خطبة الجمعة 9سبتمبر التي ألقاها مولانا آدم أحمد يوسف

ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺁﺩﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ
ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺑﻮﺩﻧﻮﺑﺎﻭﻱ
9 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2016ﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 6 ﺫﻭ ﺍﻟﺤﺠﺔ 1437ﻫـ
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ، ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏) ﺇِﻥَّ ﻟَﻚَ ﺃَﻻَّ ﺗَﺠُﻮﻉَ ﻓِﻴﻬﺎ ﻭَﻻ ﺗَﻌْﺮﻯ * ﻭَﺃَﻧَّﻚَ ﻻ ﺗَﻈْﻤَﺆُﺍ ﻓِﻴﻬﺎ ﻭَﻻ ﺗَﻀْﺤﻰ
‏( ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺒﻪ ﻷﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺟﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ,
ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ . ‏(ﻓَﻮَﺳْﻮَﺱَ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄﺎﻥُ ﻗﺎﻝَ ﻳﺎ ﺁﺩَﻡُ ﻫَﻞْ ﺃَﺩُﻟُّﻚَ ﻋَﻠﻰ ﺷَﺠَﺮَﺓِ
ﺍﻟْﺨُﻠْﺪِ ﻭَﻣُﻠْﻚٍ ﻻ ﻳَﺒْﻠﻰ ‏) . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻭﺣﺐ
ﺍﻟﺘﻤﻠﻚ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﺩﻡ ﺇﻻ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻲ : ‏( ﻓَﺄَﻛَﻼ ﻣِﻨْﻬﺎ ﻓَﺒَﺪَﺕْ ﻟَﻬُﻤﺎ ﺳَﻮْﺁﺗُﻬُﻤﺎ ﻭَﻃَﻔِﻘﺎ ﻳَﺨْﺼِﻔﺎﻥِ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻤﺎ ﻣِﻦْ ﻭَﺭَﻕِ
ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ﻭَﻋَﺼﻰ ﺁﺩَﻡُ ﺭَﺑَّﻪُ ﻓَﻐَﻮﻯ ‏) . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ . ﺍﻟﺮﺣﻤﻪ ﻭ ﺍﻟﺮﺃﻓﺔ
ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻗﺪﺳﻲ : ‏(ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﺭﺃﻑ
ﺑﻌﺒﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻻﻡ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ ‏) ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺍﺩﻡ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻭﺗﺎﺏ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﺇﻻ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ‏(ﺛُﻢَّ ﺍﺟْﺘَﺒﺎﻩُ ﺭَﺑُّﻪُ ﻓَﺘﺎﺏَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﻫَﺪﻯ ‏) . ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻷﺩﻡ ﺍﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻨﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻲ : ‏(ﻗﺎﻝَ ﺍﻫْﺒِﻄﺎ
ﻣِﻨْﻬﺎ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﺑَﻌْﻀُﻜُﻢْ ﻟِﺒَﻌْﺾٍ ﻋَﺪُﻭٌّ ﻓَﺈِﻣَّﺎ ﻳَﺄْﺗِﻴَﻨَّﻜُﻢْ ﻣِﻨِّﻲ ﻫُﺪﻯً ﻓَﻤَﻦِ ﺍﺗَّﺒَﻊَ ﻫُﺪﺍﻱَ ﻓَﻼ
ﻳَﻀِﻞُّ ﻭَﻻ ﻳَﺸْﻘﻰ ‏) . ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻫﺒﻂ ﺍﺩﻡ ﻭﺗﻨﺎﺳﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﻠﻪ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺠﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺳﻞ .
ﻭﻇﻠﺖ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺗﻨﺴﺦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻗﺎﻝ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏( ﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﺍﻧﺎ ﻭ ﺍﻟﻨﺒﻴﻮﻥ ﻗﺒﻠﻲ ﻻ ﺍﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ‏) ﻭﻗﺎﻝ : ‏( ﻣﺜﻠﻲ ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻗﺒﻠﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﺑﻨﻰ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﺄﺟﻤﻠﻪ
ﻭﺯﻳﻨﻪ ﺇﻻ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﺒﻨﻪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﺍﺟﻤﻞ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻮﻻ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺒﻨﻪ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺒﻨﻪ ‏) ﺍﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺻﺎﺭ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺧﻦ ﻭﻟﺒﺲ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺼﺪﺍﻗﺎ
ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺣﻤﺪ ﻭﺻﺤﺤﻪ
ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ . ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺎﻟﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻛﻨﺖ ﺍﺳﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺍﻥ
ﻳﺪﺭﻛﻨﻲ ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻫﻠﻴﻪ ﻭﺷﺮ ﻓﺠﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮ ؟ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ . ﻗﻠﺖ ﻭﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﻦ
ﺧﻴﺮ ؟ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻭﻓﻴﻪ ﺩﺧﻦ ﻗﻠﺖ ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻡ ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻫﺪﻯ
ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻠﺖ ﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮ . ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﺩﻋﺎﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻮﺍﺏ
ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺍﺟﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻗﺬﻓﻮﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻔﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻡ
ﻣﻦ ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻨﺎ ﻗﻠﺖ ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ ﺍﻥ ﺍﺭﻛﻨﻲ ﺫﻟﻚ . ﻗﺎﻝ ﺗﻠﺰﻡ
ﺟﻤﺎﻋﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺇﻣﺎﻣﻬﻢ ﻗﻠﺖ ﻓﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺍﻣﺎﻡ . ﻗﺎﻝ
ﻓﺎﻋﺘﺰﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺗﻌﻀﻲ ﻋﻠﻲ ﺟﺰﻉ ﺷﺠﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺭﻛﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ
ﺍﻧﺖ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ .ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ . ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ :
‏( ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺴﻨﺘﻲ ﻭﺳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﻋﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺟﺬ ‏) ﺍﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻳﺎﺕ ﺗﺬﻛﺮ
ﺍﻧﺎﺱ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻳﺎﺕ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ : ‏(ﻭَﻋَﺪَ
ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻭَﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕِ ﻟَﻴَﺴْﺘَﺨْﻠِﻔَﻦْﻢُﻫَّ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻛَﻤَﺎ
ﺍﺳْﺘَﺨْﻠَﻒَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻬِﻢْ ﻭَﻟَﻴُﻤَﻜِّﻨَﻦَّ ﻟَﻬُﻢْ ﺩِﻳﻨَﻬُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺭْﺗَﻀَﻰٰ ﻟَﻬُﻢْ ﻭَﻟَﻴُﺒَﺪِّﻟَﻦّْﻢُﻫَ
ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﺧَﻮْﻓِﻬِﻢْ ﺃَﻣْﻨًﺎ ۚ ﻳَﻌْﺒُﺪُﻭﻧَﻨِﻲ ﻟَﺎ ﻳُﺸْﺮِﻛُﻮﻥَ ﺑِﻲ ﺷَﻴْﺌًﺎ ۚ ﻭَﻣَﻦْ ﻛَﻔَﺮَ ﺑَﻌْﺪَ ﺫَٰﻟِﻚَ
ﻓَﺄُﻭﻟَٰﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻔَﺎﺳِﻘُﻮﻥَ ‏) . ﻭﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺔ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻻﺗﻲ : ﻗﺎﻝ
ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﺑﻰ ﻋﻤﺮ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ
ﻋﻤﻴﺮ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ :
‏( ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎﺿﻴﺎ ﻣﺎ ﻭﻟﻴﻬﻢ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ ﺛﻢ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻜﻠﻤﻪ ﺧﻔﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺍﺑﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‏) ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺷﻌﺒﻪ
ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ . ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ : ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺩﻻﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻧﻪ ﻻ
ﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻋﺎﺩﻝ . ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺄﺋﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ , ﻓﺄﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ
ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺮ ﺷﺊ ﺛﻢ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺑﻞ
ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺟﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻻﻣﻪ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎ ﻭﻣﺘﻔﺮﻗﺎ . ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﻻﺀ
ﻫﻢ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ . ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﺘﺮﺓ . ﺛﻢ ﻭﺟﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ . ﺛﻢ ﻗﺪ
ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﻤﻪ
ﻳﻄﺎﺑﻖ ﺍﺳﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻨﻴﺘﻪ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﻛﻨﻴﺘﻪ ﻳﻤﻸ ﺍﻻﺭﺽ ﻋﺪﻻ ﻭﻗﺴﻄﺎ ﻛﻤﺎ
ﻣﻠﺌﺖ ﺟﻮﺭﺍ ﻭﻇﻠﻤﺎ . ﻫﻜﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ . ﻭﺛﻤﺔ ﺍﻳﺎﺕ ﺍﺧﺮﻯ ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻝ : ‏( ﻭَﻣَﻦ ﻳُﻄِﻊِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝَ ﻓَﺄُﻭﻟَٰﺌِﻚَ ﻣَﻊَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﻧْﻌَﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ ﻣِّﻦَ
ﺍﻟﻨَّﺒِﻴِّﻴﻦَ ﻭَﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻘِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟﺸُّﻬَﺪَﺍﺀِ ﻭَﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤِﻴﻦَ ۚ ﻭَﺣَﺴُﻦَ ﺃُﻭﻟَٰﺌِﻚَ ﺭَﻓِﻴﻘًﺎ ‏) . ﻗﺎﻝ ﻓﺨﺮ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ
ﻓﻌﻴﻞ ﺑﻤﻌﻨﻲ ﻓﺎﻋﻞ : ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺼﺤﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ ﻭ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﺧﺮﻱ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﺴﻨﺎﻥ , ﻓﺎﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻭﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺷﻴﺪ ﺭﺿﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﺔ ﺗﻌﺎﻟﻲ : ‏(ﻟِﺘَﻜُﻮﻧُﻮﺍ
ﺷُﻬَﺪَﺍﺀَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ‏) . ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺣﺠﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﻫﻞ
ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ . ﻓﺎﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻫﻢ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺒﻄﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﺤﺴﻦ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ . ﻭﺭﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺪﻳﺜﺎ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ﺍﻥ ﺍﻻﺭﺽ
ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ . ﻭ ﺍﻻﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺗﻔﻴﺪ
ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺽ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺧﺮﺍﻓﺔ . ﻭﺭﻭﻳﺖ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ
ﻧﺒﻮﻳﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﺹ , ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺮﺝ ﺟﻤﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭ ﺍﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ
ﻭ ﺍﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﻲ ﻭﺃﺳﻨﺪﻭﻫﺎ ﺍﻟﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻪ ﺭﻓﻌﻮﻫﺎ ﺍﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻢ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺍﻡ ﺣﺒﻴﺒﻪ ﻭ ﺍﻡ ﺳﻠﻤﻪ ﻭ ﺛﻮﺑﺎﻥ ﻭﻗﺮﺓ
ﺑﻦ ﺍﻳﺎﺱ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﻬﻼﻟﻲ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ
ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎ
ﺗﺨﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ . ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺷﺮﻁ
ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ﻭﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺭﻭﻱ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻮﻑ ﺍﻻﻋﺮﺍﺑﻲ ﻋﻦ
ﺍﺑﻲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻨﺎﺟﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺍﻻﺭﺽ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﺎ ﻗﺎﻝ ﺛﻢ
ﻳﺨﺮﺝ ﺭﺟﻞٌ ﻣﻦ ﻋﺘﺮﺗﻲ ﺍﻭ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺑﻴﺘﻲ ﻳﻤﻠﺆﻫﺎ ﻗﺴﻄﺎ ﻭﻋﺪﻻ ﻛﻤﺎ ﻣﻠﺌﺖ
ﻇﻠﻤﺎ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﺎ ….. ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻲ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ﻭﻟﻢ
ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ ﺍﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ . ﻭ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪﺩ . ﻣﻬﺪﻳﺔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .
ﻧﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻧﺸﻄﺔ ﺍﻭﺭﺑﺎ ﻓﻲ ﻏﺰﻭ ﻗﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻗﺴﺮﺍ
ﻋﺒﺮ ﺍﻻﻃﻠﺴﻲ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺳُﺨﺮﺓ ﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ . ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ
ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟُﺒﻞ ﻋﻠﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻋﺸﻖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ
ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺨﻨﻊ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻶﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺑﻞ ﺛﺎﺭ ﻭ ﺃﻧﺘﻔﺾ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺗﺸﻮﻕ ﻟﻤﻨﻘﺬ ﻭﻣﺨﻠﺺ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﻥ ﻭﺫﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻻﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﺺ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻭﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻧﺪﺛﺮ ﻓﻜﺎﻧﺖ
ﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻱ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻻﻭﺭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ
ﺣﻠﻴﻒ ﻷﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ , ﻓﻲ ﺷﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ….. ﺍﻥ
ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻤﻮﻣﺎ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﺳﻨﺔ ﺳﻴﺪ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : ‏( ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻰ
ﺑﺬﻟﻚ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻔﻄﻦ ﺑﻞ ﺍﺣﻖ ﺍﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻹﻗﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﻨﻦ ‏) ﻭﻗﺎﻝ ‏(ﻛﻨﺖ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻛﻮﻥ ﻟﻪ ﻋﻮﻧﺎ
ﻭﺧﺎﺩﻣﺎ ﻟﻠﺴﻨﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﻫﺠﻤﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ‏) . ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺻﺮﻭﻩ ﺣﺘﻰ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺮﻳﻒ ﻭﺩ ﻧﻮﺭ
ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻗﻮﻟﺔ :
ﻛﻢ ﺻﺎﻡ ﻛﻢ ﻗﺎﻡ ﻛﻢ ﺗــــــــﻠﻰ ﻣـــــﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﺪﺍﻣـــــــــﻌﻪ ﺗﺠــــــــــــــﺮﻱ
ﻭﻛﻢ ﻛﺒﺮ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺑﻮﺿﻮﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻭﻛﻢ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻓـــــــــﻲ ﺳﻨــــــﺔ ﺍﻟﻮﺗﺮ
ﻭ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻠﺤﺎ ﻣﻬﻤﻮﻣﺎ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻭ ﻗﺪ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻨﻰ
ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﺑﺎ ﺍﻻﻭﻟﻲ ﻭﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺭﺍﺷﺪ ﺑﻚ
ﺍﻳﻤﻦ ﻭﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻼﻟﻲ ﻭﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺠﺮﺍﺩﺓ ﻭ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻻﺑﻴﺾ
ﻭﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺷﻴﻜﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ 26 ﻳﻨﺎﻳﺮ 1885 ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ
ﺍﻥ ﺗﻬﺰﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻊ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﺔ ﻛﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻢ ﻳﺘﻘﻠﺐ ﻓﻜﺎﻧﺖ
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﺳﻔﺢ ﺟﺒﻞ ﻛﺮﺭﻱ ﻓﻲ 2 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ .1898
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻳﺎﻫﺎ ﺍﻻﺣﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 201696 ﺍﺟﺮﺕ
ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺣﻮﺍﺭﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻣﻘﺎﺭﻧﺎ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺑﻴﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﻣﻤﺜﻠﻪ
ﻓﻲ ﻛﺘﺸﻨﺮ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﺟﺎﺑﺘﻪ . ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻭﻛﺘﺸﻨﺮ ﺟﺎﺀ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ
ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ .
ﺍﺯﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﻧﻘﻮﻝ :
ﺍﻭﺭﺑﺎ ﻟﻢ ﺗﻐﺰﻭ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﺒﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻭ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﺍﻭ
ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺓ
ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻫﻲ ﺍﻳﺠﺎﺩ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﺩﺧﺎﺭ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃُﺧﺬ ﺍﻟﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﻛﺎﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻪ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﻭ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ . ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻻﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﺍﻭ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺠﺮﺃ ﺑﺎﻟﺼﻌﻮﺩ ﺃُﻧﺰﻝ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ . ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻠﻤﺪﻋﻮ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ
ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺎﺏ roots ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﻜﺲ ﻫﻴﻠﻰ . ﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻭﻛﺘﺸﻨﺮ ﺟﺎﺀ
ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺣﻘﺎ ﺍﻧﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺛﺄﺭﺍ ﻷﺳﻼﻓﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﺷﺮﻑ
ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﻃﻦ , ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ
ﻭﺗﻌﺘﺬﺭ ﺍﻧﺎﺑﺘﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺧﻄﺎﻳﺎﻫﻢ . ﻗﺎﻝ ﺍﺣﺪ ﺍﺣﻔﺎﺩ
ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﺻﻔﺎﺀ ﻗﺎﻝ : ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺟﺎﺀﻭﺍ
ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﺟﺪﺍﺩﻧﺎ ﻣﺘﺤﻠﻘﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺗﺼﻴﺒﻨﻲ ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻣﻞ . ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻟﻢ
ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻳﺎ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ ﺑﻞ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﻋﺰﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ .
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺈﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻣﺎ ﻛﺘﺸﻨﺮ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺨﻤﺮ
ﻭ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﻭﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﺍﻻﺧﻼﻕ ﺣﻴﺚ ﺍﻗﺎﻣﻮﺍ ﺣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻭﺭﻋﻮﺍ ﺑﻴﻮﺕ
ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ . ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻮﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻣﻮﺍﺭﺩ
ﺍﻟﺒﻼﺩ . ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻋﻘﻼﻥ ﻓﻲ ﺍﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺣﺒﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺍﻫﺪﺍﻑ ﻭﺃﻃﻤﺎﻉ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭ ﻣﻌﻠﻨﻪ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﺇﻻ ﻋﻠﻲ
ﻣﺨﺒﻮﻝ ﺍﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﻏﺮﺽ . ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺆﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ
ﻭﺩﻋﻮﺓ ﺣﻖ ﻫﻢ ﺍﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺔ ﺟﻨﻮﺩ ﻭﻟﺴﻠﻲ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ
ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﺍﺑﻮ ﺷﺎﻣﺔ : ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﻭﻟﺴﻠﻲ
ﻓﻲ ﺍﺑﻲ ﻃﻠﻴﺢ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ 240 ﻋﺴﻜﺮﻱ . ﺍﺣﻔﺎﺩ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﺄﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻬﺪﺃ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻝ ﺇﻻ ﺍﺫﺍ ﺻﻮﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ
ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ
ﻣﻦ ﺍﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺎﺷﺒﻮﺯﻙ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺲ ﻭ ﺍﻻﺭﻧﺎﺅﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻲﺀ ﺑﻬﻢ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻟﻴﻄﻔﺌﻮﺍ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻻﻛﺒﺮ
ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ‏( ﻧﺎﺭﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻭﻗﺪﻫﺎ ﺭﺑﻲ ﻭﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﺵ
, ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻥ ﻳﻄﻔﺌﻮﻫﺎ ﺍﺣﺮﻗﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻣﺮﻱ ﻓﺎﺷﻲ ‏) ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﺻﻼﺡ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ
ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻲ ﻣﺮﻧﺔ ﺗﻌﺮﻑ
ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ‏(ﻟﻜﻞ ﻭﻗﺖ ﻭﻣﻘﺎﻡ ﺣﺎﻝ ﻭﻟﻜﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﺍﻭﺍﻥ ﺭﺟﺎﻝ ‏) ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ‏( ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺷﻘﺎﻭﺗﻮ ﻭﺟﺎﺗﻮ ﻓﺮﺍﺭﻧﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﺩﻭﻣﺎﺗﻮ ‏) ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺍﺻﺒﺢ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻋ&#