مقالات وآراء

أكرم كورونا!!

تأمُلات ـ كمال الهِدي

. لم يبق للبعض إلا أن يُلقبوا وزير الصحة ب (أكرم كورونا) ، وكأنه من أتى بهذا الفيروس اللعين ونشره في العالم.

. قلت غير مرة – بالرغم من عدم وضائي عن أداء حكومة الثورة- أن الدكتور أكرم أحد أنشط وزراء هذه الحكومة وأكثرهم إخلاصاً في العمل.

. وهو مواجه بصعوبات جمة في التصدي لوباء عجزت حتى أكبر الدول في التعامل معه.

. ولأننا في سودان الجدل المستمر وخلط الأوراق وعدم الموضوعية في التناول والعجز عن التمييز بين ما هو وطني وما يخص جماعة بعينها، نملأ طريقه بالأشواك وكأنه المسئول الوحيد عن درء الخطر.

. ما لا يريد أن يفهمه بعض مرضى النفوس أن الوباء إن انتشر في بلدنا فلن يفرق بين مجموعة وأخرى، أو فرداً وآخر.

. لكن لأن أنصار نظام المخلوع عودونا على تحقيق مصالحهم الذاتية ولو على أشلاء غالبية السودانيين، بلغ بهم السوء نشر الأكاذيب وحبك الروايات حول إنتشار المرض في هذه المنطقة أو تلك، ونشر الشائعات المغرضة حول عدم جدية الحكومة في التعامل مع الحالات المسجلة أو إهمال من خالطوا حاملي الفيروس.

. مع كل صباح نسمع عن قصة من هذا النوع ونرخي للأسف آذاننا ونصدق بالرغم من أن الوزير كلما خرج علينا خاطب الناس بصدق وبشفافية بائنة.

.ولا أدري لِمَ لا نريد أن نتعاون جميعاً في إبعاد هذا الوباء الفتاك عن بلدنا الذي يفتقر للكثير مما يفترض أن يتمتع به القطاع الصحي بسبب الخراب والنهب الذي مارسه (المقاطيع) على مدى ثلاثين سنة.

. أحببنا أكرم أم كرهناه، اتفقنا مع الحكومة أم اختلفنا معها، علينا أن ندرك قبل فوات الأوان أن هذه قضية أمن وصحة مجتمع كامل لا مجموعات بعينها أو أفراد هنا أو هناك.

. ولمعلومية بعض المرجفين في المدينة فإن مكافحة هذا الوباء تعتمد بشكل أساسي على وعي وحرص الشعوب.

. فالحكومات حتى في أكثر بلدان العالم تقدماً لا تستطيع عمل الكثير إن لم تتجاوب معها شعوبها.

. يعني دي من الحالات القليلة التي لن ينفع معها تعليق الأخطاء على الحكومات والحديث عن تدهور الأوضاع… الخ المواويل المحفوظة التي نلجأ لها كلما أردنا أن نتملص من مسئولياتنا.

. إن تصرفت بمسئولية ووعي عزيزي المواطن تستطيع أن تحمي نفسك وأهلك بدعم الحكومة طبعاً.

. أما إن تعاملت بالإستهتار والإهمال المعهودين فالوباء سيقضي علي الأخضر واليابس حتى وإن شيد دكتور أكرم مئات المستشفيات ولو أدخلت وزارته ٩٠٪ في المائة من الشعب السوداني في الحجر الصحي.

. فعلينا أن نميز بين ما يستدعي نقد الحكومة وما يتطلب منا القيام بأدوار إيجابية لحماية أنفسنا.

. رأيي الشخصي أن الوزير يقوم بما هو متوقع منه بأفضل الطرق الممكنة ويبقى دورنا التكميلي كمواطنين.

. لكننا للأسف ننصرف عن هذا الدور بإضاعة الوقت في تبادل الشائعات والتنظير والاصغاء لبعض المهرجين.

. قبل تشكيل هذه الحكومة كتبت ما معناه أننا لو استمرينا في النشاط المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي فمعنى ذلك أن شعار (حانبنيهو) سيظل مجرد حبر على ورق.

. والآن بعد كل هذه الشهور وبالرغم من المخاطر التي تحيط بنا من كل جانب ما زلنا جميعاً في أوج مستويات نشاطنا على هذه الوسائل دون أن نتقسم الأدوار لكي ينصرف كل منا لما هو مناط به.

. عموماً الكورونا لا ترحم ولا تصغي للتنظير، فهل نرحم أنفسنا ونجد في مكافحتها!
. أتمنى ذلك.

‫4 تعليقات

  1. لو اراد الوزراء في حكومة حمدوك ان يجدوا مقياسا لحسن او سوء ادائهم فعليهم ان يتابعو اعلام الكيزان ومن لف لفهم. فان سكت هذا الاعلام المريض عنهم او اشاد بهم فذلك المقياس هو سوء اداء المسكوت عنهم او المشاد بهم.
    اما الذين يتعرضون للنقد السالب فهؤلاء سائرون في الطريق الصحيح فهنيئا لهم وعلي راس هذه الفئه دكتور اكرم علي التوم واقترح علي سكرتارية مكتبه ان تكتب بيت الشعر الاشهر علي مدخل الوزاره وبالخط العريض:
    واذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل

  2. كلامك جميل يا أستاذ ولكن قل (استمررنا) وليس (استمرينا)، مثل: ظللنا نشكو و ليس (ظلينا)، أقررنا (بالمسئولية) و ليس (أقرينا)، مددنا يد العون وليس (مدينا)، فررنا من المرض وليس (فرينا)، حللنا المشكلة وليس (حلينا).

  3. لقد اديت دورك كاملا وزيادة يا د اكرم.
    والشعب معك وما قصر، والكرونا في انحسار. والحالات الاخيرة الظهرت كانت من فتح المطار الخميس للسبت ٢٢ فبراير الحالي.
    لا تفوت الفرصة لاعلان السودان ليس به كورونا قريبا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..