خطوات!!

أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
لانمل الوقوف خلف أبوابهم المغلقة حتى يصلهم النداء،
أمل نحاول به نظم مسبحة الوطن من جديد فالوِرد اليومي للتحصين هو الإيمان القاطع بأن القوة والشجاعة في السلام وليست في الحرب!!
ولم يكن قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخاص بإقالة اللواء عباس كامل من رئاسة المخابرات العامة وتعيينه مستشارا ومنسقا عاما للأجهزة الأمنية ومبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية كمنصب شرفي بلا صلاحيات
لم يكن قرارا مفاجئا للأوساط السياسية المصرية وحسب ولكنه بلا شك, كان وقعه صادما على المجلس الإنقلابي السوداني وحكومة بورتسودان بصفة عامة وعلى الفريق عبد الفتاح البرهان بصفة خاصة، لعلاقة الأخير بالرجل الذي تربطه صلات قوية بجهاز الامن والمخابرات السوداني والاستخبارات العسكرية ، ولكن كانت علاقته مختلفة مع الفريق عبد الفتاح البرهان منذ أن تقلد رئيس مجلس السيادة بعد ثورة ديسمبر، فهو اكثر الشخصيات التي لها تأثير مباشر على الشأن السوداني الداخلي ومايدور في مراكز القرار بالإضافة الي علاقته الوثيقة برئيس جهاز الأمن والمخابرات الأسبق صلاح عبد الله قوش
وكانت آخر زيارة لعباس كامل جمعته بالبرهان قبل شهرين بمدينة بورتسودان وخرج بعد اللقاء معه وأكد حرص بلاده على أمن واستقرار السودان، وأن تُطوى صفحة الحرب سريعاً لوقف معاناة المواطن
وبالأمس تحدثنا هنا عن أن زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان الي مصر لم تأت صدفة وتعد واحدة من أهم التحركات الإقليمية التي سيكون لها مابعدها سيما في مايتعلق بالقضية والأزمة السودانية، والتي جاءت بعد خطاب حميدتي الذي ذكرنا أن أسبابه محورية واقليمية حتى قرار الدعم السريع سحب وفدها من التفاوض ، ذهبنا في تفسيره أنه ربما يكون ورقة ضغط دولية تأتي لأعادة ترتيب المسار التفاوضي الذي تلعب فيه مصر دورا مهما بصفتها واحدة من اضلاع مربع الحل السلمي الدولي الذي يسعى لوقف الحرب في السودان ، وبما أن إتهامات حميدتي جاءت مباغتة للحكومة المصرية، وأربكت وجودها كلاعب مؤثر في ملعب الوساطة والذي يؤثر بلا شك في اداء هذه المهمة، فكان لابد لها أن تثبت العكس حتى لاتكون واحدة من المساهمين في تأجيج الصراع في السودان المتسبب في قتل الآلاف من المدنيين، وسارعت الخارجية المصرية بنفيها صلتها بالميدان لكن كان الأمر أكبر من أن يحسمه النفي، حيث ألقى الإتهام بظلال تأثيره السلبي على مجرى الأحداث وسبل السعي الدولي والأقليمي نحو ضرورة وقف الحرب لأن المعاناة الإنسانية والكارثية التي يمر بها الشعب السوداني لاتحتمل من دول الأقليم سوى دعم التفاوض وإيقاف الحرب عاجلا وليس آجلا
وحتى لايذوب خيار التفاوض بين لافتتي إتهام من قبل طرفي الحرب لدول هي جزء من الحل السلمي المطروح ( مصر الأمارات)
لذلك كانت زيارة محمد بن سلمان الخاطفة للقاهرة تؤكد حرص الوساطة على وجود مصر على طاولة الحل السلمي لا أن تكون في أي مكان آخر يمكن ان يهدم كل مابنته الوساطة في ايام سابقات سيما ماتقوم به المملكة بصفة خاصة من جهود سياسية في ملف ترى أنه من أهم الملفات الإقليمية التي تُعد من صميم إختصاصها لطالما أنها من أهم الدول التي تلعب دورا اصيلا في الحل عبر منبر جدة الذي حظى بإجماع دولي وخارجي ومحلي
ولأن عباس كامل يمثل حلقة الوصل بين القيادة السودانية والمصرية فإقالة الرجل تحسب خطوة إيجايية في طريق الحل السياسي قد تكون مصر قصدت بها تجديد حسن النوايا للوساطة وارادت أن تؤكد من خلالهاحرصها على السلام كعهد جديد، تأبطه بن سلمان وعاد به الي بلاده
ولكنه في ذات الوقت يعتبر صفعة كبيرة للحكومة السودانية،
وبالرغم من أسباب إقالة كامل قد تكون متعددة إن كانت تتعلق بالشأن الداخلي ،. او بسبب تشابك الملفات الإقليمية والدولية مثل ملف الحرب بين اسرائيل و فلسطين،
او غيرها من الملفات الأخرى إلا أن قضية الحرب في السودان تُعد اقرب السيناريوهات والأسباب لهذا التغيير الجوهري في بيت القرار المصري
كما أن القضية السودانية الآن هي من اكثر القضايا الاقليمية التي تهم محمد بن سلمان لجهة أنه الممسك بالملف السوداني كطرف أصيل في عملية الحل السلمي والذي سبقت زيارته إقالة عباس كامل ب 24 ساعة فقط ليتخلى السيسي عن أخطر رجل يشغل أهم منصب في الدولة
ولهذا فإن اقالة كامل وبلاشك خطوة تدعم توجه مصر لدعم ساحات التفاوض لحل القضية السودانية حلا سياسيا قد يٱتي هذا برغبتها او برغبة إقليمية تمثل فيها السعودية ودولة الإمارات قاعدة التوجه نحو السلام والعودة الي منبر جدة
لذلك فمن المتوقع في الأيام القادمة أن تقوم مصر بعدة خطوات تؤكد بها نيتها في دعم إيقاف الحرب في السودان حتى تلغي عن عاتقها الإتهام الذي وجهه لها قائد الدعم السريع.
والحكومة المصرية أقرب الآن الي السعودية من البرهان ومجلسه لذلك يبدو أن بن سلمان كان حريصا على أن يفتح نافذة للضوء من جديد يؤكد بها حرص المملكة على ضرورة وقف الحرب في السودان الخطر الذي اصبح يهدد كل الإقليم
وقد تشهد الأيام القادمة
خطوات لطرفي الحرب نحو منبر جدة بالرغم من الخطوات العسكرية تجاه الميدان، الذي أضحى ساحة لقتل الشعب السوداني وكأنما الغاية اصبحت والهدف هي الإنتصار عليه فقط !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
المبعوث الخاص للسودان توم بيريللو يدعو الي ضرورة تمديد إتفاق فتح معبر أدري الحدودي، الذي ينتهي في 15 نوفمبر، لمدة ستة أشهر إضافية على الأقل، وذلك لتسهيل تدفق المساعدات الإنساني حيث يعاني العديد من السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء.
الجريدة