دبلوماسية أوروبا تسير وفق مصلحة الأسد

الاتحاد الأوروبي يفشل في الاتفاق على تسليح المعارضين السوريين وسط توقعات روسية بصعوبة عقد مؤتمر جنيف الثاني.

دمشق – لم يتمكن الاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسل من التوافق على رفع الحظر على الاسلحة للمعارضة السورية، فيما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان تنظيم مؤتمر دولي لتسوية النزاع السوري لن يكون “مسالة سهلة”.

وادلى لافروف بهذا التصريح بعد مشاورات اجراها مساء الاثنين مع نظيره الاميركي جون كيري في احد فنادق باريس لمناقشة موعد المؤتمر الدولي المزمع انعقاده في حزيران/يونيو وهوية المشاركين فيه من ممثلي النظام السوري والمعارضين له.

وانضم الى الوزيرين الروسي والاميركي نظيرهما الفرنسي لوران فابيوس في اطار “عشاء عمل”.

واثر اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل ناقشوا فيه امكان تسليح مقاتلي المعارضة في سوريا، قال فابيوس “لا اتفاق”.

ولاحقا، اكد وزير الخارجية النمسوي ان الوزراء الاوروبيين فشلوا في التوصل الى تفاهم حول تسليح المعارضين السوريين، فيما علق اجتماع الوزراء حتى الساعة 20:00 تغ.

وصرح الوزير ميكايل سبيندليغر للصحافيين “اسف لعدم التمكن من ايجاد تسوية مع بريطانيا وفرنسا” اللتين تسعيان الى رفع الحظر المفروض على الاسلحة للمعارضين السوريين الذين يقاتلون نظام الرئيس بشار الاسد.

والوزير النمسوي هو الوحيد الذي ادلى بتصريح فيما علق الاجتماع الذي بدا في الساعة 11:00 (9:00 تغ) قرابة الساعة 20:30 ليستانف في الساعة 22:00 وفق متحدث باسم الاتحاد الاوروبي. ولم يحدد اي موعد لانهاء الاجتماع.

واكتفى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالقول ان “المشاورات صعبة”، وهو الاكثر تاييدا لرفع الحظر.

وعلى الاوروبيين التوصل الى اتفاق قبل منتصف ليل الجمعة، موعد انتهاء العقوبات الاوروبية المفروضة منذ عامين على النظام السوري ومنها الحظر على الاسلحة الى سوريا.

وفي محاولة لارساء تسوية، اقترحت الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد الاوروبي تخفيف الحظر ضمن شروط معينة مرتبطة بمراقبة الاسلحة وتحديد مهلة لعدم التاثير في مؤتمر جنيف-2 الذي يتوقع ان يعقد في حزيران/يونيو بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا في محاولة لايجاد حل سياسي للنزاع السوري.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان بلاده مستعدة لدعم تسوية مماثلة لان “من الاهمية بمكان ان تتبنى اوروبا موقفا موحدا في هذه القضية”.

وكان فابيوس اعلن في بروكسل قبل توجهه الى العاصمة الفرنسية ان “فرضيات استخدام اسلحة كيميائية تزداد قوة” في سوريا.

واوضح فابيوس ان هذه المعلومات التي تستند “الى العناصر التي في حوزتنا” تخضع “لعمليات تحقق دقيقة جدا”.

ولجأ الجيش السوري الى اسلحة كيميائية ضد المسلحين المعارضين الذين يسيطرون على مناطق في ريف دمشق بحسب مراسلين يعملان لحساب صحيفة لوموند الفرنسية ميدانيا في نيسان/ابريل وايار/مايو ونشر تقريرهما الاثنين.

ويثير موضوع استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا جدلا دوليا واسعا واتهامات متبادلة بين النظام والمعارضة. ودعت الامم المتحدة مجددا الاربعاء دمشق الى افساح المجال امام خبرائها للتحقيق.

ومع استمرار الجهود الدبلوماسية استعدادا للمؤتمر الدولي حول النزاع السوري، اعلن نائب وزير الخارجية الايراني امير عبد اللهيان الاثنين ان بلاده ستستضيف الاربعاء “مؤتمرا دوليا” بهدف التوصل الى “تسوية سياسية” للنزاع في سوريا.

وقال المسؤول الايراني “ينتظر مشاركة اكثر من 40 بلدا اضافة الى ممثل للامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان” في مؤتمر طهران. وكان انان الوسيط السابق للامم المتحدة والجامعة العربية في النزاع الذي اوقع، بحسب منظمة غير حكومية، اكثر من 94 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011.

الى ذلك، يجري مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان الاربعاء نقاشا حول “تدهور وضع حقوق الانسان في سوريا والمجازر الاخيرة في القصير” بناء على طلب عاجل من الولايات المتحدة وتركيا وقطر.

ميدانيا، تواصل القوات النظامية السورية خوض معارك عنيفة في مدينة القصير الاستراتيجية وفي محيطها وسط البلاد، مدعومة بحزب الله اللبناني الذي فقد 79 عنصرا من مقاتليه منذ بدء اقتحام المدينة الاحد الماضي.

وقتل اربعة اشخاص على الاقل واصيب عشرات اخرون في انفجار سيارة مفخخة الاثنين في احد احياء مدينة حمص بوسط سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتسيطر القوات النظامية السورية على حي الوعر لكن المنطقة المحاذية له تشهد مواجهات يومية بين الجيش والمقاتلين المعارضين.

وقال المرصد السوري الاثنين ان “عدد عناصر حزب الله اللبناني الذين قتلوا خلال الاشهر الفائتة في ريفي دمشق وحمص ارتفع الى 141، بينهم 79 مقاتلا قتلوا خلال الفترة الممتدة بين فجر 19 ايار/مايو الى فجر امس الاحد”.

وكان مصدر مقرب من الحزب قال الاحد ان عدد قتلى الحزب منذ بدء مشاركته في المعارك داخل سوريا قبل اشهر وصل الى 110 عناصر، مشيرا الى ان الحزب والنظام باتا يسيطران على 80 بالمئة من مدينة القصير، وان الطريق بات “آمنا” بين حمص ومدينة بعلبك، المعقل البارز للحزب الشيعي في شرق لبنان.

واعلن المتحدث باسم السناتور الاميركي الجمهوري جون ماكين الاثنين ان الاخير دخل الاثنين الاراضي السورية اتيا من تركيا حيث التقى قادة في المعارضة السورية المسلحة.

وبحسب موقع “ذي دايلي بيست” الاخباري فان السناتور ماكين امضى بضع ساعات داخل الاراضي السورية والتقى اللواء سليم ادريس قائد اركان الجيش السوري الحر اضافة الى ضباط اخرين في المعارضة المسلحة.

واعلن مسؤول امني لبناني ان امراة قتلت الاثنين قرب مدينة الهرمل في سهل البقاع بشرق البلاد اثر سقوط ثلاث قذائف اطلقت من الاراضي السورية.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..