بديل البشير.. وفقه ?جناً تعرفو?

أحد أبرز ملامح ضعف التخطيط المؤسسي داخل الحزب الحاكم تظهر من خلال استمرار الجدل وتجدده في كل مرة ليس حول أسماء محددة مقترحة للترشح بدلاً عن الرئيس البشير في انتخابات الرئاسة القادمة بل استمرار الجدل حول إعادة ترشيح الرئيس البشير في الدورة الانتخابية المقبلة عام 2020 والتي تنتهي عام 2025.
وبعيداً عن الحديث حول مميزات وإيجابيات استمرار البشير في الحكم بنظر قيادة الحزب فإن المشكلة الحقيقية تكمن في أن حزب المؤتمر الوطني الذي هو أكثر أحزاب الساحة السياسية في السودان حظاً في فرص الاستقرار والمواكبة وتطوير البناء التنظيمي بحكم وجوده في السلطة لثلاثة عقود ليس لديه بدائل متوافق عليها ومحددة أو معروفة للجميع بأن خيار المرشح البديل سيكون على الأقل من بينها.
عامان ونصف فقط هي الفترة المتبقية لموعد الانتخابات الرئاسية القادمة ولا يزال الجدل دائراً حول امكانية تعديل الدستور ليسمح بترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة..!!
وفي الوضع الطبيعي كان من المفترض أن يكون مرشح الحزب الحاكم البديل للرئيس البشير محدداً منذ الدورة الماضية التي كان البشير قد أبدى عدم رغبته في تجديد الترشح لها قبل أن يعود ويوافق على الترشيح تحت رغبة ضاغطة من قيادات المؤتمر الوطني..
ولكن حتى متى سيهرب المؤتمر الوطني من مواجهة واقع لا مهرب نهائي منه وهو واقع تقديم المرشح البديل.. وتقديمه منذ الآن واختبار شعبيته والقيام بتأهيله بشكل واضح لهذا المنصب؟ فحزب المؤتمر الوطني وكيان الإسلاميين بشكل عام هو كيان مليئ بالمثقفين والشخصيات السياسية التي يمكن ترشيحها لهذا المنصب، لكن برغم هذه الحقيقة فإن الحزب يبدو خائفاً من مواجهة واقع حتمي أمامه ولا يمتلك الثقة الكاملة في أن يحظى المرشح البديل بحجم التوافق والإجماع حوله من القيادات والأعضاء الذي يحظى به الرئيس البشير.
وطالما ظل هذا الباب مغلقاً بهذه الصورة وظل مثل هذا الحديث مكتوماً ممنوعاً مقموعاً من جانب القيادات الأخرى نفسها أمثال دكتور نافع الذي قال قبل يومين لصحيفة المجهر إن (الحديث عن ترشيح البشير من عدمه في 2020 كلام ساكت).
لماذا لا يكون الأمر (كلاما واضحا وصادقا ومحددا).. وليس (كلام ساكت)؟!
هوية واسم مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة في الانتخابات القادمة أمر يهم الجميع ولا يهم فقط أعضاء الحزب الحاكم ذلك لأن فرص وحظوظ فوز مرشح هذا الحزب المتمكن في الساحة هي بحسابات الواقع أكبر من فرص الآخرين وبالتالي فإن اهتمام الكثيرين من خارج عضوية المؤتمر الوطني والذين صوتوا للبشير سابقاً برغم عدم انتمائهم للحزب هو اهتمام كبير ويريد هؤلاء أن يتعرفوا على المرشح البديل في حالة عدم ترشح البشير ويقتنعوا به.
هؤلاء يمثلون نسبة كبيرة من المواطنين غير المنتمين حزبياً ولديهم الاستعداد للتصويت لمرشح المؤتمر الوطني لو كان مناسباً بفقه (جناً تعرفو).. وهذا هو الفقه الاجتماعي الذي ظل الحزب الحاكم يستفيد منه كثيراً في السنوات الماضية.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..