أخبار السودان

الساعات الأخيرة.. تفاصيل ليلة القبض على البشير

تقرير: عوضية سليمان
بعد ثلاثين عاماً من حكم الإنقاذ لم يتوقع الكثيرون أن شرارة الاحتجاجات التي انطلقت وقتها منذ العام 2013 سوف تشتعل وتكبر بالصورة التي تمكنها من أن تؤدي الى وضع نهاية لحكم الإنقاذ؟!!. هذا هو ما جعل الأمر يبدو وكأنه حلم من ألف ليلة وليلة لم يفق معظم المتابعين والثائرين منه إلا عندما جاء نبأ قائد الجيش الفريق أول ركن عوض أبنعوف وهو وزير للدفاع وقتها من أن المخلوع المشير البشير، قد تم عزله وخلعه وهو الآن في مكان آمن قيد الإقامة الجبرية. وأعلن ابن عوف في بيانه الذي تلاه على الأمة السودانية وقتها من أن مجلساً عسكرياً سوف يحكم البلاد لمدة عامين ليعلن سيطرة الجيش على مقاليد الأمور بدءاً من مقر الإذاعة والتلفزيون وسط أخبار بأن هنالك اعتقالات تمت لعدد من رموز النظام والقريبة جداً من البشير. هذه كانت بداية انطلاق الواقع الجديد الذي فرض نفسه منذ حشد 6 أبريل بمقر قيادة القوات المسلحة وتحول من بعد لحالة اعتصام دائم في صورة جديدة على المشهد السياسي السوداني لم تكن مشهودة من قبل. ورسمت هذه الملامح هيبة الانتفاضة الشعبية وعظمتها بعد أن تمكنت من اقتلاع أعتى الحكومات التي مرت على الشعب السوداني بعد أن استمرت لثلاثة عقود بالتمام والكمال.

وضع الخطط
ويحكي مصدر عسكري رفيع وفاعل في المشهد السياسي لـ(الصيحة) وهو أحد المخططين للإطاحة بالبشير، مفضلاً حجب أسمه، من أن بداية الحراك الفعلي للثورة كان قد صحبه تخطيط من قبل الجيش لنصرة الثورة السودانية، ومضى سارداً قصته أن أول اجتماع كان لهم مع نائب قائد الدعم السريع عبد الرحيم دلقو وبعدها أنضم إليهم الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي قائد الدعم السريع، وزاد: كنا نعلم بأن النظام السابق لديه قوات من أمن شعبي ودفاع شعبي وكتائب مجاهدين ولكن نحن وضعنا خططاً عسكرية مؤمنة وتأميناً كبيراً وسيطرنا تماماً على المشهد. وأضاف المصدر لـ(الصيحة) بأنه تم توجيه الفريق أول ركن كباشي بالذهاب لكرري حيث قوات المظلات والقوات الجوية، بينما ذهب (هو) إلى منطقة جبل الأولياء وقام بالسيطرة عليها تماماً وبعدها قمنا بالإعلان عن سقوط البشير .
وأكد مصدر الصيحة إن أول من أخبر البشير بسقوطه هو الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، بيد أن البشير لم يتقبل الأمر وقام بتوجيه (الشتائم) للعديد من الشخصيات معدداً بعض الأسماء وقال إنهم لم يقفوا لجانبه بعد وقبل سقوط حكومته، مشيراً أن الفريق أول البرهان لم يقم بالرد عليه، لأنه كان في مهمة تكليف بإخباره بالأمر فقط وغير مسموح منه الإدلاء بأية إضافات على ذلك.

اشتداد لهيب الثورة
ومضى مصدر الصحيفة قائلاً، بعد ذلك ذهب البرهان لإذاعة البيان، بيد أنه قام بتقديم الفريق عوض أبنعوف رئيساً للمجلس العسكري، الأمر الذي أدى لاشتعال شرارة الثورة من جديد برفضهم لأبنعوف. وقال: كانت هنالك ضغوط كبيرة من قبل الدولة العميقة وتخوفنا من أن يفشل المخطط كلياً، وكشف عن أن عملية السقوط تمت بمراحل، مشيراً للدور الكبير الذي قام به جهاز الأمن والمخابرات في عملية التغيير وأن الفريق صلاح قوش أعلن انحيازه للثورة، وأن مواقف الدعم السريع كانت واضحة منذ البداية، مشيراً إلى إنه وعند اجتماعهم الأول بالمخلوع البشير في بداية المظاهرات طلب البشير من حميدتي فض الاعتصام، ولكن جاء رد حميدتي واضحاً ورفض ذلك بشدة في وجه الرئيس. وأكد أنه تم عقد اجتماع آخر بمنزل الفريق أبنعوف في الساعة الثالثة صباحاً للبحث عن حلول وقتها قبل السقوط، ولكن المظاهرات وقتها كانت قد اشتدت خارج القيادة وبدأ البعض ينادي بحلول أمنية وليست سياسية، وكان هنالك جدل كبير جدًا في الاجتماع لم يخل من الشتائم، إلا أن صلاح قوش أكد للكل أن الحل سياسي قبل أن يكون أمنياً وأنه لازم نصل إلى قيادات الحراك السياسي في الشارع للتفاوض معهم.

قوش غادر غاضباً
أكد المصدر أن جميع المجتمعين وافقوا على فكرة قوش، ولكن بصورة مفاجئة وغير متوقعه ضرب قوش التربيزة وغادر الاجتماع مغاضباً دون رجعة بالرغم من محاولة البعض معه بالجلوس.. وقال: بعد ذلك عرفنا أنه ذهب إلى مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني وعقد اجتماعاً فورياً مع قيادات الجهاز وقال لهم بالحرف الواحد إن حميدتي سيطر على الموقف واتفق مع الجيش وإن الطريق أصبح مسدوداً تماماً، ونحن في جهاز الأمن لن نكون الطلقة الأولى في وجه الثورة، ولابد أن يكون لدينا عامل في أن يصبح التغيير جزءاً منا.. وبحسب مصدر الصحيفة أن الفريق جلال الدين الشيخ وقتها قام بالرد عليه، وقال له: نحن نؤيدك على ما قلت.. وطلب جلال الدين الشيخ من قوش البقاء في رئاسة القوات المسلحة ووعده بأنه سوف يتعامل مع القضية، وذهب جلال الشيخ إلى القيادة العامة برئاسة القوات المسلحة، وفي اجتماع يضم البرهان والعطا وكباشي وعبد الرحيم دقلو، قال لهم نحن وجهنا ناسنا في الجهاز بالتغيير وأن نقف مع الثورة ومضى ذاهباً، وكان ذلك في السادس من أبريل.. واعترف المصدر بأن الجهاز لعب دوراً كبيراً في التغيير، وقال إن ضابطاً مشهوراً في القوات المسلحة هو من قام باعتقال البشير من منزله وأنه من أودعه كوبر.. مشيراً إلى أن البشير لم يقاوم الاعتقال، إلا أن شقيقه عبد الله أخرج طبنجة للمقاومة، ولكن البشير منعه، وتم اقتيادهما إلى السجن إلا أن الشقيق الآخر للبشير (العباس) هرب وقتها ولم نعرف له اتجاهاً في ذات التوقيت..

واجب السياسيين
وواصل المصدر حديثه للصحيفة قائلاً: الآن الشارع يغلي ولديه تصعيد لثورة مضادة، ونحن نقول للحكومة الجديدة اقنعي المواطن والشارع بأن هنالك خيار حتى لا تنهار البلد، وهذا واجب القوى السياسية.. وقال: لابد من سد الفراغ السياسي والدستوري وأن الشرطة سوف تتعامل بحسم مع أي تظاهر وخروج للشارع ولن تسمح بأي تخريب ولن نسمح بأي تجمع قرب القيادة العامة ولو يبعد ألف متر عنها، ولن نسمح بالاقتراب من أي موسسة عسكرية، مشيراً إلى أنه لن يكون هناك تهاون بل حسم فقط.. وقال إن الأقاويل كثيرة حول سقوط النظام، وإن أحداث 6 أبريل عبارة عن انقلاب عسكري من قبل ضباط الجيش، ولكن نحن من سمحنا للثوار من الدخول إلى القيادة بدلًا من القصر، لذلك كان لا بد لنا أن نتصرف في المؤسسة العسكرية لحماية الدم السوداني بدلاً من إراقته.
الصيحة

‫8 تعليقات

  1. معليش، لكن دا ضابط كذاب فالجيش بالذات لم يكن له أي وجود، و يكفيه خيانة و نذالة لأن يتم فض الاعتصام يتلك الطريقة، كما أن المعتصمين ظلوا لأسابيع في حمى “القبة القايلين فيها فكي ” أي الجيش، و لكن قادته لم يقتنعوا بالثورة، و لا يزالون غير مقتنعين بها لأنهم جميعاً اغتنوا بالمليارات من الإنقاذ، و لما لم يكن هناك بد من سقوط النظام سارعوا للعمل حماية لأنفسهم و ليس انحيازاً للثورة و الثوار

  2. كلام والسلام عجز كاتبه حتي عن ذكر المصدر والغرض واضح وهو ان ينسبوا التغيير الذي حدث الي اللجنة الأمنية للساقط.
    الأمن اهم شيء تامين الثورة، كل الشرطة والأمن تبع الكيزان ولا يد من تغييرهم، الشيء الثاني اداء وزير المالية والزراعة والتجارة ضعيف جدا ، يجب معالجة القصور وإشراك المواطن في مناقشة المشاكل، يعد الكرونا مافي دعم خارجي ، يجب تحديد البدائل

  3. الكيزان كانت لديهم رغبه قويه فى ذهاب البشير لكنهم لم يحددو من يخلفه كل من يدعى انه اسقط البشير من اجل الثوار وهو كوز فهو كازب وهم معروفين بذلك

  4. هــــــــذا الــكــــــــلام فــــــــــارغ مـــن أواه لآخـــــــــــــــــره
    {{ مصدر عسكري رفيع وفاعل في المشهد السياسي لـ(الصيحة) وهو أحد المخططين للإطاحة بالبشير، مفضلاً حجب أسمه }}
    وهذا المصدر العسري كان يبقى رجل شجاع ويذكر اسمه، فالجبن والخوار والتواري ليس من صفات الرجولة فضلا يكون صفة عسكري. مما يدل انه ادعـــــــاء كاذب
    الشعب هو الذي فجر الثورة والعسكر لم يكن له سوى خيار واحد هو الإنحياز للشعب فمكره اخاك لا بطل ثم انهم سرقوا الثورة من الشعب .. ولوا كانوا شرفاء لسلموا السلطة للشعب وراحوا لثكناتهم

  5. الجيش حتى الان لم ينحاز للثورة الدليل معاكستهم الحكومة المدنية والتامر عليها.
    الجيش السوداني الحالي ينظر له على اساس انه الجناح المسلح لحزب الجبهة الاسلامية القومية وشريكها في زبح السودان بسكين ميت.

  6. وكذلك يا MAN وزيرة الخارجية ووزيرة الشباب والرياضة ووزيرة الرعايةالجتماعية ووزير العدل ورئيسة القضاء والنائب (النائم) العام ووزير الداخلية ووزير الاعلام ديل كله سجم ورماد وكأن لجنة الترشيحات قصدت تقدم وزراء فاشلين وليس لديهم اي فكرة ان ادارة كشك تلج ناهيك ان عن ادارة وزارة لحكومة ويبدو لجنة الترشيحات هذه قصدت افشال الفترة الانتقالية لحاجة في نفس بعض اعضاء قحت المسيطرين علي اللجنة من خلف الكواليس

  7. ده كلام عباره عن ونسه جبنه ، اولا كل الحديث عباره عن مصدر مجهول و هو عباره عن محاوله لتجميل صوره الجهاز و افساد انتصار الثوره و الثوار عليه و للاسف الصجفيه ضعيفه جدا و مقالها عباره عن حكاوي و احاجي لا الكل يعلم ان جهاز الامن هاجم الثوار في منطقه القياده في بوم ٦ ابريل و سقط شهداء و هم مآب و حنفي ومعز وةقتلهم الامنجيه ، طوال فتره اعتصام القياده كانت سيارات هيئه العمليات تهاجم اعتصام القياده اكثر من مره و سقط شهداء ، هذه صحفيه تشوه الثوره و تجمل في جهاز الامن و قوش اللذين قتلو الثوار في الشارع طوال شهور من عمر الثوره ، صحفيين بقايا صحافه الانقاذ المليانه بالكذبه و الدجل و التدليس

  8. هوي يا ناس…جبناها رجالة و حمرة عين و بي ضراعنا دة بعد توفيق من رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..