سياسة إجهاض الاتفاقيات .. !!

* لو كان هناك اتفاقية عبر تاريخ السودان يستحق من صاغها او وقع عليها العقاب والاعتقال والمحاكمة لكانت هي إتفاقية نيفاشا الثنائية التي قسمت الوطن وفرقت السودانيين ، واي إتفاقية قبلها أو بعدها تعتبر نافلة أمام نيفاشا .. !!
* برعت حكومة الإنقاذ دون منازع في نقض المواثيق والعهود ، وهذا هو السبب الرئيسي الذي ولد عدم الثقة بين المعارضة والنظام ، واصبح البحث عن الضمانان واعﻻن المبادئ أهم من عملية الجلوس والتفاوض ، والشواهد ﻻ تحصى وﻻتعد ، وتجارب الحركات التي وقعت اتفاقيات سﻻم ثم سرعان ما عادت ادراجها للغابة وحملت السﻻح بعد ان ثبت لها زيف الوعود ماثلة امامنا ، وفشل الحوار الحالي ايضا بسبب البحث عن ضمانات من تهيئة أجواء واطﻻق حريات .. الخ .. كشرط اساسي قبل الجلوس على الطاولة ، وﻻ حوار او اتفاق دون ضمانات ، والا سيذهب أي اتفاق أدراج الرياح قبل ان يجف حبر التوقيع .. !!
* لم يتوقف الأمر عند نقض العهود والمواثيق ، وانما وصل الى درجة إجهاض اي اتفاق خارج مظلة النظام ، وأي اتفاق ﻻ يباركه النظام يوضع في خانة الخيانة العظمى كما حدث لميثاق الفجر الجديد واعﻻن باريس والان نداء السودان ، والاجهاض ﻻ يتم عن طريق النقاش حول البنود او مضمون الإتفاقية ، فهي جميعها تصب في طريق التحول الديمقراطي وﻻ خﻻف حولها ، ولكن النظام يحول مسار المعركة عن طريق إعتقال القيادات الموقعة وتحويل المعركة الى معركة اطﻻق سراح المعتقلين ، وبدﻻ من ان تصبح المعركة فكرية وجماهيرية وحوار حول المضمون يتحول الصراع الى صراع حريات ومحاكمات وبعد ايام يطلق سراحهم وتنتهي الإتفاقية بإنهاء اطﻻق سراح المعتقلين ، وتصبح إحتفالات النصر تخص معركة الحريات وتذهب الاتفاقية في طي النسيان كسابقاتها وهكذا دواليك ، وفي النهاية الرابح هو النظام ، ويبقى الوضع على ما هو عليه الى حين إتفاقية أخرى ومعركة حريات أخرى .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة
حتى تكتمل الصورة- يا عثمان وتاني ما في زول برقص ويغطي دقنو
“منصات التاسيس” التي تشكلت عبر العصور وكيف يتم التجديف بعيدا عنها بسبب “بضاعة خان الخليلي-الناصريين -الشيوعيين -الاخوان المسلمين-” وجهل واستكبار الرعيل الاول ومن خلفهم من زرية ضعفاء حتى غدت البلد كالصريم…
1- المنصة الاولى :
الفدرالية ومؤتمر جوبا 1947 الذى اكد استحالة ادارة السودان عبردولة مركزية فاسدةوفاشلة وفاشية -النموذج المصري-
2-المنصة الثانية
السيد عبدالرحمن المهدي والشعار الجامع المانع”السودان للسودانيين” ومحاربة الاستلاب المصري الفكري -الثقافي -السياسي في السودان “الخديج” ودعمه لرؤية الجنوبيين”الفدرالية ” الاب بيامس والسياسي بنجامين لوكي 1955
3- المنصة الثالثة:
اسس دستور السودان 1955- محمود محمد طه او مشروع سوداني لدولة مدنية فدرالية ديموقراطية اشتراكية في العالم الثالث والسودان
4- المنصة الرابعة
مقررات مؤتمر المائدة المستديرة “سر الختم الخليفة”
وكانت نواة لاول مؤتمر وطني دستوري لوضع رؤية كيف يحكم السودان ولاحظ مع ثورة اكتوبر غير المجيدة 1964و-نفس الناس- وارجع ال التاريخ شوف ما حاق بالجنوبي وليم دينق ومن احرق الجنوبيين في بابنوسة1965
5- المنصة الخامسة
اتفاقية اديس ابابا 1972
اول مشروع سوداني ديناميكي بعد لاستقلال استطاع ان يتيح للجنوبيين الفرصة للعيش في دولة سودانية مستقرة بالحكم الذاتي في الجنوب والحكم لاقليمي اللامركزي الرشيد في الشمال ….
6- منصة السادسة:
اتفافية الميرغني /قرنق والمؤتمر الوطني الدستوري 1988 التي اجهضاانقلاب الانقاذ..
7- المنصة السابعة
7- مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية 1995
اقترب كثيرا من علاج ازمة الدستور نفسها وضع تصور لحكم السودان…واجهضه -نفس الشخص-
8- المنصة الثامنة
اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل 2005 ودستور 2005
وهذه وضعت الحل المؤسس دستوريا لحل كافة مشاكل السودان العالقة من 1956 ومؤسسة بي دستور وبي اختراع المحكمة الدستورية العليا…وايضا اجهضها -نفس الناس
…
المنصة التاسعة
اتفاق مالك عقار/د.نافع علي نافع 2011
والقرار 2046
…………….
****
10- المنصة العاشرة وااخيرة قبل السقوط بعد 30 ابريل 2014
العودة للشعب يقرر-الانتخابات المبكرةعبر تفعيل الدستور و-The Three Steps Election 1-
المؤسسات الدستورية واعادة هيكلة السودان هي المخرج الوحيد الامن للسلطة الحالية..بعد موت المشروع الاسلامي في بلد المنشا مصر يجب ان نعود الى نيفاشا2005 ودولة الجنوب والدستور الانتقالي والتصالح مع النفس والشعب ..الحلول الفوقية وتغيير الاشخاص لن يجدي ولكن تغيير الاوضاع يجب ان يتم كالاتي
1-تفعيل المحكمة الدستورية العليا وقوميتها لاهميتها القصوى في فض النزاعات القائمة الان في السودان بين المركز والمركز وبين المركز والهامش-وهي ازمات سياسية محضة..
2-تفعيل الملف الامني لاتفاقية نيفاشا ودمج كافة حاملي السلاح في الجيش السوداني وفتح ملف المفصولين للصالح العام
3- تفعيل المفوضية العليا للانتخابات وقوميتها وتجيهزها للانتخابات المبكرة
4-استعادة الحكم الاقليمي اللامركزي القديم -خمسة اقاليم- باسس جديدة
5-اجراء انتخابات اقليمية باسرع وقت والغاء المستوى الولائي للحكم لاحقا لعدم جدواه
6-اجراء انتخابات برلمانية لاحقة
7-انتخابات رآسية مسك ختام لتجربة ان لها ان تترجل…
8- مراجعة النفس والمصالحة والشفافية والعدالة الانتقالية…..
…………….
ولو عرفت- نفس الناس- واتحررت من شنو … خلاص اكتمل علمك