إمرة كوز (كامل الدسم) بمواصفات رئيس تحرير!
وما موقف العارف بالله، مولانا وجدي صالح، إذا ما وقعت عينه في عناوين بصحف الخرطوم، ما زالت ترمِّز (عكسياً) في مدح النظام البائد، الذي يصر أحدهم على تسميته بـ(السابق)؟
ربما يطل علينا مرة أخرى لتأكيد رغبات الثورة في تطهير الإعلام من (كورونا الإخوان) بالقانون، أم يطالبنا بالمزيد من الصبر؟
وتأمل معي – عزيزي القارئ – ما يحدث داخل ديوان الضرائب، فقد أصدرت لجنة تجمع المهنيين بالديوان ما يلي: (المجد والخلود لشهداء الوطن، شهداء الواجب، شهداء راية حرية سلام وعدالة. التحية والتجلة وعوداً حميداً وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين وعوداً حميداً لكل المفقودين.. يعترينا الحزن والأسى على ثورة تأكل بنيها الشرفاء، الذين ما خرجوا إلا من أجل وطن ينعم أهله بنعمة الحرية والسلام، لأجل ذلك تقدموا الصفوف يشق هتافهم عنان السماء، بين زخات الرصاص، وتحدياً لآلة القمع والتنكيل..
بالأمس وفي محاولة لإعادة سيرة عهد مضى، خرج علينا الأمين العام للديوان، بكشف تنقلات غريب يستهدِف من عضوية من تجمع المهنيين، الآتية أسماؤهم:
عبد الفتاح خليل، عضو اللجنة التمهيدية / محمد فضل عبد الله، عضو اللجنة التمهيدية / صابر العاقب، عضو اللجنة التمهيدية.. كما استهدف الكشف الناشطين مناديب المكاتب : وهم /عمر عثمان محمد / حاتم بشير محمد / طارق السر محمد.. استهدفهم في تنقلات يريد من خلالها كسر شوكة النضال.. هذا الصنيع يدل على بُعد هذا الأمين العام عن أهداف الثورة، ولذا اجتمعت اللجنة التمهيدية بكامل عضويتها وخرجت بالقرارات الآتية :
أولاً : شجب وإدانة هذا الاستهداف المتعمد لعضوية التجمع بالنقل والتهديد.
ثانياً : براءة منسوبي اللجنة من علمهم بأي ترتيبات لإصدار هذا الكشف الغريب، والذي قصد به شق صف اللجنة، فجاءت ردة الفعل بعكس ما أرادوا.
ثالثاً : مخاطبة جميع مكونات الثورة /تجمع المهنيين / قوى الحرية والتغيير / وزير المالية ومجلس الوزراء، مرة بعد أخرى لمتابعة المذكرات السابقة والتي تطالب بتغيير الأمين العام، طالما نصب نفسه جلاداً للثوار.
رابعاً: دعوة جميع العاملين بالديوان للاحتشاد عند الحادية عشرة من صباح الأحد 15 مارس، في وقفة احتجاجية نؤكد من خلالها أننا سنظل سنداً لحكومة ثورتنا، خداماً لشعبنا حافظين لعهد شهدائنا، لن نحيد عن الطرق حتى تبلغ ثورتنا أهدافها.. انتهى.
عبدالله الشيخ
آخر لحظة
