مثقفو الخرطوم … حيرة في مواجهة الانفصال

"السودانيون في حالة تثير العطف والإشفاق، فكل يوم يمر تقترب الكارثة خطوات، والمواطن وحكامه لا يعرفون حلا، ولا يبقي غير الانتظار"
هكذا كتب الدكتور حيدر إبراهيم، احد المثقفين السودانيين الذين قدموا إسهامات متميزة على الساحة الثقافية السودانية طوال أكثر من عقدين، في مقال له نشر مؤخرا، متحسرا على واقع السودان من جهة وعلى حال الحيرة والعجزة التي تتملك المثقفين السودانيين حيال الاستفتاء الذي سيجري في التاسع من يناير القادم لتقرير مصير جنوب السودان.
لا احد في الخرطوم أو غيرها يشك في أن الاستفتاء الحر النزيه ? إذا جري ? سيؤدي لانفصال الجنوب عن الشمال وإنشاء دولة مستقلة في جنوب السودان. وبالرغم من ذلك تتصرف السلطة السياسية كأنها فوجئت بالأمر ليلة الأمس، وأنها ستتدارك الوضع وتعيد الأمور لما تعتقد انه نصابه قبل يناير القادم موعد الاستفتاء.
احمد الطيب عبد المكرم رئيس القسم الثقافي بجريدة الخرطوم والناشط في الحقل الثقافي السوداني منذ سنوات، زار هولندا مؤخرا وتحدث لإذاعة هولندا العالمية.
يقول عبد المكرم:
" للأسف واقع الانفصال قد أصبح حقيقة بالرغم من أن عملية الاستفتاء نفسها ما زالت على بعد بضعة شهور. هذا الخيار كان متوقعا منذ خمسة سنوات لكن لم يتعامل معه احد بجدية نتيجة لتناقضات الخطاب السياسي بين الطرفين الحاكمين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وهكذا أصبح خيار الانفصال هو الأكثر جاذبية بالعكس مما وعد به الطرفان عند توقيع اتفاق السلام عام 2005."
كيف يواجه المثقفون والحركة الثقافية هذا الواقع؟ ربما ليس من شأن الثقافة والمثقفين، تعريفا، أن يرسموا البرامج السياسية ولا أن يحددوا الخيارات السياسية المباشرة للسلطة، لكن أمر الوحدة والانفصال ليس شأنا سياسيا يوميا عابرا بل هو أمر مرتبط أساسا بأزمة تقع في قلب حقل الثقافة، فالحرب التي دارت رحاها لخمسين عاما وقد تتجدد الآن، يمكن أن يطلق عليها حرب هوية وثقافات دون تعسف.
يرى احمد عبد المكرم أن المثقفين ليس اقل حيرة وعجزا من الساسة الذين قادوا الجميع لهذا الوضع:
"آلام كبيرة جدا تجتاح كل الوسط الثقافي … علاقة الثقافي بالسياسي كانت أصلا متوترة وملتبسة وليس للمثقفين قدرة سوى طرح رؤاهم من مواقع مستقلة عن السلطة، المثقف يمتلك أداة التعبير لكن فعل التغيير السياسي المباشر يتعدى الحقل الثقافي بكثير .. المثقفون الذين اقتربوا من مواقع صنع القرار كانوا خلف السياسي دائما"
هل يتنصل المثقفون السودانيون من أية مسئولية تجاه يحدث الآن؟
"بالعكس تماما" يقول عبد المكرم ويضيف " النشاط الثقافي السوداني في المركز ارتبط ماضيا وراهنا بأزمة أساسية هي أزمة التنوع الثقافي. ذلك التناقض الذي نشأ من محاولة بناء ذات وهوية وطنية على أساس واقع التنوع الثقافي الملموس وخط السياسة الحكومية الرسمية التي قامت على مرتكز ايدولوجي واحد قائم على إنكار التعدد إقصاء الأخر.
منذ عشرينيات القرن الماضي كانت الحركة الثقافية السودانية تعاضل هذه ألازمة، التي عبرت عن نفسها بحرب الخمسين عاما."
يرى عبد المكرم أن الحركة الوطنية التي نهضت على تراث مؤتمر الخريجين وصنعت الدولة الوطنية السودانية كما نعرفها الآن تأسست على ايدولوجيا عربية إسلامية ولم تعتد بالتنوع الثقافي والعرقي والديني في الوطن الواحد ولم تستوعب الأخر الموجود في الوطن الواحد وبذلك حملت بذرة ما نراه في أحشائها.
بالطبع لا يمكن أن نغض الطرف عن الأصوات المتفردة التي تصدت لهذه الظاهرة بحس نقدي متقد وبصيرة نافذة لكنها ظلت محدودة التأثير على الرأي العام وصنع السياسات العامة في شمال السودان المهيمن وتعرض لقمع فظ وقاس وبقي التيار الرئيسي الذي صنع السياسات العامة في كل الحقول طوال خمسة عقود أسير هذه الأحادية الأيدلوجية التي كرست تغييب الأخر وهو العنصر والمكون الأفريقي في السودان وهكذا أصبح الجنوبيون الذين سيصوتون على الوحدة أو الانفصال مغيبون تماما إلى حد بات فيه من غير المعقول أن نتوقع منهم أن يختاروا التغييب طوعا إذا اتيح لهم الاختيار.
الجهود العجولة الصاخبة التي تبذلها السلطة السياسية الآن لتعزيز خيار الوحدة، too late .. too litte تأتي في ربع الساعة الأخيرة من زمن المباراة ويصعب أن يعول عليها في الظروف المحلية والدولية الراهنة، وفضلا عن ذلك فهي مدفوعة بحسابات سياسية واقتصادية آنية ولا تعبر عن تغير في الذهن الذي قاد البلاد لهذا المآل حسب عبد المكرم.
ولا يبقى سوى الانتظار؟
تقرير : محمد عبد الحميد عبد الرحمن
اذاعة هولندا العالمية
تقرير المصير اول من قاده لام أكول وانفصل بسببه من الحركة الشعبية مع رياك مشار
وقع من حكومة الانفاذ اتفاقية سلام في فرانكفورت يونيو 1991 تتضمن حق تقرير المصير..في ذلك الزمن كانت ساحات الفداء واعراس الشهيد في قمتها ومعها القرود تحارب والشجر يكبر وخزعبلات ما انزل الله بها من سلطان..
هكذا يقول التاريخ ..
؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المشكلة ان الوتمر الوطنى يتحرك شمالا ولا يتحرك فى الاتجاه الصحيح ندوات فى سنار ةندوا فى دنقلا .. ديل ما مقصودين بالاستفتاء .. واضح الياس من ان يسمع لهم اهل الجنوب ..لذلك ريدون اقناع الشماليين بانهم عملو مافى وسعهم من اجل الوحدة ..
اخ محمد عبدالحميد لك التحية
من الأفضل للشماليين ان نعترف لأنفسنا بفشلنا في إقناع الجنوبيين بالوحده ،، ففي ذات نفسنا كشماليين مازالت روح العنصرية تعشعش فينا ونحاول ان نخفيها احياناً ولكنها فينا ،بإستثناء القلة التى وعت حقوق الإنسان في العالم وتغير تفكيرها ولم تعد تنظر للجنوبي كالغريب الذى لا يستحق شيئاً في وطنه ،،،
فكان طبيعياً ان يحس الجنوبي في داخله انه هؤلاء الشماليين غرباء ايضاً وإن لم يفهم اغلبهم مشلكة الشمالي وعداءه للجنوب،،كما لم يحاول الشمالي ان يفهم أويحترم ثقافة الجنوبي… وحقوقه في هذا الوطن مثلنا ،،فالأمر واضح للجنوبينن ولايرون ان هناك سبباً للنفاق ولذا لابد من إنفصال حتمي ولنعمل على ان نحافظ على علاقة ود بيننا،،،وليغفر لنا الجنوبيين ما فعلناه بهم في الحروب ،،،