أخبار السودان

قبضة “ترس” المقاومة.. هل حان سقوط البرهان؟ 

تقرير: الراكوبة
يبدو أن لابديل سوى إسقاط الانقلابين مهما كلف الأمر. هكذا تبدو الصورة من خلال ما تشهده الساحة من حراك واسع احكمت فيه تنسيقيات لجان المقاومة قبضتها على الشارع خلال الأيام الماضية قبل أن ترتفع الوتيرة بشهر مارس، في وقت كان ينتظر فيه الجميع  أن تؤتي مبادرات الأمم المتحدة بشأن العملية السياسية في السودان أكلها، غير أن أبواب الحوار المفتوحة للوصول إلى حل للازمة لاتعني لقوى الثورة، سوى المزيد من التعقيد، وتسلط العسكر.
التنسيقيات عبر جداولها الموضوعة سيما تتريس العاصمة أمس واليوم، نجحت بشكل كبير في احداث اغلاق كامل عمل على شل الحركة بالعاصمة الخرطوم، وتعطيل الحياة بها على مدار يومان، ما جعل البعض يعتبر الأمر مخطط يهدف الى تضييق الخناق على البرهان واسقاطه، وهو ما يطرح تساؤلات حول إمكانية ذلك في ظل انشغال الحكومة بحالة التجاذبات والصراع بين دول المحاور؟
الاستعداد للتغيير 
سيناريو جديد قيد الإعداد، في انتظار الحكومة، تعده جهات مجهولة لاسقاطها!! هكذا ينظر ويتخوف كثير من الموالين للعسكريين، جراء حراك الشارع الذي ازداد قوة ومنعة اكثر مما كان عليه، الايام الماضية من حالة ( علو) و(هبوط). هذا السيناريو وفق رؤيتهم يعتبر مطابق لما قبل سقوط البشير ٢٠١٩، حين مكنت جهات نافذة الثوار وقتها من الاعتصام لحين السقوط، دون وضع اي اعتبارات لحراك استمر أشهر عدة سقط جراءه المئات من الشهداء.
الآن وعقب نحو ما يقارب أربعة أعوام من سقوط البشير ذات التكهنات يتم نسجها، لكن في ظل نتيجة واحدة وهي أحكام القبضةوضرورة التنحي، دون جلوس او تفاوض او شراكة.
في مقابل ذلك ارجع مراقبون تحدثوا لـ”الراكوبة” إحكام القبضة على الشارع نسبة للاوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد والتردي المريع في كل المجالات، ما جعل الشارع مهيئا للتغيير، بخلاف الفترات الماضية.
تغييرات 
ويستغرب كثيرون حالة الاستخفاف الكبير من قبل السلطة القائمة جراء الحراك الثوري الكبير الداعي لاستعادة الحكم المدني وذهاب العسكريين، وذلك من خلال انشغال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو بتعزيز العلاقات مع دول المحاور من خلال جولات ماكوكية شهدتها الايام الماضية، دون الالتفات الى صوت الشارع، والعمد على الاستهزاء به تاسيا بما كان يفعل المعزول في أيامه الأخيرة. وكان عقب عودته من روسيا مؤخرا وصف حمدتي المظاهرات بالعبثية، فيما أكد رئيس مجلس السيادة خلال مقابلة له مع الشرق الأوسط أنه ليس ثمة خيار سوى الحوار او انتظار الانتخابات.
ويتوقع خبراء حدوث مفاجأت في الوقت القريب، فيما أبلغت مصادر عسكرية “الراكوبة” حدوث تغيرات في المشهد خلال الفترة المقبلة. وبحسب المصادر العسكرية فإن حالة من التملل من الأوضاع التي تعيشها البلاد والسماح التدخلات الخارجية هي التي ستقود لأحداث التغيير، وتمسكت في الأثناء عن المزيد من التوضيحات.
تمهيد 
واعقاب انتهاء اليوم الأول للتتريس أمس الثلاثاء، قامت الحكومة بتشكيل قوة مشتركة من القوات النظامية لبسط الأمن ومحاربة التفلتات وتنظيم الأسواق بالولاية. ظاهر القوة وان كان يهدف إلى التنظيم ومحاربة التفلتات عقب حالة السيولة الأمنية التي شهدتها الولاية الايام الماضية، الا ان الوضع بحسب خبراء في الشأن السياسي اكبر من ذلك، وأن الغرض الأساسي من تشكيل القوة هو دحر الاحتجاجات، وطبقا المحلل السياسي خالد البشير ل “الراكوبة” فإن الأمر يعد خطير دون أي حالة للاكتراث من قبل رئيس المجلس السيادي الذي يبحث عن مصالحه الخاصة بحد تعبيره.
ويرى البشير أن البرهان يمهد لسقوطه بنفسه وذلك لاغفاله صوت الشارع والاستناد على اخرين في إدارة دولته، وتابع: تشكيل القوة المشتركة، قرار دعا لمناقشته والي الولاية المكلف  احمد عثمان حمزة، وليس مجلس الأمن والدفاع، واكمل: يجب أن يكترث الجميع إلى ما يحدث بالبلاد سيما أن عوامل السقوط باتت حاضرة.
ودعا والي الخرطوم المكلف الاستاذ احمد عثمان حمزة، أمس الاول الى اجتماع لمناقشة اوضاع الولاية، حضرته قيادات من الجيش والشرطة وممثلين لجهاز الأمن والمخابرات والدعم السريع، تقرر عبره تكوين قوة مشتركة من القوات الأمنية وحكومة الولاية تعمل فى المحليات من أجل استقرار الأمن وإزالة التشوهات البصرية فى أسواق العاصمة والعمل على إعادة تنظيمها.
 من يكسب؟ 
وتتمسك لجان المقاومة في ضرورة إسقاط المنظومة الحاكمة، عبر لاءتها الثلاثة، دون اي بدائل أخرى لحل الازمة، في وقت تدعو فيه الوساطات إلى التهدئة والجلوس للحوار وعدم إقصاء الآخر، كل هذا يجعل الحديث عن ترجيح الكفة حاضرا حول من سيكسب؟ ووفقا للمحلل السياسي د. صلاح الدومة فإن لجان المقاومة هي التي تكسب بعد أن احكمت قبضتها على الشارع، مؤكدا خلال حديثه ل “الراكوبة” أن هذا الأحكام سيقود إلى إسقاط النظام وأشياء أخرى من ضمنها العقوبات الأمريكية التي صدرت.
وقال: ان البرهان لا يستجيب لما يحدث في الشارع، والتاريخ ثبت أن اي دكتاتور لا يستجيب إلى اي نداءت، سوف يجد نفسه انا في السجن او المقصلة، وتابع : العسكريين لو تمكنوا من ضبط الشارع لما حدث ما حدث، لكنها عولت على الخارج او شئ سوف ينحازون إلى الشارع،
واتم: المشكلة السودانية الان وصلت مرحلة حروب التحرير ولابد على الاعتماد على القوى الخارجية لان السودان أصبح مسرح لقوى المخابرات الاجنبية.

تعليق واحد

  1. العسكر أن لم يقرأوا مدلولات الوضع الاقتصادى الراهن عليهم و على اسرهم و اطفالهم ، فتلك طامة كبرى تضاف لتاريخهم فى الجهل و الاستخفاف التراكمى الذى لطخوا به السودان منذ استقلاله.
    و يتعين على البرهان و بقية مجلسه السيادى ان يتنحوا لوحدهم لانقاذ ما يمكن انقاذه من البلاد ، وادراك اسرهم من جحيم قد يبتلع الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..