أخبار السودان

إبراهيم الأمين: مجموعة حولت الذهب إلى سلاح مصوب لصدور الشعب (حوار)

* البلاد تمر بمرحلة هي الأخطر في تاريخها الحديث ولا توجد حكومة ..!!

* تهريب معظم إنتاج السودان من الذهب ومن مطار الخرطوم وبطائرات معروفة..!!

* الذهب في إيدي مجموعة حولته الى سلاح ووجهته مباشرةً الى صدور الشعب ..!!

* لو كان هنالك عقلاء بالسودان لتم عاجلاً ايقاف استخراج الذهب نهائياً بعد ان اصبح لعنة على البلاد …!!

هذه مبادرات هزيلة وضعيفة…!!

حوار اجراه /عبدالرحمن حنين

يراهن كثير من الخبراء والمراقبين على أن كل المبادرات والحراك السياسي الذي يهدف الى الخروج من الازمة السياسية الراهنة سيكون مصيره الفشل إذا لم تكن هنالك مقاربات مع الحراك الثوري الماثل ، ويظل دكتور إبراهيم الأمين نائب رئيس حزب الأمة القومي من أكثر القيادات السياسية التي ظلت تراهن على الفعل الثوري الشبابي في تقويم مسارات الثورة السودانية وإعادة سلطة الشعب لفترة ما قبل انقلاب 25 إكتوبر ، (الجريدة) حاصرت (الأمين) بالراهن وطرحت عليه العديد من أسئلة الشارع الملحة وبعض حديث المجالس ، جاوب بدوره على كثير من القضايا برؤية ثاقبة ،كما انه إستطاع أن يبعث برسائل في بريد كثير من القوى والفعاليات السياسية ..

* تعيش البلاد أوضاع معقدة لدرجة يصعب معها توصيف الوضع ،تعليقك ؟

البلاد تمر بمرحلة هي الاخطر في تاريخها الحديث ، ومنذ إنقلاب 25 إكتوبر لا توجد حكومة مكتملة الشرعية ، كذلك لا يوجد دستور يعتبر مرجعية للحكم ، ولا يوجد جهاز تنفيذي خاضع لجهة شرعية ، لذلك من يمارسون السلطة لهم مطلق الحرية في إتخاذ مايروه مناسباً من قرارات اياً كانت نتائجها ، وكمثال هل يعقل في بلد في الالفية الثالثة يتخذ فيها قرار متطرف وغير مدروس يتم بموجبه إعفاء كل مدراء الجامعات في السودان ، وترتب على ذلك القرار إستقالات عديدة وتحديداً عمداء الكليات بجامعة الخرطوم ، ونوابهم ، كذلك هنالك استقالات مرتقبة بجامعة الجزيرة ، هذا عطفاً على جامعات آخرى هي بصدد اتخاذ موقف قوى يناهض القرار غير المدروس ، ومايزيد الطين بلةً ان الدراسة الجامعية معطلةً ، والتربية والتعليم بلا وزير، وهنالك مواجهات مع اساتذة التعليم العام ، التعليم هو العنصر الأساسي لبناء الدولة والمجتمع ، صحيح نحن قصرنا في كل العهود الوطنية باننا لم نهتم ببناء الامة بينما كان هتمامنا منصب على بناء الأجهزة القمعية ، وهي التي تتحكم الآن في مصيرنا بدرجات متفاوتة.

* ماهو ذنب الشعب، ولماذا يظل يدفع المواطن فواتير تلك الاخفاقات المتكررة من النخب السياسية ؟

# المواطن السوداني يعيش للأسف في دولة حائرة ،لا تعرف ماذا تريد ،دولة تتحكم فيها أطراف لها مصلحة في أن يكون السودان ويظل كذلك دولة ضعيفة ومهلهلة ، دولة تتخذ قراراتها المصيرية وفق مصالح دول هي الآن لها الكلمة الفاصلة في كل مايتعلق باقتصاد السودان ، وعلاقاته الخارجية ، سوء الإدارة وفسادها جعل أن يعيش المواطن في ظروف يصعب وصفها دون أن يكون هنالك دورا للدولة لتخفيف المعاناة ، هنالك آحاديث عن الذهب وعن الكميات الكبيرة المستخرجة ، وعن مافيا الذهب التي هي قطعاً من تملك القرار النافذ بصورة أدت الى تهريب معظم إنتاج السودان ومن مطار الخرطوم وبطائرات معروفة ، كما يتم نقل وتهريب المعدن من اماكن اخرى في السودان ، يحدث ذلك في الوقت الذي يعاني فيه المواطن من شظف العيش دون الإستفادة من عائدات الذهب وحرمان المواطنين من عائداته ، هذا عطفا عن كون التنقيب أصبح يمثل خطر داهم على صحة المواطن وحياتهم ، التنقيب التقليدي يعتمد على مواد ضارة بالصحة وبخصوبة التربة ، كثيرمن الدول التي لم تستطع إستغلال مواردها تصاب بما يسمى بـ(لعنة الموارد) ، فالذهب اصبح اليوم لعنة على السودانيين حاضراً ومستقبلاً ، الذهب في ايدي مجموعة حولته الى سلاح تم توجيهه مباشرةً الى صدور الشعب ، ولو كان هنالك عقلاء بالسودان لتم عاجلاً ايقاف استخراج الذهب نهائياً ، ثم ينظر في الامر لاحقاً عندما يقف السودان على رجليه ،شريطة أن تكون هنالك سلطة حقيقية تنتمي للمجتمع السوداني وتحس بالآمه ومايتعرض إليه من معاناة وضغوط امنية واقتصادية خانقة ،عندها فقط سيكون الذهب في خدمة الشعب .

* كيف بوجهة نظرك يكون بمقدور القوى السياسية إزالة تلك العثرات وكثير من التعقيدات التي وضعت الوطن والمواطن على عتبة الضياع ؟

هنالك أزمة معقدة جداً يمر بها السودان رغم الثورة العظيمة التي قادها الشباب ،لا شك أن مجموعة شباب الثورة تميزت في هذه المرحلة بأنها تجاوزت بحكمة وحنكة لا تتناسب حتى مع سنها ، تجاوزت المجموعة الشبابية كل الامراض الإجتماعية التي عرف بها المجتمع السوداني خاصة النخب مجتمعة ، لذلك تشكلت كتلة واحدة متجانسة وحدت الهدف وهو إيجاد حكم مدني يعبر عن الشعب بكلياته .

* هل يمكن القول أن حالة البلاد تأخرت جداً لدرجة يصعب معها معالجة الامر ؟

لانريد أن نرسل مزيداً من الإحباطات للشعب الصابر والمثابر ، ولكن الحالة في السودان صعبة جداً ،ودرجة التفاؤل مع أنها مرتفعة عند الشباب وعند من يؤمنون بمستقبل زاهر للسودان ، ولكن رغم ذلك السودان مؤهل بما يمتلك من قوة بشرية وموارد طبيعية ، مؤهل بأن يكون الدولة الأهم والأميز على المستوى الإقليمي والدولي ، ولكن للأسف أن ماتم من ممارسات حتى بعد الثورة أدى الى تراجع البلاد لسنوات للوراء خاصة بعد الإنقلاب العسكري ، واظن مانسمعه هذه الايام عن مبادرات وإجتماعات مع مكونات سودانية لا نشكك فيها ، ولكن ظل الشك في جدوى ماتقوم به من مبادرات هزيلة وضعيفة وغير معبرة عن تطلعات الشعب السوداني لوجود أجندة خاصة عطفاً على التدخلات الاقليمية التي تهدف الى أن يكون السودان ساحة مفتوحة للصراع والتنافس ، لذلك نحن كسودانيين نحتاج الى وقفة قوية تعتمد في المقام الأول على الداخل السوداني وعلى القوى المؤمنة بالتغيير والقادرة على احداثه لتتمكن مستقبلاً من بناء سودان ديمقراطي تتوفر فيه الحياة الكريمة لكل مايحتاجه الشعب بجانب تحقيق تنمية متوازنة لكل أقاليمه ومدنه وحضره.

الجريدة

 

‫3 تعليقات

  1. انا لو محلك يا ابراهيم الأمين ساعتذر للشعب السوداني عن الوقت الذي ضيعته مع الصادق المهدي ودعمك له طوال اكثر من أربعين سنة ويمكن اكتر. دعمك للصادق ومعك الكثيرين هو واحد من أسباب الوضع الذي نعيشه الان. لا زلت تواصل في دعم أسرة تتحكم في الحزب وتتلاعب بكم جميعا انت وبرمة واسماعيل وكل الذين لا ينتمون الي هذه الأسرة.

  2. حول الامة هو السبب في انقلاب الانقاذ..
    مبارك الفاضل ابن عم الصدق المهدي..وزيرا للداخلية.
    وعبدالرحمن ……رئيسا لجهاز الامن.
    بكره ناصر وزيرا للدفاع…
    وعبدالله محمد أحمد وزيرا للتربية والتعليم…ده شخصية عجيبه.تاني يوم جاء وزيرا في انقلاب الترابي.
    شخصيات ضعيفة.ولا خبرة لها…

  3. د. ابراهيم الامين، هل يخفي عليك ما يحصل في البلاد؟ وهل ما سمعت بمطالب الشارع؟ اذا افترضنا انك سمعت وعرفت ورونا وين شايت حزب الامه انت شايت شمال وبرمه شايت جنوب وفي من شايت شرق وغرب.
    حاجه واحده حزب الامه ما فهمها وهي ان الشارع تعدي كل سياساتكم اما الاشارات المختلفه واخد العصايه من النص لن تفيدكم والشباب اوعي من كل سياسي البلاد. النصيحه احزموا امركم لان برمه تخطي كل اخطوط الحمراء والردة مستحيله
    لا تفاوض لا شراكه ولا شرعيه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..