اغتراب الأزواج .. تزاداد الآلام فتتداعى الفضيلة

الخرطوم: فدوى أحمد

ﻏﻴﺎﺏ الزوج ﺃﻭ ﺍﺧﺘﻔﺎؤه ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍً ﻻ ﻳﺤﺪﺙ في سابق الزمان، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟطﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ الآونة بات سفر الزوج أمرا ضروريا بحثاً عن لقمة العيش لتوفير احتياحات أسرته وتحسين وضعها الاجتماعي، وهناك أيضاً من ﻳﻔﺮ ﺑﺠﻠدﻩ ﻫﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ، وفي كل الأحوال ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻀﺮﺭﺍً ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﻳﻤﺪ ﻟﻬﺎ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ، فضلاً عن ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻷﺑﻨﺎء.. هذه القضية أثارت الكثير من الجدل المجتمعي، فما رأي اختصاصيي النفس والاجتماع وماذا قالت الزوجات في ذلك؟.

احتياجات ولكن..

تزوجت ﺭﻳﺎﻥ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﺠﻮﺏ (موظفة) ﻗﺒﻞ (22) ﻋﺎما خرجت منها بأﺭﺑﻊة ﺃﻃﻔﺎﻝ، ﺳﺎﻓﺮ ﺯﻭﺟها ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻗﺎﻟﺖ: “ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺮ زوجي ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻲ أﻭ ﻣﺘطﻠﺒﺎﺕ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻣﻀﺖ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﻛﺒﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎء ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺒﺌﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻠﻲ، ﻭﺗﻌﺮﺽ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﺩﺭكت سوء ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ إﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ظل ﻳﺆﺟﻞ عودته ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍلأمور، وﻭﺻﻠﺖ حالة ابني ﺣﺪ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ، وﺃﺳﻌﻰ الآن إلى ﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺷﺪﺓ ﺍﻷﻟﻢ”.

صمتت برهة ثم أردفت: ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ الاقتصادﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ سبب ﺭئيس ﺪﻓﻊ كثيرا من ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ الذين ضاقت بهم سبل العيش إلى الابتعاد ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ، وجعلتهم يقاومون الصعاب ويبقون من أجل أسرهم.

أفكار شيطانية

اما ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﻣﻮﻇﻔﺔ) التي ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑعد ﻗﺼﺔ ﺣﺐ طويلة، فقالت: “بالرﻏﻢ من ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻨﺎ المحدودة، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ راضين بما قسمه لنا الله من رزق، فجأة قرر زوجي السفر للعمل خارج البلاد، لتحسين وضعنا الاقتصادي، وبعد ﺳﻔﺮه ﻛﺎﻥ يهاتفنا ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍلأسبوع، وبعد فترة قلت ﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺗﻪ، ﻭتدريجاً ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﺼﻞ للاﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﻣﺮة ﺃﻭ ﻣﺮﺗاﻦ فقط ﻓﻲ ﺍﻟﺴنة، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺴﻲ ﺯﻭﺟته ﻭﺃﻭﻻﺩه، ومضت قائلة: في الفترة الأخيرة باتت ﺗﺮﺍﻭﺩﻧﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﺧﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﺍلله ﻭاﻟﺘﺰﺍﻣﻲ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴم ﺩﻳﻨﻲ هو ما يمنعني في كل مرة”.

وحذرت فاطمة من مغبة غياب الأزواج لفترات طويلة عن منزل الزوجية وقالت: ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﻔﺘﺎحا ﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﺷﺮﻭﺭ ﺃﺧﻄﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺃﻭ ﻓﺘﻮﺭﻫﺎ.

وحشة وجفاء

ﻭﻣﺎ ﻧﻼﺣﻈﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺃﻡ ﺇﻳﻤﺎﻥ (ﺭﺑﺔ ﻣﻨﺰﻝ) التي تقترب من قصة فاطمة، وتختلف عنها في أنها وبناتها اعتدن غياب الأب، واعتبرت وجوده في المنزل لدى عودته في الإجازة السنوية كالضيف الثقيل، وقالت: ﺃﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺠﻤﻮﺩ ﺗﺠﺎﻩ ﺯﻭجي، بالإضافة الى عدم الرغبة في وجوده، ﻭﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﺯﻭجي ﻳﻔﺘﻌﻞ معي ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ باﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ أطفالي ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺸﻌﺮوﻥ ﺑﺎﻟﻮﺣﺸﺔ ﺗﺠﺎهه، ما جعلهم يترقبون ﻣﻮﻋﺪ ﺳﻔﺮه بفارق الصبر ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻌﻤﻮا بالهدوء وﺍﻟﺮﺍﺣﺔ.

وأشارت “أم إيمان” إلى أنها ﻻ تريد ﻣﻦ ﺯﻭﺟها سوى ﺍﻟﻤﺎﻝ، وأضافت: ﻻ تستغربي حديثي ﻓﻨﺤﻦ الآن لا نريد سوى أن ﻧﺤﻴﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ، أما أمور الحب والشوق فضاعت مع العمر، وﺷﺒﺎﺑﻲ الذي أفنيته في ﺗﺮﺑﻴﺔ بناتي ﺩﻭﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛته فيها، ولا أريد أن يأتي لهدم كل ما بنيته في تلك السنوات.

لفت ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ “ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ” إلى ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ الخطيرة لغياب ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﻫﻢ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ وقال: ﺷﻬﺪ ﻗﺴﻢ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺳﻂ ﻗﺼﺔ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ، ترجع حيثياتها الى غياب الزوج، فأثناء ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺃخ الزوج ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻟﻌﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺮﺃﺳﻪ وارتكب ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺧﻴﻪ، وفي إحدى مهاتفات زوجها ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﻣﻞ، ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ، ﻭﻛﺎد يطير من السعادة بقدوم مولوده الجديد، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ تمض سوى ﺃﻳﺎﻡ قلائل ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻡ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺨﺎﺋﻦ ﺑﺈﺧﺘﻄﺎﻑ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻗﺘﻠﻪ، ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﺑﺨﻴﺎﻧﺘﻪ ﻷخيه، وتدفع ﺍﻷﺳﺮﺓ الآن ﺜﻤﻦ ذلك.

المراقبة مهمة

وفي السياق حذر اﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻋﻠﻢ ﺍلاجتماع ﺩ. ﻋﺎﺩﻝ ﺟﻤﺎﻝ من سفر الأزواج وغيابهم لفترات طويلة تمتد لسنوات، وقال إﻥ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺗﺪﻓﻊ ثمنه ﺍﻷﺳﺮﺓ بأكملها ﺃﻭ ﺃﺣﺪ أفرادها على أسوأ الفروض، ولفت إلى أن الشخص الذي ينصب تفكيره في جمع المال لا يشبعه القليل وإنما يطمح في كل حين إلى المزيد منه، ﻭتابع: “وﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ضعيفات ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ من الزوجات اللاتي ﻳﺴﺘﻐﻠﻠﻦّ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦّ ﻭيمارسنّ الرذيلة مع ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ أﻭ دون ذلك.

ﻭنصح الآباء بضرورة توخي الحذر ومراعاة احتياج ابنائهم لوجودهم حتى يستطيعوا مراقبتهم، والدفع بهم بعيداً عن منابت الانحراف والإدمان الذي راج في البلاد، لاسيما وسط الطلاب فيقل تحصيلهم الأكاديمي، فيفشلون في حياتهم التي ضاعت بغياب الأب وغياب رقابته ﻭسط ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﺮﻑ التي تقوده ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ.

عملية ناقصة

أما الاختصاصية النفسية ﺩ. ﺁمنة ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ فتؤكد على أن ﺘﺮﺑﻴﺔ الأبناء ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﺇﻻ ﺑوجود اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ معاً، ﻭقالت: ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ يصطحب ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﺑﻨﺎءه معه ﺇﺫﺍ اﺿﻄﺮ للاغتراب، ﻷﻥ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻧﺎﻗﺼﺔ، لاسيما ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻋﻄﻒ ﺍﻷﻡ ﻭﺣﻨﺎﻧﻬﺎ الذي ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﻔﺘﻘﺪاً البناءﺀ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ، فيترك ﺧﻠﻼً ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻓﺠﻮﺓ ﻧﻔﺴﻴَّﺔ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴَّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﺮ، وعدت د. آمنة ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﺏ ﻛﺎﺭﺛﺔ وحطت على الأسرة، ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻻﺑﻦ منفلتاً ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻪ ﺑﺎﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ الاجتماعية التي تفرضها ﺴﻠﻄﺔ ﺍﻷﺏ وسطوته ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻻﺑﻦ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻨﻬﺎ وﻳﺤﺘﺮﻣﻬﺎ، التي ﺗﻌﻮﺩﻩ مستقبلاً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ، ليختزل ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ وﻴﻨﻘﻠﻬﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ، ﻭلفتت الاختصاصية النفسية إلى أنه ليس من ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ أو الصحيح ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻷﻡ وتتستر على أخطاء أبنائها عن ابيهم بدافع عاطفي بحت، لأنه سيفاقم من حجم المشكلة ويزيد الأمر سوء.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. انتو في شنو … ما عندكم موضوع غير المغتربين نحنا الحمد لله في امن و امان و اولادنا معانا و كجنا بلدنا و مجتمعنا المنافق و الناكر للجميل و اي زول عندو راي يرجعنا و يصرف علينا غير كده ينطما …. و مليون مره قلنا الغياب ممكن يكون معنوي و هو اشد و انكي و غالبية النساء المنحرفات انحرفو بسبب الحوجة و ضيق ذات اليد .

  2. انا مغترب فترة واولادي في السودان والاحساس بفقدانهم والحياة الجميلة معاهم خلتني افكر يومياً الف مرة في الرجوع والعيش معهم وبينهم هانئ البال والرزق هنا في وهناك في …..والله في
    الله يجازي الكان السبب

  3. شوفوا انا شايف المسالة مسالة تقديرية وشخصية في غالبها بمعني انو مافي قاعدة واحدة يمكن ان تحكم كل الحالات فكل مغترب وظرفه فذا كان المغترب مؤهل وشغال في وظيفة كويسة ذات دخل معقول ويمكن ان يستقدم اسرته فلن يكون هنالك أي اشكال لهذا الشخص سوي المعاناة المعنوية المتمثلة في البعد عن الوطن والاهل والاصدقاء وبمرور الزمن يتكيف الشخص مع هذا الوضع ويكون قد احاط باسرته ووفر لهم ماعجز ان يوفره
    في موطنه . النوع الثاني من المغتربين هم من ياتي بتاهيل اكاديمي او خبرات عملية ضعيفة اويكون مؤهل لكنه غير محظوظ و لو لحين فيضر ان يعمل في أي وظيفة وبراتي غير مجزي ولايستطيع استقدام اسرته فهذ الشخص يتحمل اعباء مالية وضغوط معنوية كبيرة
    فيكون مشتت بين حظه العاسر في عمله في دولة الاغتراب وبين اهله واولاده وسبل توفير
    الحياة الكريمة التي يتمناها. اما مسالة انحراف الزوجة والاولاد عند غياب الزوج
    فهي ايضا تعتمد علي متغيرات كثيرة منها ما يتعلق بتربية ونشاة الزوجة في الاساس
    ودرجة تحملها وتعليمها (تفتح افاق الزوجة) واتكاتف اسرتها الكبيرة ومنها ماهو مسؤلية الاب المغترب في درجة تواصله مع اسرته ومتابعة الابناء بالسؤال عن احوالهم وسيرهم في دراستهم وتوفير الحد المعقول من منطلبات المعيشة الذي يكفيهم وعدم الانقطاع عنهم مدة طويلة فلا يكفي ارسال المصاريف والانقطاع لسنوات عديدة فللزوجة ايضا حقوق شرعية لابد من الوفلء بها وان تكتمت عنها الزوجة وايضا الابناء لابد من مجالستهم ومخالطتهم فقضاء الاجازات السنوية اوكل سنتين بين الاسرة شي مهم للغاية.

  4. تقعد تنق ليك في اضانك لامن تفكر تغترب ويدفعنك دفع للأغتراب وهن يعلمن ان اصطحابك لهن في البدايه صعب بل مستحيل ولما تبدا النقاطه تنقط دولارات وريالات تتصرف فوقا بحريه ودون برنامج او هدف محدد بل كلها فشخره
    ومباهاة وغالبا لايكون الاطفال من ضمن اولوياتها بل الفشخره والفشخره فقط وفي أغلب الاحوال عندما يكون الرجل قد دبر حاله وعلي استعداد لأستقبالها وأطفالها تقاوم فكرة اللحاق به متظاهره بأنها ترغب في تخفيف الحمل عليهو ولاتاحة الفرصه له ليتفرغ لمزيد من الكسب او لحجة ان فرص تعليم الاولاد في السودان افضل ثم تختم كلاما بأن الغربه دى مابتقدر عليها وتطمئنه بأن كل شى تمام ويصدق المسكين بمنتهى حسن النيه ماقالته له ويقول في نفسو طالما اولادى مرتاحين في وطنهم بين اهلهم وناسم هذا كل ماابغاه والغربه اصلا لراحتهم

    ثم ياتي لها بعد ذلك الشيطان الرجيم متمثلا في بنات ونسوان الحرام من صويحباتها فيزينن لها الرزيله بدعاوى ان شبابا وجمالا ضايعين والراجل بي هناك شايف حالو مع الهنديات والباكستانيات والصوماليات والمصريات فتقع في الفخ حيث لافكاك منه بسهوله حبذا لو فقد الزوج عمله لسبب ما وتوقفت النقاطه لشهور
    طويله.
    واذا فكر الزوج المسكين في العوده وعاد بالفعل سيجد الدنيا بايظه من كل الجهات لتبدأ الزوجه في تبرير البوظان لأسباب غربته وتركه لهم طوال هذه السنين فيتشتت تفكيره ويتوه بحيث لايدرى من اين يبدأ في علاج الدنيا البايظه دى وينسي حتى أن يسألها عن كثير من الظواهر والسلوكيات التي طرات عليها ولم تكن تعرفها
    من قبل متمثلا في صديقات مريبات لم تحدثه عنهن من قبل عند اتصالاته الراتبه معها وهذا العالم الغامض الذى تخفيه عنه.

  5. التربية الصحيحة ان تكون في ظل الابوءين لان لكل واحد منهم دور يختلف عن الاخر ومكمل للتربية والتنشئة ولكن في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنةالتي تعيشها بلادنا اصبح السفر لكسب لقمة العيش امرا ضروري وحقيقة ازدياد عدد المغتربين في الاعوام الاخيرة يدل علي ان هذا هو الخيار الاوحد في سبيل كسب لقمة العيش الشريف ، الدنيا عيشة مخاطر نسوي الواجب ونرجي ستر الساتر في وداعة الكريم الليلة انا خاطر يااولادي ما كان الفراق بالخاطر .

  6. التقرير او التحقيق ده اغفل نقطة مهمة جدا وهي مصدر كل هذه التداعيات
    وهي الحالة الاقتصادية السيئة في السودان ومسؤلية الحكومة عن الاصلاح الاقتصادي وزيادة الانتاج وبالتالي زيادة الدخول وتوفير الحياة الكريمة للممواطن. الاقتصاد هو راس القاطرة التي تقطر الديني والاخلاقي والاكاديمي والصحي وهلم جرا.
    في نقطة ثانية مهمة جدا خاصة بالاسر وطريقة تربية البنات واعدادهم لتحمل مسؤلية الاسرة والزوج والحياة عموما، انا اعيش خارج السودان وتزوجت من السودان وهي والابناء معي بالخارج، لكن في مشاكل بنعاني منها وكثير ممن هم حولنا بعانو ، حيث ان الزوجة تجيك من السودان ما بتعرف اي حاجة لاطبيخ لا استقبال ضيوف لا فهم في الحياة ولا قدرة علي تحمل المسؤليات بس فاكرة العرس ده حفلة وغناء وخلاص، وده مسؤلية الامهات بهتموا بالعرس والعشاء والطباخين وينسوا تجهيز واعداد البنت لدورها الجديد كزوجة

  7. الغربة ماحبابها لكن ايش الجابرك على المر قال الامر منو انا اغتربت عشرة سنوات ونهيت اقامتي وجلست خمسة سنوات بالسودان لم اجد شغل ولا مشغلة واشتغلت سواق امجاد رغم اني محاسب ولدي خبرة واخيرا بعت الامجاد واشتريت فيزا ورجعت تاني لحضن الغربة وتركت عيالي خلف ظهري لان وجودي معهم عالة عليهم وبعدي عنهم يوفر لهم العيش الكريم والله عالم برغبتنا بوجودنا معهم او وجودهم معنا لكن العين بصيرة والايد قصيرة الله يصلح حال البلد ويولي فيها من يخاف الله فينا حتى نقضي بقية عمرنا وسط اهلنا عزيزين مكرمين امين يارب العالمين

  8. المعادله الصعبه للزوج في الخارج-راحة البال ولا القروش- مافي اتنين سوا- وفي عصرنا الحالي المغترب بيتعصر عشان القروش ويرجع بعد اغتراب وهو فاقد الهويه والحنان الاسري-البعض بيعيش بشخصتين في الغربه كنوع من الهروب-شخصيه تتصل تسال عن اولاده وشخصيه بارده شغاله مكنة انتاج من الفجر للمغرب تموت خلاياها كل يوم وفي الاخر تصاب بانفصام انه هو ماسوداني لكن خليجي مع وجود الكبت النفسي-الاغتراب بقى مالم قوش زي زمان عشان الحياه بقت غاليه نارفي الخليج لكن الاغتراب بقى بس هروب من السودان الذي واقعه اساسا مر-وحسبنا الله٠

  9. بكل أسف الأعلام المقروء وحتى المرئى يتناول الحياة الأسرية للمغتربيين بصورة غير حقيقية…. شريحة المغتربيين من أنظف قطاعات الشعب السودانى والسبب الرئيسى فى أغترابهم هو التعفف وعدم الرغبة فى الأنغماس فى حالات الفساد الذى عم كل الضروب الأقتصادية فى البلد… وأما أسريا فمعظم الأسر متفقة تماما فبما بينها فى تفاصيل الأعتراب وجميع الأطراف تقدم ما عليها أذا كانت الزوجة أو الزوج أو الأبناء …. وأبناءهم بخلاف ما ذكر فى التقرير من أنجح الطلبة فى جميع الجامعات ويتصفون دائما بأخلاق الأسلام…. خفوا على هذه الشريحة الطيبة التى قدمت الكثير الى المجتمع السودانى ولو لاهم لجاع نصف الشعب السودانى

  10. ان الاغتراب لتحسين الاوضاع الاقتصادية للاسرة وتوفير الامان والتعليم والحياةالكريمة للاسرة وانه يمثل الاستثمار الحقيقي للمغترب ولكن لم يستطع اخذ اولاده معه في المهجر لاي سبب من الاسباب ارى ان وجوده مع الاسرة بالوطن مهما بلغت مشاكله افضل من الاغتراب اقولها من واقع التجربة لقد هاجرت من السودان بسبب مايعرف بالصالح العام علما بانني عند تخرجي من الجامعة اتيحت لي فرصة الاغتراب في اواخر السبعينات ولكن رفضتها لاداء ضريبة الوطن وعملت اكثر من عشرون عاما واصبح لدي تراكم خبرات اذداد معه ارتباطي بالوطن ولكن وفجاة لفظني النظام بدعوى الصالح العام ولازلت في حيرة من امري حتى الان ماهو الصالح العام وانا خدمت الوطنااكثر من عشرون عاما وفقد الوطن هذا التراكم في الخبرات ومثلي كثر ( مهاجر لاكثر من18 عام )

  11. الإغتراب ليس غاية ولكن وسيلة لتحقيق غايات عندما لا تتوفر السبل المناسبة لتحقيقها … في النهاية بتبقى زي العملية الجراحية عندها اعراض جانبية .

  12. طيب واحد فقران فضل حياة الفقر على الغربة كيف يكون حاله؟…اولا مهدد بالطلاق بسبب الاعسار…اولاده لايستطيعون الحصول على تعليم جيد…نقة الزوجة صباحا ومساء…والنقرة بتكسر الحجر…قد تضطر الزوجة لبيع شرفها مقابل لقمة العيش…الزوج ماعنده مكان مع ناس الفلوس…مختلف عنهم ثقافيا….الدين للمعسر يصل درجة الشحدة…فالاغتراب بالرغم من انه مر الا انه راحة للاخرين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..