مقالات وآراء

جنرالات في متاهة الكورونا

نرفض بتاتا سياط الجنجويد وهي تنتهك كرامة الإنسان مرة اخري وتنزل اهانة وكربا علي ظهور البسطاء الدايشين..
عندما أعلنت الحكومة حظر التجوال الليلي كاجراء يقلل من النشاط اليومي ويحد من انتشار جائحة كورونا والذي ظل مطلب ينادي به المدونين والواعين بحجم الازمة، تسارعت قوات أمننا البربري في إظهار اسوء ما فيها انتشرت سيارات الدفع الرباعي عليها جنودا بالسياط تجلد المتعسرين في الرجوع وتلاحق المارة هنا وهناك بالركل والشتيمة وكانها تحاول إعادة مشهد الإهانة العسكرية والذل وكسر الحقوق المدنية اكثر من تطبيق لمبدأ الحظر وهو سلوك مبدئي لهذه القوات والتي لا رجاء في إصلاحها وقد تربت وتعلمت ان العسكرية هي اهانة المدنية (ملكي)، وهي لا تعلم ماذا تقدم الجيوش الوطنية لحظات الازمات والمحن.
هكذا كان المشهد في اليوم الأول مع مخالفات قانونية قامت بيها الشرطة ضد اصحاب السيارات وتحرير مخالفات وغرامات في المعابر والكباري داخل المدن بصورة مقبولة ومتحضرة.
رحل وزير الدفاع بمدينة جوبا وصل الجثمان صبيحة اليوم الثاني مطار الخرطوم تزاحم العسكر والسياسيين في وداع وإلقاء النظرة الأخيرة علي النعش كاسرين كل التحوطات الصحية والمحاولات المضنية في مجابهة الخطر وعاكسين ملايين الرسائل السلبية الي عامة الشعب ولم يتبقى لهم من هدم مشروع التوعية الصحية سوي دعوة المواطنين للخروج والاستصفاف علي جانبي الطريق مودعين الفقيد!!
لم ينتهي الأمر عند هذا الحد امتدت احتفائيه وكرنفال التأبين طيلة اليوم ولم يواري الجثمان الثري الا بعد دخول ساعات حظر التجوال ولم نعلم لماذا لم يتم الدفن ساعات النهار الطويلة وان كان بسبب (التشريح) فالأفضل الاحتفاظ بالجسد في تلاجة حفظ الموتى حتي الصباح اليوم التالي احتراما للقانون وحالة الطوارئ المعلنة بالبلاد ولكن يظل العسكر فوق القانون يظهرون جبروتهم ونفختهم الكاذبة.
عند دخول الليل ومنذ ساعات العصر تدافع المعرضين من كل صوب علي راسهم درمه، رجال طرق صوفية، سياسين، خولات سابقين وبالمعاش وسدت سيارات الدولة الفاخرة بالحراسات والسارينات الافق وتدافع الالف من ضابط وضابط صف القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بكل تشكيلاتهم وفصائلهم، الشرطة، العمليات، شرطة الدفاع المدني، المرور، السجون والحياة البرية والبذلات العسكرية، النياشين والنجوم تتلألئ في الظلام وكلهم متمسكون بعدم فقدان شرف إنزال الفاني التراب ثم تصافحوا، تعانقوا، متخاطوا وتناثروا الرزاز بين وناستهم الجانبية وخطابتهم المتتالية في رثاء الفقيد وذكر محاسنه ثم انطلقوا يطون الأرض في كل الاتجاهات ضاربين بكورونا ووهمها حائط البطولات والاسترزاق الوطني العريض، كيف يمكن اضاعة مثل هذه المناسبات حيث جرت العادة انها فرصة الي اعتلا الهرم الوظيفي وتسلق الدرجات المنصبية.
ثم اجهز علينا أولئك السياسيين البائسين في مدوناتهم الوضعية اما في الرثاء فائق التعريض والذي قد يرفع ضغطك الي اعلي درجات التحمل البشري او برسائل الاعتذار في كسر حالة الطوارئ الصحية وكان لم يحدث شي وان كان للبلد وجيع او سيادة للقانون يجب وضع جميع أولئك المخالطين الحجر الصحي، جلدهم وتغرميهم مخالفة كسر حظر التجوال.
سوف يسجل التاريخ في زمن الكورونا ان قادة المجتمع السوداني سجلوا أعلى رقم قياسي في المخالطة البشرية طوعا واضعين كورونا والشعب في فتيل ولتسقط كورونا وفيروسها.

علي عثمان علي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..