مقالات وآراء

إعادة هيكلة الجيش السودانى مطلب ثورى وشعبى-«5»

«سلسة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية[60] اليوم سأسلط الضوء فى الجزء الخامس حول المزيد من الأسئلة العالقة فى مخيلة السودانيين ولم تجد الإجابة بعد.
وما زلنا جزء من المشهد.
الى مضابط السؤال
-لماذا لا يتم استيعاب أبناء الهامش فى الكلية الحربية السودانية وباقى الكليات الحربية العسكرية فى الداخل وخارج السودان وخاصة المنح العسكرية؟

وزارة الدفاع وطاقمها الذى يتربع قيادته فئة صغيرة من مكونات الشعب السودانى التي تفوق ال«522» اثنية ومكون اجتماعى بتعدد لغاتها،عاداتها،تقاليدها،اديانها،أعرافها وموروثاتها الثقافية والاجتماعية فهى لاتريد أن ينازعها أو يشاركها الأخرين هذه الميزة أحد وتعتبرها ملك حصرى وخاص لها وماركة تجارية مسجلة والاحتكار سيد الموقف لتلك الماركة بالتالى لاتريد الخير للسودان ولا للسودانيين الا فى اطار تلك البيوتات الصغيرة التى تنحصر معرفتها بالسودان ما بين حدود ولاية الخرطوم ومناطقهم التي أتوا منها وهى مجموعة عنصرية بامتياز ذات نظرة و أبعاد اقصائية لذلك لا يهمها شىء ولاتكترث للأخرين وتدافع بكل ما أوتيت من قوة قهرية للاستمرار والجلوس فى كابينة القيادة من أجل البقاء ويظل الأخرين فى رتب «البندقجية» لحراستهم أى حراسة مشروعهم الصفوى!

هيئة العمليات وكل فروع وإدارات الجيش فى المركز،الولايات،المحليات،الوحدات الإدارية والحاميات العسكرية الصغيرة فى السودان تديرها تلك الأسرة الواحدة ولامكان لباقى أهل السودان بما فيهم أهل الهامش موقع من الاعراب وهذه حقيقة بالرغم أن هناك من يقلل من طبيعة هذا الظلم الممنهج ضد فئات أبناء الهامش السودانى وأود أن أسترعى انتباه القارئ الكريم بأننى لا أعنى بالهامش هنا فقط شرق السودان،النيل الأزرق،جنوب كردفان،وسط السودان أو إقليم دارفور ولكن أعنى بصورة أشمل كل مناطق الهامش التى لم تجد نصيبها من المشاركة فى بناء السودان ولاسيما قيادة الجيش السودانى.

السؤال الذى ما يزال حبيس أدراج عامة السودانيين هو:

-لماذا؟! ألا يوجد هناك مؤهلين لدفة قيادة الجيش من قاطنى الأقاليم الأخرى؟

-ألم تنجب حواء السودان قيادات غيرهم؟

-لماذا لا يراعى التمثيل لكل أبناء أدم وبنات حواء السودان؟

– لماذا لا يشارك جميع الضباط في امتيازات وفرص المنح العسكرية للتدريب والتأهيل العسكرى خارج السودان؟

-لماذا يتم احتكار هذه الرتب القيادية العليا لأبناء أدم ذات الإقليم الواحد/الأحادى؟

-متى ترتقى القيادة العسكرية الى مستوى التفكير خارج الصندوقThinking out of the box نحو كل السودانيين من دون محاباة لأحد؟

-ألا يعتبر هذا استعمار مغلظ؟ وهل هناك معنى للاستعمار الداخلى أكثر من هذا الذى نعيشه ونحن أحياء؟

– هل السودان ملك لكل السودانيين أم فقط ملك لتك الأسرة المستأثرة بقيادة الجيش وبقية القوات النظامية فى السودان؟

-أين العدل؟ أين حقوق المواطنة المتساوية؟ بل أين مفاهيم السودانيين السمحاء؟

-ألا يعد هذا ظلما” صارخا” أن يعيش مواطن فى بلده ضمن المرتبة الثالثة والأخيرة من درجات تقسيم المواطنة حسب أيديولوجية القيادة العسكرية؟

-قل لى بربك هل تطبق قيادة الجيش معايير السماء؟

-متى يتنسم السودانيين الإحساس بالمواطنة المتساوية فى بلدهم؟ هل بعد أن تغيب الشمس من مغربها؟

يقول تشى جيفارا:«إنّ حبى الحقيقي الذي يرويني هي الشعلة التي تحترق داخل الملايين من بائسى العالم المحرومين،شعلة البحث عن الحرية والحق والعدالة»

خير لنا أن نموت ونحن واقفين مرفوعى الرأس من أن نموت ونحن راكعين» «

إذا لم ينتهى الظلم فسيأتى السياح يوما” ويتفرجوا علينا وعلينا أن نعى الدرس!

«نواصل فى حلقات قادمة»
موسى بشرى محمود على-
29/03/2020

تعليق واحد

  1. شكرا علي المقال
    لان المؤسسة العسكرية للاسف مخترقة من الخارج أولها مصر منذ القدم.
    وكل الانقلابات العسكرية الحصلت كانت بدعم كامل مصري وهم من يحددون من يأتي في دفة القيادة ومن يكون حوله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..