قتل الأبرياء .. “سلاح إستفزاز”..!!

د. منتصر نابلسي
اهلنا الفقراء من المال الاغنياء بعزة النفس ، وهكذا يتحدى الخوف الوطن ويجد الاشقياء فرصتهم في بث الهلع والرعب والدمار ، وما اشد وجع القلق حين يطرق بعنفه وعشوائيته البيوت المطلة على دنيا الامان ، والحيشان التى لم تعرف الا المحبة والالفة تغزوها رائحة الحرب والبارود والموت الذي اصبح يترصد أمان الابرياء ولايفرق بين النساء والاطفال والعجزة … كانت الحياة في قراهم البسيطة لا تعرف يوما لغة الخوف والبندقية انها ، تلك العذراء التى ينتهك عرضها نهارا جهارا .. يستباح القتل والاغتصاب ويضيع الاطفال وترمل النساء وتهدم البيوت وتشتت الاسر ويقتلع الامان … تتبدد الموارد وتصبح المجاعة سيدة الموقف …
فكيف يكون الحال فى سفينة حياة اعلاها مشتعل واسفلها امواج غرق … كيف حال ارض يترصدها القتل ويحاصرها الظلم .. ومن كل باب يدخل الرعب والغدر الذى يتصيد الفقراء والمساكين وقد تكسرت اشرعة الطمأنينة و اخترقت هيبة الدولة فالى اين تهرع النساء وبمن يحتمى الصغار وبمن يلوذ الشيوخ … والرصاص لايميز بين الاعمار.
رصاص الغيلة والغدر فى اراضى اهلها لم يسلكوا طريق التوجس والهلع من قبل ولم يدخل عبر نوافذ بيوتهم الطينية البسيطة الا الهواء النقى واشعة شمس النهار وهي تعانق الغرف المسكونة بالمودة ، ولم تتخلل رواكيبهم المنسية الا من لمة الاخاء والمؤانسة ولم تستضيف قلوبهم الا الكرم والاحسان للغريب والبعيد ، مناطق لا تعرفها حتى حكوماتنا المتعاقبة الا في الخريطة او هي مجرد أسماء في مكاتب الدولة .
أهلنا البسطاء الذين لا يتعاطون السياسة وربما لا يعلمون من هو الرئيس ومن هو الحزب الحاكم لا يفقهون كثيرا ولا قليلا عن الحكومة ولا يدخلون في دهاليزها العفنة ولا كهوفها المظلمة النتنة الا اذا دعتهم ضرورة ملحة أو أمر طاريء.
الى اين ايها الوطن الجليل الى اين تنوى المسير … وفيك يسكب زيت الفتن وقد اشعل من ليس فى قلوبهم رحمة فتيل الدمار… كل يوم يوقظنا صراخ القتل وجروح الخراب والوجع المستمر وأحزان جراحات لا تكاد تندمل وقتل يتجدد ويكابرالخوف بين الشعب كل فجيعة .
لمن نسوق الشكوى والبكاء ليس حلا والانتقام في هذه الظروف لن يكون المخرج من هذا الاستفزاز المستمر والسافر والتدخل الدولي هوان وتفتيت وضياع وطن نتمنى أن تظل الحكمة هى ضالتنا وهى المخرج الملائم لاننادي بالدم قصاد الدم فالدماء لن تجلب معها الا المزيد من التهور والهوان لاننادي بالسكوت والصمت عن الظالم ولكن لنختار التخطيط الذي يناسب المرحلة مع الحكمة ولكل بداية نهاية.
ما اسهل ان ينعق غراب الشؤم بين الافئدة فقد تعلمت ذئاب الغدر كيف تفتك بالابرياء وترمى بقاياهم للعراء والهوام … ومازال الخراب يتصدر كل طريق ومسلك … والاشقياء الجنجويد يبكون على النهب والسرقة والقتل والدمار ونحن نبكى على أرواح بريئة ووطن عزيز غال ينتهك فلن نتركه لقمة سائغة …
الحرب الكريهة تستحل كل حرام .. ان البكاء لايلملم الاطراف ولا يعيد الامور الى نصابها … وهنا لا نتحدث عن سياسة مافونة تمزقها الجهوية … ولكن نعول على قواتنا المسلحة والعقلاء من أهل السياسة والخبرة والحكمة ولن يكون هناك بديل لقواتنا المسلحة مهما زاددت التحديات فالحكمة مع التخطيط والتماسك مع الثقة والاستبشار بالنصر والخروج من هذا النفق هو الملاذ ولابد من بلوغ الهدف (حرية سلام وعدالة) والغد لناظره قريب .. والله المستعان.
ما يحدث من مرتزقة جرذان و كلاب عربان الشتات الافريقي من انتهاكات ضد الشعب السوداني الأعزل ما هو إلا يأس بسبب هزائمهم و فشل مخططهم الانقلابي للاستيلاء علي السلطة…
الأوباش الجبناء يهربون من مواجهة الجيش و يقتلون الأبرياء العزل و يعتبرون أنفسهم أبطال…