مقالات سياسية

أبناء الإمام.. بنات الإمام (1) مَنْ الزعيم القادم؟

محمد المبروك

في يوم الجمعة 25 يناير الماضي، وأمام حشد كبير من أنصاره في (حوش الخليفة) بأم درمان، أعلن الأمام الصادق المهدي(85 سنة) اعتزال العمل السياسي، والتخلي عن رئاسة حزب الأمة القومي والتفرغ لما سماه القضايا الفكرية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. سنجد أن هذا الإعلان هو جزء من تكتيك يتبعه الإمام(أطال الله عمره) لتمهيد الطريق لخلفائه في الحزب وفي الطائفة الدينية. يومئذٍ أرتج المكان المحتشد بصيحات جماهير الأنصار الرافضة لقرار اعتزال الأمام الذي بدأ متأثرا بهتافات أنصاره خاصة الهتاف القديم “لن نصادق، غير الصادق”.

أكتمل المشهد الدرامي بخطوة أقدم عليها رئيس حزب الأمة بولاية الخرطوم كنتباي أبو قرجة. أختطف الرجل المايكروفون من يد الأمام الصادق المهدي وخاطب الجموع الصاخبة موضحاً أنه يتحدث باسم حزب الأمة وأعلن رفض قرار المهدي باعتزال العمل السياسي الحزبي.

مع ذلك، يمكن ملاحظة أنّ قرار اعتزال الصادق المهدي، هذه المرة، لم يجد صدى كبيراً وسط الكتاب والوسائط رغم أنّ قرار الإمام لو صحّ، سوف يضع خاتمة رحلة طويلة لسياسي سوداني من العيار الثقيل، يعتبر من المؤثرين في المشهد السوداني لقرابة النصف قرن من الزمان.

يمكن تفسير تجاهل هذا الحدث من عدة أوجه(سأتبع هنا طريقة الإمام المحببة في ترقيم النقاط):
أولاً: لم تكن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الصادق المهدي نيته اعتزال العمل الحزبي بل حدث هذا عدة مرات في السنوات الأخيرة. تكرر السيناريو عدة مرات، يعلن الصادق اعتزاله أو نيته الاعتزال ثم يعود للعمل السياسي مرة أخرى ولذلك لم يعد الأمر مثيراً للانتباه.

ثانيا: كما هو الحال مع مولانا محمد عثمان الميرغني، والمرحوم حسن الترابي، لم يعد وجود الساسة الكبار مثيرا لانتباه الشعب كما في الماضي بعد بروز قادة سياسيون جدد سحبوا الأضواء من الكبار الذين ربما تنطبق عليهم حكمة شيخ (قبيلة الشكرية) الشيخ ود أب سن الذي وصف المفتش الإنجليزي بأنه رجل فاضل لولا أنّه “طوَّل”، أي قضى زمناً طويلاً في المنصب. تقول الرواية أنّ الحاكم العام الإنجليزي فهم الإشارة وقام بتغيير المفتش القديم وتعيين مفتش جديد بدلاً عنه.

ثالثاً: حين تقترب من مغادرة موقع، يصبح السؤال الذي يدور بين ألسنة الناس هو من الخليفة القادم؟ ولمّا كان الأمام قد أعلن أكثر من مرة أنه سيغادر موقعه وتم طرح السؤال وقتل بحثاً، أصبح سؤال الخليفة المرتقب للأمام الصادق المهدي مستهلكاً حتى لم يغادر الكتاب والمحللون السياسيون فيه من متردم.

هناك أسباب أخرى بالطبع ولكن سنكتفي بهذا القدر لندلف لجوهر الموضوع وهو مستقبل حزب الأمة في مرحلة ما بعد الأمام الصادق المهدي ومن يا ترى سيكون خليفته المرتقب أو من ستكون خليفته إن شئت إبراز كل الاحتمالات داخل إطار لوحة حزب الأمة والأنصار؟ وهل هناك احتمال أن تخرج رئاسة الحزب من أسرة الصادق المهدي؟ أبناء وبنات الصادق المهدي، أيهم أقرب لمقعد الخليفة المرتقب؟ سنرى كيف بدأ الإمام الصادق المهدي مبكراً رصف الطريق لخلفائه القادمين.

– نقف هنا، لنواصل في الحلقة الثانية من هذا الملف غدا.
محمد المبروك
[email protected]
حكايات

‫2 تعليقات

  1. أقتباس:
    (لندلف لجوهر الموضوع وهو مستقبل حزب الأمة في مرحلة ما بعد الأمام الصادق المهدي ومن يا ترى سيكون خليفته المرتقب أو من ستكون خليفته إن شئت إبراز كل الاحتمالات داخل إطار لوحة حزب الأمة والأنصار؟.).

    تعليق:
    أخوي الحبوب، محمد المبروك، مساكم الله بالخير،
    بقي ده اسمو كلام يا حبيب وتسال عن من يخلف الصادق المهدي؟!!، الاجابة معروفة بحكم ان حزب الأمة “حزب اقطاعي” تنطبق عليه كل مواصفات “الاقطاعية” بمعناها العملي والمتعارف عليها تاريخيآ منذ تعاقب العصور والحقب التاريخية القديمة ، الصادق المهدي مثل رئيس كوريا الشمالية “كم يل سونغ”، بعد وفاته استلم ابنه Kim Jong-un الحكم، وبالطبع بعد Kim حيستلم الحكم ابنه الحكم وهكذا دواليك، ومافي واحد احسن من واحد!!- (مات عبدالرحمن المهدي، جاء بعده ابنه الصديق، مات الصديق جاء طويل العمر الصادق!!، بعد الصادق حيجي واحد من اولاده، واستبعد ان يكون عبدالرحمن!!.).-….المهم في الموضوع، متي يتنحي الصادق عن الحكم في حزب الأمة المهترئ؟!!

  2. هل تنصيب الصادق المهدي امام علي الانصار في عام ١٩٦١ تمت بصورة ديمقراطية؟!!، ولماذا هاجم مبارك الفاضل المهدي الصادق المهدي، واتهمه بتحريف وصية الامام/ الصديق عبدالرحمن المهدي؟!!

    اولآ:
    ماذا جاءت في وصية الامام/ الصديق عبد الرحمن المهدي؟!!
    وصية الإمام الصديق على فراش الموت ـ 2/10/1961م -:
    قال: الإمام الصديق في اللحظات الأخيرة من حياته، موصيا نجله الأكبر سيادة السيد الصادق المهدي، مطلبنا مطلب البلد كلها، هو:
    ١- الحريات العامة، الديمقراطية، حكم الشورى.
    ٢- بيت المهدي ماله مطلب خاصا، ما عنده عداء مع أي ناس.
    ٣- احرصوا على هذه المطالب مهما كلفكم الحرص.
    ٤- الأنصار نظام يسير على ما هو عليه بقوة لرفع لواء الدين.
    ٥- ابقوا عشرة على الأحباب والأصدقاء.
    ٦- يتألف مجلس شورى خماسي من السادة، عبد الله الفاضل المهدي، الهادي المهدي، يحيى المهدي، أحمد المهدي، الصادق المهدي.
    ٧- ذلك المجلس يرعى أمورنا الدينية والوطنية بكلمة موحدة
    ٨- عندما تلتفتوالأمر اختيار الخليفة الذي يكون أماما يكون ذلك عن طريق الشورى بقرار الأنصار، هنا حاول الأطباء منعه من الكلام.
    ٩- عن الشأن الأنصاري:
    «بعد وفاتي يتألف مجلس شورى برئاسة السيد عبد الله الفاضل المهدي وعضوية السادة: الهادي ويحيى وأحمد والصادق المهدي ويرعى هذا المجلس شئوننا الدينية والسياسية بكلمة موحدة حتى تنقضي الظروف الحالية في البلاد وعندما تلتفتوا لأمر اختيار الخليفة الذي يكون إماماً يكون ذلك عن طريق الشورى بقرار الأنصار.»

    ثالثآ:
    مبارك الفاضل يهاجم المهدي ويتهمه بتحريف وبتر وصية الإمام/ الصديق عبدالرحمن المهدي.
    المصدر: “النيلين” 2015/11/022 –
    الرابط:
    https://www.alnilin.com/12728854.htm

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..