مقالات وآراء سياسية

التغيير الجذري للخروج من التبعية والتخلف (4)

تاج السر عثمان

1. رغم أن الهدف المباشر للتغيير الجذري اسقاط انقلاب 25 أكتوبر وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، وتنفيذ مهام الفترة الانتقالية حتى قيام المؤتمر الدستوري والانتخابات الحرة النزيهة في نهايتها ، الا أنه مع ذلك دار جدل كثير حول التغيير الجذري وطُرحت أسئلة كثيرة عن ما هية التغيير الجذري؟ ، بل حدث تشويه من بعض القوى الرافضة للثورة والسير بها حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية مثل القول:

–  التغيير الجذري يؤسس للماركسية ، كما صرح رئيس مكتب السياسات بحزب الأمة امام الحلو.

– التغيير الجذري يستوجب حمل السلاح لاستلام السلطة من القوى الانقلابية المسلحة القابضة عليها ، كما ذكرت الكاتبة الصحفية رشا عوض.

– التغيير الجذري دعوة لشق الصف.

– قفزة فوق المراحل لانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية .

– بديل للتحالف الواسع لاسقاط الانقلاب.

– هو تحالف الجبهة الوطنية الديمقراطية .

– هو تحالف استراتيجي.

– أي تغيير لا يحتوي علي العلمانية لا يُعتبر جذريا.

 وغير ذلك من الهجوم غير المؤسس علي مفهوم التغيير الجذري ، وبرنامج تحالف قوى التغيير الجذري.

 2 . واضح من الادعاءات أعلاه حول التغيير الجذري لا أساس لها من الصحة كما في الآتي:

–  رغم أن الماركسية هي منهج للحزب الشيوعي لدراسة الواقع بذهن مفتوح لاستيعابه والعمل علي تغييره ، الا أن تحالف قوى التغيير الجذري يضم قوى متباينة سياسيا ونقابيا ، وحركات مطلبية . الخ الا أنها ليست كلها ماركسية ، بل يحمعها البرنامج المشترك للتغيير الجذري.

– تحالف قوى التغيير الجذري لا يستوجب حمل السلاح لاسقاط الانقلاب العسكري الجائم علي صدر شعبنا ، فقد اسقط شعبنا السلطة الاستعمارية بسلاح السلمية بطريق ديمقراطي جماهيري ، رغم جيوشها المدججة بأحدث الأمسلحة في ثورة الاستقلال 1956م ، وصدح الفنان حسن خليفة العطبراوي بأغنية : “ياغريب يالله لبلدك . لملم عددك انتهت مددك . الخ”، وكذلك اسقط شعب السودان ديكناتورية عبود في ثورة اكتوبر 1964م بسلاح السلمية رغم دعوات حمل السلاح من العناصر التى انقسمت من الحزب الشيوعي في صيف 1964م ، وطالبت بحمل السلاح في محاولة لنقل أعمى للتجربة الصينية ، وكذلك اسقط شعب السودان ديكتاتورية مايو في انتفاضة مارس- ابريل 1985م ، وازاح الطاعية البشير في ثورة ديسمبر 2018م ، بسلاح السلمية ، وسيتم اسقاط انقلاب 25 أكتوبر الدموي الراهن بسلاح السلمية.

فالجماهير كما أشارت الماركسية تلعب دورا حاسما في التغيير كما في الثورات العظيمة في التاريخ ، فهي المنتج للثقافة المادية والروحية ، وعن طريق عملها يحصل المجتمع علي وسائل العيش وصنع أدوات الإنتاج ، وأن الجماهير في الثورات تتحول الي قوة مادية لا تقهر..

3 . برنامج التغيير الجذري ليس دعوة لشق الصف ، بل يسير قدما نحو اسقاط الانقلاب وقيام الدولة المدنية الديمقراطية وعودة العسكر للثكنات ، وتفكيك التمكين واسترداد أموال الشعب المنهوبة ، وعودة شركات الجيش والأمن والشرطة والجنجويد لولاية وزارة المالية وحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني والأمن الشعبي الخ ، جيوش الحركات ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد والحل الشامل والعادل بعد إلغاء اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات وفساد ونهب ويهدد وحدة البلاد ، والسيادة الوطنية ووقف نهب وتهريب ثروات البلاد وقيام علاقات خارجية متوازنة ، الخ.

  عكس قوى “الهبوط الناعم” التي شقت صف الثوار وتوجهت شطر العسكر للتسوية والتفاوض ، لإعادة إنتاج شراكة دم جديدة ، مع العسكر وحركات جوبا التي شاركت في انقلاب 25 أكتوبر ، والجنجويد ، وقبل ذلك تنكرت لميثاق قوى الحرية والتغيير 2019م ، ووقعت علي الوثيقة الدستورية “المعيبة” التى أنتجت شراكة هيمن فيها العسكر والجنجويد علي السلطة والاقتصاد والإعلام وبنك السودان والاتصالات ، عطلوا تنفيذ مهام الفترة الانتقالية حتى انقلاب  25 أكتوبر الذي اطاح بالمدنيين في السلطة.

– التغيير الجذري ليس قفزة في الظلام لانجاز مهام الثورة  الوطنية الديمقراطية ، بل هو تحالف لانجاز مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة ، مما يفتح الطريق لانجاز مهام الثور الوطنية الديمقراطية ، وقيام المجتمع الصناعي الزراعي المتطور.

– التغيير الجذري ليس تحالف للجبهة الوطنية الديمقراطية التي تضم العمال والمزارعين والمثقفين الثوريين والرأسمالية الوطنية المنتجة ، بل هو تحالف لقوى متعددة نقابية وسياسية ومطلبية.

– تحالف التغيير الجذري ليس هو التحالف الاستراتيجي ، علما بأن التحالف الاسنراتيجي هو تحالف ثابت بين الشيوعيين والديمقراطيين علي طول المرحلة الوطنية الديمقراطية لانجاز مهامها مثل: الجبهة الديمقراطية وسط الطلاب ، الروايط الاشتراكية والجباه الديمقراطية وسط المهنيين والموظفين ، الجبهة النقابية وسط الععال ، الاتحاد النسائي السوداني ، اتحاد الشباب السوداني ، والتنظيم الديمقراطي وسط المزارعين ، التحالف الديمقراطي في الحي. الخ.

 لكن تحالف قى التغيير الجذري الراهن رغم أنه يضم بعض هذه التحالفات الاستراتيجية ، لكنه أوسع من التحالف الاستراتيجي.

–  العلمانية وحدها بدون الديمقراطية ليست شرطا للتغيير الجذري على سبيل المثال : هتلر كان علمانيا، ولكنه كان عنصريا نازيا  معاديا للانسانية تسبب في حرب عالمية ثانية باسم تفوق الجنس الاري الالماني ، وكان معاديا للديمقراطية و للتغيير الجذري.

4 . ما هو المقصود بتحالف التغيير الجذري في الفترة الراهنة من الثورة السودانية؟

 * المقصود  ليس التحالف والاتفاق علي الميثاق للفترة الانتقالية ، بل العمل علي تنفيذه ، وعدم تكرار تجارب الانتقال السابقة بعدم انجاز مهام الفترة الانتقالية ، كما حدث بعد ثورة أكتوبر 1964م وانتفاضة مارس – ابريل 1985م ، وثورة ديسمبر حتى انقلاب أكتوبر 2018م ، التي اصبحت مواثيقها حبرا علي ورق مثل:

– ميثاق أكتوبر 1964م .

– ميثاق التجمع الوطني لانقاذ الوطن 1985م .

– ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي 1995م .

– البديل الديمقراطي 2012م .

– ميثاق  إعادة هيكلة الدولة السودانية ، أبريل 2016م .

– إعلان قوى الحرية والتغيير، يناير 2019م .

 وكانت النتيجة كما أشرنا سابقا:

 – تعميق الفقر والمجاعات والفوارق الطبقية والتبعية للخارج.

– ديون خارجية وصلت 62 مليار دولار .

– تنمية غير متوازنة أدت للحروب في الهامش وانفصال الجنوب ، واتفاقات سلام هشة تهدد وحدة البلاد كما في اتفاق جوبا الحالي.

– نهب ثروات البلاد وتهريبها للخارج .

– فقدان السيادة الوطنية واحتلال أراضي سودانية (حلايب ، شلاتين ، أبو رماد ، الفشقة. الخ).

   ( نواصل)

‫4 تعليقات

  1. حجوة المنتج الصغير دي بتذكرني بفكرة
    ياخي بدائية الإنتاج والمنتج وادواته تحتاج لعلم تطبيقي لرفع إنتاجية الأرض والبهائم، فبدلاً عن توسيع المسارات وتطويلها يجب توطين العرب الرحل وتعليمهم وتطوير بهائمهم وعلاجها بدلاً عن ترحيلهم لألاف الأميال.
    ياخي لو نقلت العلف بالهلكوبتر أو الدرون لكان أفضل اقوم.
    بعدين تصويرك للموضوع كأنه علاقات وأدوات إنتاج وقوى منتجة بعد كل بنية التخلف الفوقية ستتغير تلقائيا بعد رهان خاطئ تماماً.
    ذلك يشبه تماماً فكرة أن مشكلة علاقة الدين بالدولة في السودان سيحسمها المؤتمر الدستوري…. المزعوم.

    حبة تركيز يا عمك عشان نحن ما عندنا قنابير

    1. حجوة المنتج الصغير دي بتذكرني بإكذوبة (البدائي النبيل) بتاعة الانثروبلوجيين الخواجات والذين يعتبرون كل ما يصدر عن تلك المجتمعات يجب أن يصان ويستمر كمان.
      قانون الأرض بتعديلاته في 1970 وقوانين تصفية الادارة الأهلية كان صحيحاً بل خطوة نحو دولة مدنية حقيقية واستغرب جداً مناهضت ستالينيي الحزب الشيوعي السوداني في رفض تلك الإجراءات بأثر رجعي.

  2. كلامك مجرد تنظير لايستند علي اليات لتنفيذه قد تكون الثورة الجماهيرية هي وسيلة ضغط علي الحكومات العسكرية ولكنها دون تدخل الجيش لما تمكنت لوحدها من ازاله الحكومة العسكرية فلولا حكمة عبود وتنازله عن السلطة ولولاانحياز قادة الجيش واجبارهم سوار الدهب لاستلام السلطة واخيرا امحياز اللجنة الامنية للجماهير لظلت تلك الحكومات العسكرية ولكنك الان وانت تجابه بالاضافة للعسكر حركات الكفاح وبعض احزاب الفكة والكيزان وارزقية الادارات الاهلية والصوفية وترفع راية العداء والتخوين لمناهضي الانقلاب وتحملهم وزر التوقيع علي الوثيقة الدستورية المعيبة كما نعتها رغم توقيع ممثل الحزب الشيوعي عليها وتحملهم عدم استكمال مهام الفترة الانتقالية رغم علمك من الذى كان يعيق استكمال تلك المهام اما تكتل التغيير الجذرى فهو تكتل الحزب الشيوعي مع لافتاته فما تخمونا ساكت

  3. أراك تتفادي مناقشة كتابات صديق الزيلعي عن نفس الموضوع
    ويبدو لي إنك إتراجعت عن كتابات سابقة كنت تري التغيير الجذري فيها
    هو هو الثورة الوطنية الديمقراطية
    ماشي كويس
    بس أقعد في الواطة وأقرأ كلام رشا عوض مرة تانية
    لأنك قريته علي عجالة فلم تستوعبه كما ينبغي
    وعموما الديالوق أحسن من المونولوق
    المونولوق هو معظم كتاباتك السابقة
    الديالوق هو ما صرت تسير في طريقه بحذر شديد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..