مقالات سياسية

كل البلد دارفور

ضد الانكسار
عندما يتم  الوصول الي  مرحلة الوعي التام يصبح التنوع وسيلة للإبداع والاختلاف يقود نحو البناء والتعمير عندما يوضع في قالب الانصهار… النظام البائد أشعل الحروب القبلية و أصبحت اللغة العنصرية البغيضة مسيطرة علي المجتمع…… فبدلا أن نعمر الأرض بدأنا في تدميرها….. بدل أن نسهم في بناء الانسان دخلنا في دائرة القتل و  الإبادة….
 الذين يستعملون لغة الاستعلاء في التعامل مع الآخر يؤكدون  عدم وعيهم  وفقدان البصيرة التي تقود الي الامام…. مازال شئ من الجهل يسيطر علي المجتمع وعلي العقلاء تجاوز ذلك بنشر روح القومية وليس القبلية…. كان أجمل هتاف عبر عن وعي الشباب (يا عسكري يامغرور كل البلد دارفور)…..لنجعل السلام هو بداية لمرحلة جديدة خالية من كافة النعرات والمصالح…
 إذا قمنا بدراسة ما يحدث ماذا فعلت بنا العنصرية؟ والي اين قادت الحروب القبلية؟ لتتوحد  الجهود من أجل البناء والتعمير…
انا سوداني تكفي
&قضية طلاب دارفور وجدت تفاعل من كافة الجهات الرسمية والشعبية بعد اجلائهم من الداخليات دون توفير وسيلة لترحيلهم…الذي أدي إلي اعتصامهم بسبب قرارات تتم بصورة عشوائية… فلماذا لم يتم  ارسل بصات الي الدخليات ويتم الجلاء بصورة منظمة دون هذا الشتات في الشوارع.تفاعل الجميع مع القضية يؤكد أن تلك الأصوات التي ترتفع وتيرتها من حين الي اخر لإحياء الفتن النائمة لا يمثلون الا أنفسهم.. تلك القلة يجب أن تحارب بعدم  الرد عليها وتجاهلها ، نميت الباطل بعدم ترديده…. في النهاية لا يصح الا الصحيح….  ليس هناك مستحيل…. أمامنا التجربة الرواندية…
رواندا  من الفقر والحروب تمكنت من عبور المرحلة الي دولة متطورة سلاحها العلم والتجرد… متي نعبر
&&أنا أمقت العنصرية ، لأنني أعتبرها شيئا من الهمجية ، سواء جاءت  من رجل أسود أو رجل أبيض .
 نيلسون مانديلا
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

امل أحمد تبيدي
[email protected]

تعليق واحد

  1. أستاذة أمل ….تحية وسلام ..معلوم بالبديهة أنه كلما تقلص الحس الوطني و ضمر الانتماء إلى البلد فإن القبلية هي التي ترتفع وتيرتها خاصة إذا ما كانت السلطة المسيطرة لا تعبر إلا عن الانتماءات القبلية.. لم تبدأ النعرة القبلية اليوم أو الأمس في السودان إنما حصيلة سنين من الغفلة والمكر المستتر ضد البلاد ظل أولئك الذين نعرفهم يعملون لإغراق البلاد والعباد في هذه المتاهة القبلية العنصرية البغيضة ..لا نستثنى حتى الصادق المهدى من هذا التدبير البغيض وللحق فإن الميرغني لم نسمع منه شيئا يتماهى مع القبلية والعنصرية..ففي بلد كالسودان ماذا يعنى حزب البعث العربي بشعاراته الصريحة أليس هذا تقبلا صريحا للعنصرية؟ إذا أردنا فعلا اجتثاث لعنصرية والقبلية من السودان فلينظر أي منا حول محيطه الصغير كيف يتصرف في رفض القبلية والعنصرية وما هو دوره هل قام به أم لا؟ ليس بالضرورة أن نجتثها بين يوم وليلة لأن ذلك مستحيل ولكن لنبدأ اليوم ونعيد النظر في حياتنا الاجتماعية والثقافية وبرامجنا التربوية والتعليمية نزيل عنها كل ما يتعلق بالقبلية ونعمق الارتباط بالوطن. أحد الإخوة مع احترامي الشديد كنا نعلق على الإعلامية السودانية اللامعة زينب البدوي ,إذا به يصيح بأعلى صوتيه عفيت منك يا رب….ية؟؟ قلت له إنها لا تعرف السودان دعك من القبيلة ذاتها ولا تمثل لها شيئا في نجاحها ..تصور أن شخصا مقيم في عاصمة العالم لندن ويصر على العيش تحت مظلة القبيلة أليست هذه مدعاة للأسى والحزن. حكت لنا أستاذة إنجليزية عملت في السودان في أحدى الجامعات لمدة تزيد عن خمس سنوات أن زملاءها بالشعبة طيلة فترة وجودها كانوا يتناقشون على الدوام (قبيلتي…. قبيلتك) دون التوصل إلى نتيجة ثم يستعر الجدال اليوم الذى يليه حتى انتهت فترتها في السودان وهى تتحسر كيف لأناس نالوا تلك الدرجات في المعرفة ولا يستطيعون الإفلات من كنف القبيلة. إنها داء عضال قمين بأن يقسم السودان إلى قطع أكبرها بحجم علبة الثقاب. فالسودان لن يدمره الفقر ولا العوز ولكنه سيفنى تحت ضغط القبلية والعنصرية ومثلما ذهب الجنوب فلن نضمن بقاء أخرين في حضنه لسوء صنيعنا وقبليتنا التي تزكم الأنوف.. رحماك يا رب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..