دجّالُـنا في القصر لن يبقى مسيح

دجّالُـنا في القصر لن يبقى مسيح

معز عمر بخيت

جدَّد الحلم القديم مواقفي
وتناثر الضوء الشحيح
رحل الفضاء إلى الفضاء
وأومأت
في العمق آهات الجريح
وقف المدى خلف التلال
وأنهت الأصداء وعدي
إذ أتى زمن قبيح
زمن التساقط والهروب
القاتم المملوء سحتاً
واحتقانا يستبيح
صبر البيوت السمر حيناً
تستمد جفافها
من صمت أجراس الضريح
ما همهمت كلماتها
بالزهد ضيماً
أو تداعت بالهوى ألحانها
بالحلم والقول الصريح
خاب الرجاء
وطاف بالإذعان بؤساً بيننا
وبكهفه المصنوع
من صدأ الصفيح
تنمو عليه طحالب الموتى
وأسنان العناكب والضباع على
شواهد قبره تعوي تصيح
تباً لعهد يستبيح الظلم
في زمن تصدع بالفساد
وبالخواء وبالنبيح
والجرح في جسد الهواء
يكابد الأنفاس
يخرج شاحباً مترنحاً
جيفاً وقيح
ما هزنا ليل تعانقه البنادق
والرماح ولا يزعزعنا السلاح
وعصف ريح
سنظل يا سودان نكتب للزمان
يقيننا وعد الإله وقمة الإيمان
تصدح بالدعاء لكي تزيح
هذا الظلام الجاثم المأفون
والأفعى ورأس الديك
يطرب للفحيح
ما زال مرقدك الخرافة
والتسول في حقول الزيف
تقبع فوقنا
ما زال ظلك يستريح
في شمس (دارفور) الأبية
بين أطفال الحقيقة يستميح
عذر الحقول لكي تمد ربوعها
للخير تنمو في جراحات الغيوم
وفي متاهات تطيح
بخطاك تصعق مبتغاك
وتسترد حضارة الإنسان
من (حلفا) لـ (نمولي)
من تخوم الشرق
للغرب المريح
يا أهل (كادوقلي) سلام
في زهى السودان أنتم تاجه
يا روح إقدام فسيح
حق علينا يا بلادي أن نثور
وأن نقود الدرب للوطن الكسيح
لن يملك الإيوان في السودان
بعد الآن كسرى
دجّالُـنا في القصر
لن يبقى مسيح
_______________
معز عمر بخيت
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لم اعرف معز عمر بخيت من قبل كشاعر ثوري، بل كشاعر نزاري-قباني. ربما لهذا وجدت غرابة في استشعار بعض صورة الشعرية في هذه القصيدة.

    مثلا:

    1. 【تستمد جفافها
    من صمت أجراس الضريح】

    كيف (وعلام؟) تستمد البيوت السمر الجفاف (لم ليس ? خرسها؟) من صمت اجراس الضريح؟

    2. 【تباً لعهد يستبيح الظلم
    في زمن تصدع بالفساد
    وبالخواء وبالنبيح】

    هل يعني هذا ان عهدا يستبيح الظلم {في زمن خلا من فساد او خواء او نبيح} ? لا بأس به؟ لا اظن ان معز يقصد ذلك، ولكن الصورة الشعرية يمكن ان تفهم هكذا!

    3. 【ما هزنا ليل تعانقه البنادق
    والرماح ولا يزعزعنا السلاح
    وعصف ريح】

    هذه الصورة الشعرية الصدامية تتعارض مع صورة شعرية سابقة تصور موت الرجاء وقبره بيننا:

    【خاب الرجاء
    وطاف بالإذعان بؤساً بيننا
    وبكهفه المصنوع
    من صدأ الصفيح
    تنمو عليه طحالب الموتى
    وأسنان العناكب والضباع على
    شواهد قبره تعوي تصيح】

    4. 【حق علينا يا بلادي أن نثور
    وأن نقود الدرب للوطن الكسيح
    لن يملك الإيوان في السودان
    بعد الآن كسرى
    دجّالُـنا في القصر
    لن يبقى مسيح】

    هذه اللوحة الشعرية مزعجة:
    ١. هل دجالنا في القصر الآن مسيحا ليبقي او لا يبقي؟
    ٢. الوطن الكسيح صورة شعرية ممعنة في بؤس الحال، اذا لم اختارها الشاعر؟ هل ليقول لنا بان خلاصنا سيكون بيد سيد كالمسيح يشفي الكسيح؟ هذا آخر ما نحتاجه الآن كسودانيين: السودان لا يحتاج الي انبياء وسادة ذووي قدرات كالسيد المسيح، بل للتواضع والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وسيادة دولة القانون واحترام حقوق الانسان الخ من مقومات الدول المتحضرة المتقدمة. لا نريد مسيحا. او ائ من يري في نفسه ذاك المسيح.

    شكرا معز عمر بخيت. مع خالص الاحترام والتقدير.

  2. سنظل يا سودان نكتب للزمان
    يقيننا وعد الإله وقمة الإيمان
    تصدح بالدعاء لكي تزيح
    هذا الظلام الجاثم المأفون
    والأفعى ورأس الديك
    يطرب للفحيح

    لو لم تكتب سوى هذه لكفاك لا فض فوك .
    اكتب فلمثلك نقرأ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..