ولا يبطرنا انتصارنا على الإنقاذ ويعمينا عن النقائص في بناء البديل الذي سعى إليه شعبنا وبذل من أجله عزيز التضحيات، فما زالت أمامنا كثير من الطموحات، وأقر في الوقت ذاته بأن ما تحقق ما يزال دون التطلعات المشروعة للشعب وأرجع ذلك بسبب التركة الثقيلة من العطب والفساد، وبعضه من قصور في أداء السلطة الانتقالية وعدم استكمال هياكلها رغم تجاوز الآجال.
وأردف التجمع في بيان له أمس بمناسبة الذكرى الأول للحادي عشر من أبريل التي صادفت يوم أمس عامٌ انقضى مذ أذّن الفجر الذي شقّ الدياجي، يوم انتصرت إرادة شعبنا على نظام الإنقاذ وتخلّصت من طاغية أفسد وحاشيته البلاد ثلاثين عاماً حسوما، كانت فيها بلادنا تتقهقر عكس التاريخ ومعزولة بجدار من العنجهية والجهل سميك، ينهب خيراتها أراذل القوم، تستعر بين أبنائها الحروب وتعصف بكرامة إنسانها الأزمات، إلى أن توّج الاعتصام البطولي أمام قيادة قوات شعبنا المسلحة كفاح شعبنا للخلاص من النظام المخلوع.
وشدد على أن عمليات تصفية تمكين الإنقاذ ومحاسبة مسؤوليها على انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الفساد تسير بإيقاع بطئ، بالاضافة الى المعاناة المعيشية التي وصفها التجمع بالخانقة لعدم اتخاذ ما يكفي من الإجراءات التي تسهم في الحد منها وفي إنعاش وتفعيل الإنتاج، ونوه الى مفاوضات السلام تحتاج إلى دفعة جبارة لتصل إلى غاياتها، وحذر من استخدام النظام المخلوع والثورة المضادة كل تل العقبات عناصر لتعميق روح السلبية والتذمر وسط الجماهير، واستدرك قائلا ليس بهدف تحقيقها ، فقد حكموا البلاد لثلاثين عام ولم يفعلوا سوى إنتاج هذه الأزمات، لكن بهدف التشكيك في جدوى التغيير الذي أطاح بنظامهم.
ورأى أن كل ذلك يستلزم من الجميع اليقظة والحذر، وأردف لنكن على يقين أن ثورة ديسمبر ماضية في طريقها تستكمل نواقصها وتجتاز الصعاب لأنها مسوقة بأهدافها لا بالأشخاص، وطالب من قدمتهم الثورة لمواقع المسؤولية والقيادة القيام بكل ما يلزم لتمام الوصول، وفتح فرص المشاركة للخبرات السودانية في كل المجالات، وأضافت فلا خيار سوى السير إلى الأمام، وعزم شعبنا على الأفق شراع.
وأكد مواصلة نهر ديسمبر جريانه هادراً مهما تعرّج به المسار، وقطع بأن الشعب سيستكمل مشواره وثورته، لأنه قرر أنّه يريد الحياة، ولأن لواء النصر معقود بعزم الشعوب، وجدد تعهداته بالوقوف في صف الشعب.
الجريدة
