ثورة الدرويش … هل يعيد التاريخ نفسه؟

اسماعيل عبدالله
كان صوفياً بسيطاً في ملبسه ومأكله ومشربه توّاق للزهد والتعبد والتبتل، لم يكن درويشاً ساذجاً يدور حول جسده وفلك أضغاث أحلامه كما صوّره (الدنيويون)، بل كان مركزاً لاحتشاد المعاني النبيلة بوجدانه النقي، تحرّكت نزعاته الانسانية الفطرية الرافضة للظلم والبغي والعدوان، فناهض الدخلاء والغزاة المستبيحين للأرض والهاتكين للعرض، دانت له شعوب السودان من غربها لشرقها ومن شمالها لجنوبها، ليس رضوخاً لسطوة العنف ولا خوفاً من جاه أو سلطان، وإنّما حبّاً وكرامة في إنسانية الإنسان وجاهزيته للفناء من أجل السودان، آخى بين أوس الشرق وخزرج الغرب فخاض نضالاً مقدساً أخرج بموجبه البغاة والغزاة وطهّر الأرض من الدنس والرجس، فتح الدرويش الثائر آفاقاً جديدة صنعت الشخصية السودانية الحاضرة، وأسس لوجدان جمعي مشترك صخرته متماسكة صلدة صماء لم تقدر امبراطورية الشمس المشرقة على تفتيتها، اجتمعت حول أثير هالته الكارزمية الطاغية كل سحنات وحركات وسكنات قومه، فتضافرت عدة عوامل جعلت منه ملهماً روحياً وقائداً ميدانياً فذاً لم يجود زمان هذه البلاد بمثله، بذر بذرة طيبة في الأنفس أن جعل فريضة مناهضة الظلم خصيصة ماثلة داخل هذه الأنفس المتصوفة الصادقة والأمينة، ما أدهش عوالم الأمس واليوم فحارت من أي مدخل من المداخل تلج إلى هذه النفس المتصوفة، فتزاحمت المبادرات على أبواب القصور دون جدوى.
إنّ خصائص الدرويش الثائر قد نال ثوار ديسمبر منها حظاً وافراً، كيف لا وعلوم الطب والجينيوم والفلك والنجوم والما وراء جميعها تذهب باتجاه استحالة فناء الروح والمادة، وتؤكد على حتمية مبدأ التحول في كليهما، فاذا ما مكث في الأرض ما ينفع الناس من طيب موروث الأولين، فإنّه من المبصوم عليه بالعشرة أن المنفعة آتية للآخِرِين لا محال، فذات سهام النظرة الساخرة التي ناشت الدرويش من الأهل الأقرباء والغزاة الغرباء، اليوم تنتاش الدراويش الجدد الصغار أصحاب الشعر المجعّد والملابس الرثّة، فهذا الكوكب الأخضر لا تمر عبره الأحداث والظواهر اعتباطاً، وما يجري من عناد شبابي صامد ورافض للظلم والعدوان ما هو إلّا استرسال وتمدد لما بدأ قبل قرن ونيف، وهنا لا بد من الإشارة إلى حقيقة مهمة ألا وهي واقعية حدوث انقلاب دورة الأشياء بعد كل انقضاء مئوية من الزمن، تماماً كما عاد الطاعون الّلعين في ثوبه الجديد (كورونا) بعد قرن من فتكه بالأمم والشعوب مفتتح القرن الماضي، فهاهي الدروس والعبر الكونية التي هيأ لنا المهندس الأعظم سانحة أن نصغي لمحاضراتها، عسانا أن نتدبر أو نتفكر أو نتعظ بأن لكل دور إذا ما تم نقصان، وأنه لا يجب أن يُغر بطيب العيش إنسان، كائن من كان، فدماء الدراويش الصغار المسفوحة على أرصفة المدينة التي شهدت أعظم حدث أخريات القرن السابع عشر – تراجيديا ذهاب روح غردون للذات الإلهية – لن تضيع هدرا.
ما أشبه الليلة بالبارحة، الضرائب الباهظة والقتل والسحل وطغيان الحكم وجبروته وبطشه، والامتعاض والتضجر والملل والكلل الشعبي وضيق العيش، هي نفسها الأسباب والدوافع التي دفعت بالدرويش الطيب السجيّة والمسالم الممتليء بحب الخير للآخرين لأن ينتفض ويثور، فهبّة الثلاثين من يونيو الماضي أذهلت العقول بشمولها لكل حواضر البلاد، لقد كان مشهداً رائعاً أدمعت الأعين فرحاً لأجله، تماسك وجداني جماهيري لا مثيل له طاف بقرى ومدن الداخل وعم عواصم المهجر الجليدية والصحراوية. وزيارة السفير الأمريكي للمتصوفة في عقر دارهم تأتي في سياق ما نحن بصدده، فهو يعلم عن هذا الإرث ما لا يعرفه الكثيرون من ورثته برغم حملهم لغليظ الألقاب وتوشحهم بعريض الأنواط، فالرجل قاريء متميز لثورة الدرويش، لذلك بدأ من آخر صفحات كتاب الثورة السودانية، وبالطبع أن قراءته هذه ليست بالقراءة التي تصب في ماعون ومصلحة الحراك الثوري الوطني الخالص والخالي من شوائب الغرض، بل على عكس ذلك تماماً، فالرجل لا ولن ينسى تراجيديا ذهاب روح رمز إمبراطورية الشمس المشرقة غردون باشا للذات الإلهية بأسباب للدراويش لهم فيها الباع الطويل، ذلك الحدث الذي يعد علامة فاصلة في تاريخ الأمة، ودليل ومرشد صادق للقويين الدولية والإقليمية يشير إلى كيفية التعاطي مع هذه الأمة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
بالغت يا فكي أسماعين
هذا المقال سيكون خصماً على أي مقال كتبته خلال الفترة الماضية.
إفتراضات واهية و شعوذة و دجل
خلاص ياخي
حميدتي ولد دقلو هو الدرويش المنتظر
هو ح ينقذ السودان.
فكي سماعين خبير كشف الخبيئة والكنوز المطلمسة وتنزيل الاموال ومتعهد سفوفة التيمان لعلاج الهبايب !!
كانت ظاهرة من ظواهر التخلف وعدم مقدرة البشرية على تفسير الكثير من الظواهر الطبيعية في حينها والآن يحترمها الناس تحت بند الحرية والسلوك الشخصي العلم بها لا ينفع والجهل بها لايضر
من ابدع ما قرأت ، وفقك الله وجزاك خيراً كثيراً
هذا المقال سيكون خصماً على أي مقال كتبته خلال الفترة الماضية.
إفتراضات واهية و شعوذة و دجل all can be said
thanks jalal
من تربي علي أحاجي الدجل والدروشه بعيدا عن التوحيد يكون إخراجه مثل هذا الغثاء إن كان درويشك الذي نعرف فهو كاذب لم يلتف الناس حوله حبا أو لكراماته الان تجري مراجعه لتاريخهم أما ثورتنا الان ثورة تنوير وشباب متعلم يعلم ما يريد لهذا تجده رافضا لإنصاف الحلول التي عرضت وعن رضا الغرب وزيارته للدراويش لانه يعلم اشواق امثالكم الذين يسهل اللعب عليهم ويعلم الازار الذي تدثرون به متي ماشاء سحبه عنكم وكشف عوراتكم النتنه حميدتي كيف دخل الدروشه ولا لسه