الوسـطاء.. لا يمتنعـون

نمريات
الوسطاء.. لا يمتنعـون
اخلاص نمر
٭ ليس مجرد خبر على اوراق الصحف وليست مجرد نظرة من عين عابرة تتابع اخبار اليوم المليء بالمشاهد السياسية والاقتصادية والحالة المعيشية التي لا تنفك تجرجر معها ما اوردته الزميلة «الشاطرة» هند رمضان في ملف «عوافي» تحت عنوان «دماء في غرف مغلقة فتيات وقابلات يمارسن الموت في الظلام» .
٭ جريمة الموت في الظلام اصبح لها اكثر من ذراع في الوسط الاجتماعي بمختلف ثقافاته، وامتدت من غياهب الجهل بعواقبها السيئة الى نور المعرفة بها بضمانة وجود الحل في غرف بعيدة تحت اشراف «خبيرة» تسعى لتبديل الخطايا الى نهايات تجتهد في منحها الفرح زيفاً وبهتاناً بعد تقديم القرابين «الصغيرة» جثة لأجل رسم بسمة جديدة على شفاه تعاطت الإثم فزينت به يومها المشؤوم الذي قادها الى «سماسرة» الموت تحت جنح الظلام.
٭ صارت التجارة علناً و «الوسطاء لا يمتنعون» مع اختلاف اندياح الرزق الذي لا يسعون اليه بل يسعى اليهم عبر شبكة تحتفي بجرمها تحت ستار مصنوع من سواد حالك، وتندس وسط مراهقات يقفن طويلاً أمام حجر ــ عثرة ــ لم ترم احداهن به خطيئتها يوماً ما بل اختبأن خلفه لتمد يدها مستنجدة بمن تقودها الى النهاية التي تعلم تماماً انها غير «سعيدة» ولا «آمنة» لكنه الحل الذي لا فرار منه ولو فاضت الروح لبارئها.
٭ كارثة حقيقية تلك التي سردتها الزميلة «هند» واشار اصبع الاتهام فيها إلى قابلات اتخذن من إجهاض المراهقات مغامرة لم تقف فيها اخلاقيات المهنة عائقاً امام خوض وحلها، بل وتغرق فيه طالما انساب مالها سهلاً ويسراً ومهلاً.
٭ القصة كما نقلتها الزميلة «هند» تحكي واقعاً موجعاً وعذاباً تنوء به كتف اخرى غير ليلى التي وجدت ليلها قطعة من سواد يستحيل معه انبلاج الفجر ان لم تطرق باب هذه القابلة التي تحاول ان تكسو تجارتها «شرفاً» تعظم قيمته كلما كان «انقاذ» الفتاة سريعاً بواسطة «محترفات» في فن اصطياد الضعف وتوظيفه «قوةً» باتجاه الخلاص.
٭ لن يستطيع المجتمع محاربة الظاهرة، فالاشباح لا ترى ولا تكشف وجهها، ولا يمكن القبض عليها، والخوف كل الخوف من استفحال الفعل واستغراق المجتمع السوداني فيه ــ إن لم يكن تم وانتهي ــ خاصة أن المجتمع ذاب في مشكلات أخرى ألعنها على الإطلاق «لقمة العيش» التي صارت عصيَّة على الجمع والالتقاط، فانصرف بها عن ركائز التربية والتوعية إلى أن اتسع الشرخ فدخل منه السماسرة الجدد!!
٭ ملحوظة: المهنة المذكورة اتخذت موظفاتها الجامعات أولاً!!
٭ همسة:
لعقت جراحها حيناً..
وتلفحت بالوجع المقيت..
تناثر الدمع الهتون..
على زمن..
طفولي الملامح..
لم يعد اليوم..
إلا قطعة من عذاب..
الصحافة
وووووووووووب علينا من دي حالة يا لطيف ألطف بنا وببناتنا يا رب