لقد ..هرمنا

صديقتي أرادت اطلاع زوجها بما فعله الصغيران اثناء غيابه ..فبدأت حديثها قائلة (ما شفت الكاشف الليلة عمل شنو ) ..تساءل الزوج قائلا (ياتو كاشف فيهم ..الصغير ولا الكبير؟؟)..قبل ان توضح ..بادر الطفل الذي كان يلعب مع اخته قريبا منهما (يا ماما ..لما تكوني عايزة تتكلمي عني ..قولي الكاشف ..لكن لمان تكوني عايزة تحكي عن مرام ..قولي الكاشفة ..عشان بابا يعرف)..فتم قصف جميع الجبهات بنجاح ..
ما يستفاد من القصة اعلاه ..غير انه (ما في خبر بيندس) ..هو ..ان العيال كبرت ويمكنهم مناقشة ما يخصهم بكل اريحية ..ومن يدري ..اذ ربما كان الحل يكمن في اشراكهم في الأمر …طيب ..حكينا القصة دي لييييه؟؟.. لاننا نريد ان نقول لولاة امورونا .. ادام الله عزهم ..اننا كبرنا يا جماعة ..ويمكننا ان نناقش امور بلادنا التي نشترك في العيش على أرضها معكم …ويهمنا امرها كما يهمكم .
هل يمكن ان اجد اجابة شافية ..عن اسباب التخبط الذي صاحب الاخبار المتواترة عن الوباء في منطقة النيل الازرق ..وفي رواية اخرى المناطق الطرفية ..(طبعا دا اسم الدلع لكل الولايات السودانية ما عدا الخرطوم )..ما الذي يحدث هنالك؟؟ هل هو مرض يمكن السيطرة عليه؟؟ ام ان الامر يحتاج تضافر الجهود لتلافي الكوارث؟؟ ..ما الضير في تمليك الحقائق للجميع ومحاولة استنفار المجتمع السوداني بأسره ؟؟ ما الذي تنتظرونه مثلا ؟؟ ما هو العدد اللازم ليموت افراد من بني وطني ..لكي يصبح الامر يستحق الوقوف عنده؟؟ ..اقول هذا وانا اقرا في الشريط الاخباري للتلفزيون القومي ..النية في اجراء مهرجان جديد بمناسبة الحوار الوطني (المتواصل الى ما لا نهاية ) ….كأن الاخبار المتواترة عن الوباء .. تأتي من كوكب زمردة ..التابع لقناة اسبيستون …لكن تلك هي قصة أخرى ..كان اتكلمنا يقولوا (خيالنا خصب) ..وكان سكتنا ..مدني بتغرق
تضاربت الاقوال … قرأنا تقارير ..تداولنا صور ..سمعنا اشاعات ..قيل كوليرا ..قيل اسهالات مائية …قيل أن عدد الموتى في تزايد ..ثم قيل ان الوضع تحت السيطرة …قيل ..وقيل ..ولكن قل لي بربك ..هل المشكلة في التسمية؟؟ ام المصيبة ان هذه الأعراض تقتل في ابناء وطني بلا رحمة ..أطلقوا عليها ما شئتم من مسميات ..ولكن على الأقل تعاملوا مع الامر بما يستحقه من اهتمام ومحاذير
يا أصحاب السعادة ..هذه الأرض لنا …وانسانها يهمنا امره ..ربما كان يمثل رقما عندكم فتخرج تصريحات تقول (عدد الموتى حتى اللحظة 17 ..) ..ولكن أي رقم من هولاء .. ربما كان ابا لاحدهم ..او هي ابنة لاحداهن ..اخ لاخر ..او زوجة لبعضهم ..شخص يشغل حيزا من الوجدان ..والذكريات ..انسان كان ملء العين والقلب ..لا ادري ما الذي جعلني أتذكر حادثة استبدال جثة الضابط الاسرائيلي ب400 أسير فلسطيني حي يتنفس الهواء …الذين تعدونهم أرقاما ..هم اناس يوجد من يهتم لامرهم …فرجاء ..توقفوا عن اسلوب الكاشف والكاشفة …لقد هرمنا …هرمنااااااااا

تعليق واحد

  1. عباقرة المشروخ الحضاري يمارسون الوصاية على الشعب و يغيبونه عن اتخاذ القرار لانه شعب دون المستوى في نظرهم و لا يستحق شرف المشاركة في اتخاذ القرارات التي تهم الوطن فالاوصياء الاقوياء ذوي الايدي المتوضئة يمارسون ذلك … ثم ان الشعب لا يعني شيئا لدى الحكام … مجرد مصدر ازعاج و صرف لاموال السلاطين الحاكمين اولى بها لذلك لا يهمهم ان مات نصف الشعب او كل الشعب حتى يخلو لهم السودان … الا تذكرين المقولة التي كان يرددها هبنقة الهالك طويل العنق الزبير عن موت ثلثي الشعب ليهنأ الثلث الاخير؟

  2. المهم لدي كباحث في مركز الدراسات للإنسان السوداني و الظواهر السودانية بالأسكندرية هو ألا يصلنا الماء الملوث من عندكم في السودان

  3. في عام من الأعوام في حقبة التسعينات تفشى وباء الكوليرا في مشروع حلفا الجديدة. لم تنتظر السلطات المحلية من أمن وصحة أي توجيهات من أى جهة عليا. تصرفوا بسرعة أدت إلى تدارك الموقف قبل إستشراء الوباء. قامت سلطات المستشفى بتجهيز عنبر كبير للطوارئ. أسرعت سلطات الأمن إلى كل الصيدليات وحجزت كل المحاليل الوريدية وأخذتها للمستشفى. وأيضا قامو بالتنسيق مع المدير الطبي في المستشفى حينها د.محمد جمال بالطواف في سوق حلفا وحجز كل المراتب الجديدة واللحافات في السوق ونقلوها للمستشفى. شكل تيم من الأطباء والممرضين والذين وقفوا على مدار اليوم لإستقبال الحالات. بمجرد أن يحضر مريض للمستشفى يوضع على مرتبة جديدة وتعطي له كل المحاليل والعلاجات. أي مرتبة إستخدمت لمريض تؤخذ بعد العلاج وتحرق فوراً في مكان أعد لذلك. وقامت سلطات الصحة بحملة إصحاح كبيرة في مدينة حلفا وفي المشروع. بتلك الطريقة تمكنت السلطات المحلية من السيطرة على الوباء في غضون أيام قليلة ولم تسجل إلا عدد محدود جدا من الوفيات. الجميل في هذه الصورة هو مستوى المسؤلية الرفيعة التى تصدت بها السلطات للكارثة في تضامن فعال بين سلطات المستشفى والصحة العامة ومكتب الأمن والشرطة والأجمل من ذلك أن تكاليف كل الأشياء التي تم جمعها من السوق من أدوية ومراتب وفروشات تم دفعهامن قبل مجلس حلفا والمؤسسة الزراعية ولم يتكلف أى مريض قرشاً من العلاج.الحقيقة الكل تصرف في تلك المحنة العجيبة بمسؤلية كبيرة ورأيت لأول مرة، وللأسف آخرها أيضاً، مكتب الأمن وهو يتصرف بمسؤلية غير معهودة في غالب أعمالهم.

  4. بعيد عنك الهرم سيدتي ،، واسالك بغضب : ما معنى كلمة (اريحية) ؟؟؟
    لقد توقفت عن قراءة موضوعك بعد كلمة “اريحية” مباشرة” ، آآآخ واحر قلباه سيدتي ،،وااااحر قلباه،،

    خروج : لماذا يستخدم بعض كتابنا وكتاباتنا لبعض الكلمات دون ان يفهموا معناها، هل يا ترى تأثروا بمعلقي كرة القدم الذين يقولون ان اللاعب فلان قدم استلم الكرة ب (أريحية) شديدة وسجل الهدف!!!حرام ، حرااااام.

  5. الغريبه الدهون الممنسوحة على وجهك منقطه على الكتابه بتاعتك و عندى شعور مع دهون خروف العيد شرايين الناس أقفلت مع إطلالة الدهنية . عموما كلامك فارغ وممل و لا يعدو أن يكون انشاء فتاة مراهقة تحاول جاهدة أن تعبر عن نفسها …. انصحك بكثرة القراءه والكتابه عشان لما تكبرى تكونى كاتبة كبيرة ناحية ثانية خففت من الكريمات

  6. يا طبيبة البقر والحيوانات الأليفة هل يمكن أن تنصحى بنات حواء عن فوائد دهون الماعز على الوجه بدل كريمات سعد قشرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..